تؤدي الرياح دورها كعامل نحت بإحدى وسيلتين: الوسيلة الأولى هي التذرية، وتتم بواسطة قوة دفع التيارات الهوائية وحدها، واحتكاكها بالسطح، فحيثما وجدت مساحة من سطح الأرض الجافة المكشوفة والمغطاة بمواد سائبة أو قليلة التماسك كفتات الصخور المعرضة للتجوية، أو الرواسب الفيضية والجليدية أو رمال السواحل، فإن الرياح متى مرت بهذه الجهات التقطت بعض الحبيبات الدقيقة من بين الرواسب، وحملتها أو جرتها بعيداً عن مصادرها، لهذا فإن جميع جهات السطح في المناطق الجافة عرضة لهذه العملية، بسبب شدة الجفاف، وخلو الأرض من الغطاء النباتي. وبطبيعة الحال تكون الرياح أقدر على حمل الحبيبات الدقيقة من التراب المشتق من الصخور الصلصالية والطينية والغرينية إلى ارتفاعات كبيرة، ولمسافات شاسعة، أكثر من حبيبات الرمال الخشنة التي تتطلب هبات شديدة من الرياح، قبل أن تتحرك بالقرب من سطح الأرض ولمسافات قصيرة.