أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2017
1652
التاريخ: 1-07-2015
5021
التاريخ: 1-07-2015
1638
التاريخ: 1-07-2015
1488
|
أقول
: ذهب جماعة من الحكماء والمتكلّمين إلى أنّ
المعدوم بعينه وبجميع عوارضه المشخّصة لا يعاد.
وذهب آخرون منهم إلى أنّه يمكن أن يعاد (1).
والحقّ : الأوّل من غير منافاة للقول بالمعاد الجسماني ؛
لبقاء موادّ الأجسام وإن تفرّق أجزاؤها واضمحلّ صورها ، ففيه إعطاء الصور للموادّ
وعود الأرواح إلى الأجساد من غير أنّ المعدوم الصرف يعاد.
والظاهر أنّ ذلك ضروريّ ، ولهذا قال الإمام الرازي ـ على ما
حكي عنه ـ : « إنّ كلّ من رجع إلى فطرته السليمة ورفض عن نفسه الميل والعصبيّة ،
شهد عقله الصريح بأنّ إعادة المعدوم ممتنعة » (2).
ومثّل له بنقش حرف في لوح ومحوه ونقش ذلك الحرف بعينه في
ذلك الموضع بعد ذلك ؛ فإنّ المنقوش ثانيا مثل الأوّل لا عينه (3).
واستدلّ المصنّف عليه بوجوه (4) :
[
الوجه ] الأوّل : أنّ المعدوم لا تبقى له هويّة ولا يتميّز عن
غيره ، فلا يصحّ أن يحكم عليه بحكم ما من الأحكام ، فلا يمكن الحكم عليه بصحّة
العود.
وهذا مستلزم لامتناع الحكم عليه بامتناع العود ؛ فإنّه أيضا
حكم ما. والإرجاع إلى الحكم السلبي الذي يصحّ على المعدوم مشترك.
والتحقيق هنا أنّ الحكم يستدعي الحضور الذهني لا الوجود الخارجي
، ولهذا يحكم على شريك البارئ بأنّه ممتنع.
قال
: ( ولو أعيد تخلّل العدم بين الشيء ونفسه ).
أقول
: هذا هو الوجه الثاني من الوجوه الدالّة على
امتناع إعادة المعدوم.
وتقريره : أنّ الشيء بعد عدمه نفي محض وعدم صرف ، وإعادته
إنّما تكون بوجود عينه الذي هو المبتدأ بعينه في الحقيقة ، فيلزم تخلّل العدم بين
الشيء ونفسه ، وتخلّل النفي بين الشيء الواحد غير معقول.
وأجيب
: بأنّ التخلّل لزمان العدم بين زماني وجود الشيء
بعينه.
وفيه
: أنّ بديهة العقل حاكمة بأنّ الثاني مثل الأوّل
لا عينه.
قال
: ( ولم يبق فرق بينه وبين المبتدأ ).
أقول
: هذا هو الوجه الثالث.
وتقريره : أنّ المعدوم لو أعيد لم يبق فرق بينه وبين
المبتدأ ؛ فإنّا إذا فرضنا سوادين ـ أحدهما معاد والآخر مبتدأ ـ وجدا معا ، لم يقع
بينهما افتراق في الماهيّة ولا المحلّ ولا غير ذلك من المميّزات إلاّ كون أحدهما
كان موجودا ثمّ عدم ، والآخر لم يسبق عدمه وجوده ، لكن هذا الفرق باطل ؛ لامتناع
تحقّق الماهيّة في العدم ، فلا يمكن الحكم عليها بأنّها هي هي حالة العدم ، وإذا
لم يبق فرق بينهما ، لم يكن أحدهما أولى من الآخر بالإعادة أو الابتداء.
قال
: ( وصدق المتقابلان عليه دفعة ).
أقول
: هذا وجه رابع ، وهو أنّه لو أعيد المعدوم لصدق
المتقابلان على الشيء الواحد دفعة واحدة ؛ والتالي باطل ، فالمقدّم مثله.
بيان الشرطيّة : أنّه لو أعيد لأعيد مع جميع مشخّصاته ، ومن
جملة المشخّصات الزمان ، فيلزم جواز الإعادة على الزمان ، فيكون مبتدأ معادا ، وهو
محال ؛ لأنّهما متقابلان لا يمكن صدقهما على ذات واحدة.
قال
: ( ويلزم التسلسل في الزمان ).
أقول
: هذا دليل امتناع إعادة الزمان.
وتقريره : أنّه لو أعيد الزمان ، لكان وجوده ثانيا مغايرا
لوجوده أوّلا ، والمغايرة ليست بالماهيّة ولا بالوجود وصفات الوجود ، بل بالقبليّة
والبعديّة لا غير ، فيكون للزمان زمان آخر يوجد فيه تارة ويعدم أخرى ، وذلك يستلزم
التسلسل.
قال
: ( والحكم بامتناع العود لأمر لازم للماهيّة ).
أقول
: هذا جواب عن استدلال من ذهب إلى إمكان إعادة
المعدوم.
وتقرير الدليل : أنّ الشيء بعد العدم إن استحال وجوده
لماهيّة أو لشيء من لوازمها ، وجب امتناع مثله الذي هو الوجود المبتدأ ، وإن كان
لأمر غير لازم بل لعارض ، فعند زوال ذلك العارض يزول الامتناع.
وتقرير الجواب : أنّ الشيء بعد العدم ممتنع الوجود المقيّد
ببعديّة العدم ، وذلك الامتناع من جهة ما هو لازم للماهيّة الموصوفة بالعدم بعد
الوجود ، وهو كونها قد طرأ عليها العدم ، وامتناع العود بسبب هذا اللازم لا يقتضي
امتناع وجوده ابتداء ؛ لعدم تحقّق سبب الامتناع ـ أعني هذا اللازم ـ هناك.
نعم ، إيجاد مثل الموجود أوّلا ممكن ، وهو غير إعادة
المعدوم ، كما هو معلوم.
__________________
(1)
« تلخيص المحصّل » : 390 ؛ « شرح المقاصد » 5 : 82.
(2)
هذا الكلام ليس للفخر الرازي ، بل الرازي نقله عنه الشيخ نقلا بالمعنى ، والمحقّق
اللاهيجي نقل نقل الرازي في المباحث عن الشيخ. راجع آخر الفصل الخامس من المقالة
الأولى من « إلهيّات الشفاء » : 41 ؛ و « المباحث المشرقية » 1 : 138 ؛ و « شوارق
الإلهام » ، المسألة الثالثة والثلاثين من الفصل الأوّل.
(3)
« شوارق الإلهام » : 118.
(4)
لمزيد الاطّلاع عن هذه الأدلّة راجع « مناهج اليقين » : 333 وما بعدها ؛ « كشف
المراد» : 73 ـ 74 ؛ « شرح المواقف » 8 : 292.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|