رحلة العمل اليومية إلى المدينة - إقليم المدينة عند فون ثونن VON THONENS MODEL |
2456
10:05 صباحاً
التاريخ: 27-2-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2022
2279
التاريخ: 27-2-2022
1583
التاريخ: 20-2-2022
1549
التاريخ: 2-3-2022
2334
|
إقليم المدينة عند فون ثونن VON THONENS MODEL
ظهرت فرضية الباحث الاقتصادي فون ثونن عن المدينة المنعزلة DER ISOLIERT STAFF عام - م. وقد عاش هذا العالم الاقتصادي خلال الفترة من عام وكان أول ملاك إقطاعي في ثونن بألمانيا. كما كان على معرفة تامة بظروف الزراعة المحلية، وذا رغبة شديدة في النظرية الاقتصادية 1826 1850 1783 ECONOMIIC THEORY, حيث تم فحص التفاعل المكاني بين السوق وأنماط الزراعة في المدينة المنعزلة في العقد الثالث من القرن التاسع عشر الميلادي, لقد افترض هذا العالم تماسك الدولة الدائرية CIRCULAR STATE، في السهل الذي تسوده نفس الظروف المناخية والخصوبة. وتحيطه المناطق البرية WILDERNESS AREAS، والتي عزلته كليا عن الأقطار الأخرى. كما تخيل السكان كمجموعة متجانسة HOMOGENEOUS تشتغل في الاقتصاد التجاري، ويكافح كل متعهد ENTERPRENEUR للحصول على أعلى عائد ممكن.
وفي وسط هذه الدولة تقع المدينة الوحيدة لتكون مكان السوق، ووضع السعر المناسب لكل السلع والبضائع. ومع ثبات كل هذه العوامل، فقد أوجد فون ثونن التباين الوحيد أو المتغير الوحيد ONLY VARIABLE، وهو عامل النقل إلى السوق. حيث تزداد الأجرة مع طول المسافة. وقد وضع هذا العالم تصوره هذا قبل ظهور السكك الحديدية، مفترضا أن كل البضائع تنقل بعربات الخيول -HORSE DRAWN WAGONS (1).
وقد بين فون ثونن، كيفية تطور أنماط مختلفة من استخدام الأراضي في نظام حلقي مركزي CONCENTRIC RINGS تحت تلك الظروف. وتصور أن تكون الحلقة المحاذية للمدينة مختصة بإنتاج المواد الغذائية السريعة الفاد PARISHABLES مثل الخضار والفاكهة ومشتقات الألبان، بجانب الحاجيات الثقيلة كخشب الوقود LUMBER. أما على حافة المدينة الخارجية PERIPHERY حيث تكون تكاليف النقل أعلى بكثير من بقية حلقات المدينة، فيجب أن تسود تربية المواشي ANIMAL HUSBANDRY، والتي تتطلب استثمارا قليلا مثل تربية مزارع الماشية LIVE STOCK RANCHING، والقائمة على المراعي الطبيعية .
وتسود بين هذه النهايات (الأولى والأخيرة) أنماط أخرى من الزراعة، حيث تتباين من الزراعة الكثيفة قرب مدينة إلى زراعة المحصول الواحد في المنطقة الخارجية لإقليم المدينة OUTER AREA.
ولفهم هذا الوضع، يجب على المرء أن يضع في اعتباره بان كل المزارعين قد دفعوا نفس سعر السوق مثلاً لمحصول الشعير البري أو الشيلم RYE. فالناس الذين يعيشون بالقرب من السوق يتمتعون بربح كبير، نتيجة لتكلفة النقل القليلة، مما يجعلهم قادرين على زراعة الشيلم كجزء من الدورة الزراعية، وبطاقة عالية من رأس المال والأيدي العاملة.
أما السكان الذين يعيشون على مسافة بعيدة من مركز المدينة، فيكسبون عائدا أقل من الحبوب. وبناء على ذلك لا يستطيعون تقديم مصروفات كبيرة. إنهم يزرعون فقط الشيلم، تاركين الجزء الأكبر من الحقول بورا FALLOW قبل بذرها مرة أخرى. أما النقطة الرئيسية في هذا المجال، فهي أنه بالإمكان إنتاج نقس المحصول أو الحيوان في مناطق مركزية متنوعة، ولكن كجزء من أنماط الزراعة المتنوعة.
ففرضية فون ثونن المنطقية، أصبحت في الوقت الحاضر نظرية MODLE، حيث فاقت النظريات الأخرى في تطوير نظريات الموقع LOCATION THEORIES، لتصنيع الصناعات وكذلك المدن كأماكن مركزية.
لقد اتضح لنا منطق فون ثونن المطروح بقوة RIGOROUS استنتاج منطقي لتوضيح فكرتنا عن التفاعل المكاني. إنه يشير إلى أنه تحت الافتراضات المسلم بها، والبيئات الطبيعية (المواضع) SITES، سوف توضع خطط لتنظيم ا الاستخدامات الأرضية المتباينة جدا، معتمدين في ذلك على الموقع الجغرافي SITUATION بالنسبة للسوق المركزي في قلب المدينة. ولكن بغض النظر عن فكرته هذه، إلا أن نظريته تتجاهل العديد من العوامل الأخرى مثل العوامل الطبيعية والتقنية والثقافية والتاريخية، والتي يجب على الجغرافي أخذها بالحسبان؛ لفهم التنوع اللامحدود والمعقد للاماكن, وقد أدت التغيرات التي طرأت على تقنية النقل TRANSPORTATION TECHNOLOGY، كثيرا من طبيعة أحد المتغيرات التي بنى عليه فون ثونن هذه النظرية العلمية الهامة.
وتمخضت فكرة فون ثونن نتيجة لتجارب استمرت أربعين عاما، دون خلالها ملاحظاته في إدارة مزرعة خاصة له، كان يديرها قرب مدينة روستوك ROSTOCK، وقد حاول " فون ثونن من خلال نظريته التي عرض لها في كتابه أن يكتشف القوانين التي تحكم سعر الإنتاج الزراعي. وكان فون ثونن قد تأثر بأفكار ريكاردو RICARDO عن الربع أو العائد ECONOMIC RENT. وهي . تختلف عن فكرة الإيجار أو الدخل.
فالعائد الاقتصادي لقطعة الأرض هو الدخل الذي يمكن الحصول عليه فوق الدخل الناتج من القطعة نفسها في حالة إنتاجها جدياً. وبينما يبني ريكارد فكرته عن الربع الاقتصادي بناء على خصوبة التربة، فإننا نجد فون ثونن يرى أن الموقع ليس أقل أثرا في الربع الاقتصادي عن خصوبة التربة. فكما ينخفض العائد الاقتصادي بانخفاض خصوبة التربة وإنتاجها، فإن السلع سريعة التلف، تعطي ريعا اقتصاديا منخفضا، بدرجة تزداد حدة مع ازدياد البعد عن السوق.
ويتمثل إقليم المدينة لدى فون ثونن في أن دولته المنعزلة تضم مدينة واحدة. وظهيرها الزراعي على نمط دويلات الإقطاع في العصور الوسطى الأوروبية. والعلاقة بين هذه المدينة وإقليمها علاقة وثيقة. وذلك أن المدينة تعتمد على إقليمها كلية في الحصول على حاجاتها من الإنتاج الزراعي. كما أن هذا الإقليم لا يبيع إنتاجه إلا لتلك المدينة. بالإضافة إلى أن خصائص البيئة الطبيعية في الإقليم متجانسة.
وتصلح جميع أجزائه لإنتاج المحاصيل الزراعية والحيوانية، التي تنتج في العروض الوسطى. أما السكان في الإقليم فإنهم يمتازون بالنشاط والرغبة في مضاعفة دخولهم. ومن أجل ذلك يوازنون بين إنتاج حقولهم وحاجة سوق المدينة. ويشرف أولئك الفلاحون على نقل منتجاتهم إلى المدينة بواسطة العربة والحصان. وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة في عصر المؤلف. وتتناسب تكلفة النقل طرديا مع المسافة.
وبعد كل الفروض السابقة، يصل " فون ثونن " إلى أن نمط الزراعة حول المدينة، يتطور في نطاقات تأخذ شكل الحلقات أو الدوائر التي تكون المدينة مركزها. وبالنظر إلى أن تكلفة الإنتاج واحدة في كل أجزاء الإقليم، إلا أن تكلفة النقل تلعب الدور الحاسم في تقرير امتداد الحلقات بعيدا عن المدينة. وأي ربح يحققه الفلاح يكون نتيجة للمعادلة التالية :
ر = س (ك + ن) 00000 حيث إن
ر : الربح
س: سعر البيع
ك : تكلفة الإنتاج
ن : تكلفة النقل
وقد وجد أن الفدان الذي ينتج الأخشاب، (مصدر الوقود في عصره) يعطي عائدا مقداره 50 وحدة نقدية، بينما يعطي الفدان الذي ينتج الحبوب، عائدا مقداره 27 وحدة نقدية على بعد نصف حلقة من المدينة. ولكن على بعد حلقتين ونصف يهبط عائد فدان الخشب إلى عشر وحدات نقدية، في حين يعطي فدان الحبوب 15 وحدة. أما عند الحلقة الثالثة فيصبح إنتاج الأخشاب غير اقتصادي إذا كان الهدف . من الإنتاج هو تسويقه في المدينة (العائد = صفر)، بينما لا يحدث ذلك بالنسبة للحبوب إلا في الحلقة الخامسة. ويعزى ذلك إلى ارتفاع تكلفة الأخشاب مع البعد عن المدينة بدرجة تفوق تكلفة نقل إنتاج الفدان من الحبوب. وذلك بتأثير حجم الأخشاب الذي يشغل حيزا كبيرا. وأخيرا يصل " فون ثونن " إلى أن نمط استخدام الأراضي حول المدينة يأخذ شكل حلقات مركزية تبلغ ست حلقات كما يلي:
الحلقة الأولى: وهي الحلقة الأقرب إلى السوق. وتخصص لإنتاج السلع السريعة التلف مثل الفاكهة والألبان والخضراوات. وكلما زاد الطلب على هذه المنتجات اتسع امتداد هذه الحلقة، وبالنظر إلى استمرار الطلب على هذه المنتجات، فإن سكان المدينة يدفعون للفلاحين أسعارا تشجعهم على إنتاجها في الحلقة الأولى، بدلا من الحبوب أو غيرها من المحاصيل. ولا ينبغي أن ننسى أنه لم تكن وسائل التبريد، أو التعليب أو حفظ هذه المنتجات قد ظهرت بعد. كما أن وسائل النقل كانت بطيئة(1).
أما الحلقة الثانية: فمهمتها إنتاج الأخشاب للوقود والتدفئة. وكانت الأخشاب تدر أكبر عائد يلي الخضراوات والفواكه. ويعتمد الحد الخارجي للحلقة على مدى الطلب على الأخشاب في السوق وتكلفة النقل.
أما الحلقات الثالثة والرابعة والخامسة: فهي متخصصة لإنتاج الحبوب وغيرها من المحاصيل الحقلية. ولكن الفروق بين هذه الحلقات، تتمثل في أنه كلما ازدادت مسافة البعد عن مركز المدينة، كلما بدأت تظهر ضرورة ترك مساحات من الأراضي دون زراعة؛ لكي ترتاح وتجدد خصوبتها. ولا تكاد هذه الأرض المراحة تظهر في الحلقة الثالثة، ولكنها تمثل نحو 14% من مساحة الحلقة الرابعة، ونحو 32% ، من مساحة الحلقة الخامسة.
أما الحلقة السادسة: فهي متخصصة في إنتاج المراعي وتربية الحيوان. وأهم ما تصدره إلى السوق هو الحيوان الذي يساق للمدينة لتقليل تكلفة النقل أو منتجات الألبان، التي لا تتلف بسرعة مثل الجبن.
أما التعديلات التي يمكن أن تطرأ على نظام هذه الحلقات، فإنها تتمثل في إمكانية مرور نهر ملاحي يصل المدينة الرئيسية بجزء من الإقليم، مما يؤدي إلى تقليل تكلفة النقل، ويؤثر في استطالة الحلقات على طول مجراه. وتبعد هذه الحلقات عن الشكل الدائري، كما أن وجود مدينة صغيرة في طرف الإقليم، يوجد حولها إقليم صغير تنشأ من حوله حلقات صغيرة تتناسب مع حجم هذه المدينة.
وإذا كنا نجد أن كثيرا من القروض التي قدمها فون ثونن والظروف التي كانت سائدة في عصره، قد أدركها التغير الآن، سواء من حيث تعدد وسائط النقل أو حفظ السلع سريعة العطب بالتبريد أو التعليب، فإننا نجد ان بعض مناطق العالم، لا تزال تشهد صورا من النطاقات الزراعية، التي اقترحها فون ثونن حول المدن.
وقد أظهرت دراسات كثيرة أمثلة على ذلك في كل من جنوب إيطاليا وهضبة المزيتا في إسبانيا، وفي مناطق في كل من بلغاريا وفنلندا، والباكستان ونيجيريا وغانا وبعض أقطار أمريكا اللاتينية. وإن كان نموذج فون ثونن قد أصابه الكثير من التعديل في الدول ذات الاقتصاديات المركبة التي وصلت إلى مرحلة تقنية متقدمة. كما أحدث ظهور السيارة تحولا أساسيا في أسلوب النقل مما أدى إلى تغيير جذري في أنماط استخدام الأراضي. لكن انخفاض الريع بالبعد عن سوق المدينة، لا يزال أمرا صحيحا، كما قال به نموذج فون ثونن.
وقد حدث أمر جديد في استخدام الأراضي في المنطقة الهامشية على أطراف المدن، يختلف في استخدامه عما اقترحه النموذج المذكور. ذلك أن الأراضي الزراعية التي تجاور المنطقة المبنية مباشرة، والتي كانت إنتاجيتها مرتفعة في نموذج فون ثونن، قد تترك الآن دون استغلال كأسلوب لعرضها للبيع كأراض مقسمة للبناء والتوسع العمراني.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|