البعد المكاني للعملية التخطيطية في مجال تنمية المستقرات البشرية
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 49 ـ 50
2025-11-23
23
التخطيط الحضري والإقليمي Urban and Regional planning أسلوب تخطيطي حديث يهتم بتخطيط المناطق الحضرية متمثلة بالمدن ثم يعني بتخطيط الأقاليم بما فيها من مدن وأرياف ثم النشاطات الاقتصادية المختلفة وتحديد علاقاتها المكانية والوظيفية، إذاً فالتخطيط الحضري معني بتخطيط استعمالات الأرض في داخل المدينة وكذلك وظائفها المختلفة وما يدور فيها من فعاليات حضرية بينما يهتم التخطيط الإقليمي بالعلاقات المكانية والوظيفية بين المدن وأطرافها الحضرية وبين المدن والريف المجاور وعلاقة المدن مع بعضها، فضلاً عن تخطيط المشاريع الاقتصادية والخدمية الأخرى في إطار الإقليم.
إن التخطيط الاقتصادي السليم يستلزم قيام خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أبعاد ثلاثة وهي:
1. الموارد المتاحة الطبيعية والبشرية والتي تستخدم أساساً لوضع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
2. البعد الزمني للعملية التخطيطية وهنا عادة ما تحدد ثلاثة أنواع من الخطط على الأساس الزمني، هناك التخطيط القصير المدى والذي يكون ضمن حدوده 5 سنوات ثم متوسط المدى والذي يكون من 10 سنوات ثم طويل المدى من 10 سنوات فصاعداً.
3. البعد المكاني للعملية التخطيطية، يتراوح البعد المكاني للتخطيط بين اعتبار الكون إقليماً واحداً أو المستوى الأرضي، أو الدولي، أو الإقليمي أو المحلي. وبما أن المستويات التي تقع أعلى من المستوى الإقليمي تأخذ طابع سياسي واستراتيجي لذا الذي يهمنا الآن هو المستوى الإقليمي.
العل المتتبع لبرامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كثير من الدول الأخرى في النمو، يلاحظ أن أغلبها لم يحقق النتائج المخطط لها، ويرجع السبب إلى إغفال العملية التخطيطية للبعد المكاني لتوطين الأنشطة الاقتصادية الأمر الذي أدى إلى حدوث تفاوت كبير من المستويات الاقتصادية للأقاليم المختلفة، فبعض هذه الأقاليم يستأثر فعالية الاستثمارات المدرجة في الخطة ويتمتع بالتالي بمستوى عالي من التوظيف والتحضر في حين يعاني البعض الآخر من تخلف اقتصادي نظراً لسعة الاستثمارات المخططة وبالتالي تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي وضعف في الخدمات العامة هذا أدى إلى ظهور مشكلة الفوارق الإقليمية والمشاكل الناتجة عن التحضر في بعض المدن.
إن سياسة إنشاء المستقرات البشرية سواء كانت مدناً أو قرى جيدة تعتبر إحدى ركائز التنمية الاقتصادية في يبعدها المكاني وهي إحدى سياسات التنمية الإقليمية ، فهي ليست غاية التنمية الاقتصادية الإقليمية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلتها لتحقيق معدلات نمو عالية للأقاليم الاقتصادية التي تتكون فيها الدولة في ضوء اعتبارات التنمية المتوازنة للأقاليم المختلفة.
إن تطوير وتنمية المدن القائمة أمر مهم باتجاه التنمية الشاملة للبلدان خاصة وأن أغلب المدن ذات النشأة القديمة تعاني من مشاكل متمثلة في سوء توزيع استعمالات الأرض المختلفة والسبب في ذلك يعود إلى أن الأجزاء القديمة من المدن قد نشأة عندما لم تكن وسائط النقل بحالة متطورة مثلما هي عليه الآن فتمتاز تلك الأجزاء بالازدحام السكاني وضيق الشوارع ووجود المناطق المتهرئة، الأمر الذي يتطلب وضع مخططات أساسية Master Plan تعالج من خلالها المشاكل في تلك المدن. أما في حالة إنشاء مدن جديدة فهذه تعتبر فرصة جيدة للمخطط في تطبيق المعايير التخطيطية التي تنسجم مع الحالة الحضارية للبلد. إن أهداف إقامة المستقرات البشرية في الأقاليم التي تعاني من تخلخل سكاني تأخذ اتجاهات ايجابية مختلفة تتمثل في:
1 ـ تقليل حدة الفوارق الإقليمية داخل الدولة من خلال خلق أقطاب جديدة للنمو الاقتصادي تستفيد من مراكز الاستقطاب المجاورة ما يؤهلها لأن تنمو بمعدلات عالية لتحقيق الرفاهية والرخاء.
2 ـ التخفيف من الضغط السكاني التي تعاني منه المدن الكبيرة ويقلل من الضغط على خدمات البنى التحتية فيها.
3ـ خلق حالة من التوزيع السكاني المتوازن في بعض الأقاليم الهامشية التي تعاني أصلاً من تخلخل سكاني.
4ـ إيجاد فرص عمل جديدة من خلال الاستثمار في مناطق جديدة يؤدي إلى التقليل من البطالة.
5ـ خلق مراكز ريفية أو حضرية بمواصفات حديثة من حيث العمران والوظائف وتخطي المشاكل التخطيطية التي تواجه المدن القديمة.
الاكثر قراءة في جغرافية التخطيط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة