أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
1602
التاريخ: 23-10-2017
1805
التاريخ: 8-2-2017
1877
التاريخ: 9-7-2019
1784
|
قال : ( الأوّل الكمّ ، فمتّصله القارّ جسم وسطح وخطّ ، وغيره الزمان ، ومنفصله العدد ).
أقول : الكمّ عرض يقبل لذاته القسمة بإمكان
فرض الأجزاء ، وهو إمّا متّصل أو منفصل ، ونعني بالمتّصل ما يوجد فيه جزء مشترك يكون
نهاية أحد القسمين وبداءة الآخر ، كالجسم إذا نصّف ؛ فإنّ موضع النصف حدّ مشترك بين
النصفين ونهاية لأحدهما وبداءة للآخر ، والمنفصل ما لا يكون كذلك ، كالأربعة المنقسمة
إلى اثنين واثنين ؛ فإنّه ليس بينهما حدّ مشترك، وكذلك
الثلاثة.
ولا يتوهّم أنّ الوسط نهاية لأحد القسمين
وبداية للآخر ؛ لأنّه إن عدّ منهما صارت الثلاثة أربعة، وإن سقط منهما ، صارت اثنين
، ولا أولويّة لأحدهما دون الآخر.
فإذا عرفت هذا ، فنقول : المتّصل إمّا قارّ
الذات وهو الذي تجتمع أجزاؤه في الوجود كالجسم ، أو غير قارّ الذات وهو الذي لا يكون
كذلك كالزمان ؛ فإنّه لا يمكن أن يكون أحد الزمانين مجامعا لآخر.
والقارّ الذات إمّا أن ينقسم في جهة واحدة
وهو الخطّ ، أو في جهتين وهو السطح ، أو في ثلاث وهو الجسم التعليمي ، أعني البعد الذي
هو العرض والطول والعمق.
وغير قارّ الذات هو الزمان لا غير.
والمنفصل هو العدد خاصّة ؛ لأنّ تقوّمه
من الوحدات التي إذا جرّدت عن معروضاتها كانت أجزاء العدد.
قال : ( ويشملها قبول المساواة وعدمها ،
والقسمة ، وإمكان وجود العادّ فيه ).
أقول : ذكر للكمّ ثلاث خواصّ :
الأولى : قبول المساواة وعدمها ؛ فإنّ أحد
الشيئين إنّما يساوي غيره أو يفاوته باعتبار مقداره لا باعتبار ذاته ؛ فإنّ كلّ الجسم
وبعضه متساويان في الطبيعة ومتفاوتان في المقدار.
الثانية : قبول القسمة لذاته ، وذلك أنّ
الماهيّة إنّما يعرض لها الانقسام والاثنينيّة بواسطة المقدار.
وهذا الانقسام قد يكون وهميّا ويعنى به
كون الشيء بحيث يوجد فيه شيء غير شيء ، وهذا المعنى يلحق المقدار لذاته.
وقد يكون فعليّا ويراد منه قبول الاقتران
بأن ينفصل وينقطع بالفعل وتحدث له هويّتان بعد أن كانت له هويّة واحدة ، وهو من توابع
المادّة عندهم على ما سلف البحث فيه ، ومرادهم هنا الأوّل.
الثالثة : إمكان وجود العادّ فيه ، بمعنى
اشتماله على أمر يفنيه بالإسقاط عنه مرارا إمّا بالفعل كما في الكمّ المنفصل ؛ فإنّ
الواحد الموجود في الأعداد يفنيها بإسقاطه مرارا. وإمّا بالقوّة كما في الكمّ المتّصل.
بيان ذلك : أنّ المنقسم إنّما ينقسم إلى
آحاد هي أجزاؤه ، فتلك الآحاد عادّة له.
ولمّا كان الانقسام قد يكون بالفعل كما
في الكمّ المنفصل ، وقد يكون بالقوّة كما في الكمّ المتّصل، كان اللازم المطلق للكمّ
هو إمكان وجود واحد عادّ لا الوجود بالفعل.
قال : ( وهو ذاتيّ وعرضيّ ).
أقول : الكمّ منه ما هو بالذات ، كالأقسام
التي عددناها له ، ومنه ما هو بالعرض ، وهو محلّ للكمّ بالذات كالجسم الطبيعي، أو حالّ
فيه كالشكل ، أو حالّ في محلّه كالسواد الحالّ في الجسم ؛ فإنّه مقدّر بقدره فكمّيّته
عرضيّة لا ذاتيّة أو ما يتعلّق بما يعرض له تعلّقا مصحّحا لإجراء أوصافه عليه ، كقولنا
: هذه القوّة قوّة متناهية أو غير متناهية بسبب تناهي أثرها في العدّة أو المدّة أو
الشدّة ، وعدم تناهيه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|