المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خصائصه التي خص بها عن امته
3-08-2015
الشيخ أحمد بن عبد الكريم.
3-9-2020
الاشعة الشمسية - الأشعة المرئية
16-3-2022
خلافة عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان
17-11-2016
الحسين بن مصعب الهمذاني
4-7-2017
الطرق التحليلية في فحص الاسماك
12-2-2016


اختاروا الزوجة التي تمتلك أفضل الثروات  
  
2036   10:10 صباحاً   التاريخ: 10-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص26ـ28
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

هل تعلمون ما هي أفضل وأثمن هدية قدمها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى البشر؟

هذه الهدية الثمينة والتحفة القيمة التي قدمها رسول الله صلى الله عليه وآله هي عبارة عن الحياة الفردوسية الأخروية النظيفة السامية والرائعة والهادئة. فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وآله من قبل الله سبحانه وتعالى ليعلم الناس كيفية الوصول إلى تلك الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة وليضيء البيوت المظلمة وينير القلوب الكئيبة الخامدة وليمنح الناس الحركة والسعي من أجل مرضاة الله، وكخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف قام النبي صلى الله عليه وآله في بداية الأمر بتعريف الناس على القيم الإنسانية السامية وجوهر الكرامة الإنسانية حيث قال صلى الله عليه وآله: «قوام المرء عقله»(١) وأنت أيها الإنسان! ولكي تصل إلى قمة الكرامة والنبل والشرف وتتخلص من العذاب والظلام وتنجو من المشاكل والصعوبات وتتجنب السقوط في المستنقع عليك أن تهتدي بنور العقل الذي يمنحك الهداية والضياء والسعادة.

والنبي صلى الله عليه وآله يشير إلى قوة وعظمة هذه الجوهرة جوهرة العقل والإدراك فيقول: (رأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم من العقل حرمهما جميعاً)(٢).

لقد كان صلى الله عليه وآله يسمو بمقام العقل والإدراك إلى درجة أنه عندما كانوا يشيدون بشخص ما أمامه ويثنون على جهوده وأعماله وتعبّده، كان صلى الله عليه وآله يسأل: «وكيف هو عقله»(3)؟... وكان صلى الله عليه وآله يقول «إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا»(4) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «قوام المرء عقله ولا دين لمن لا عقل له»(5).

إذن فمن أجل الوصول إلى تلك الحياة الطيبة وتلك الحياة الهانئة الهادئة السعيدة فإن جميع أعمالنا وكلامنا ورغباتنا وعلاقاتنا يجب أن تكون على أساس العقل والتفكير ولا سيما في مجال وضع أسس الحياة الأسرية وتشكيل العائلة واختيار الزوجة، فإنا يجب أن نبحث عن الفهم والإدراك وأن نختار تلك الزوجة التي تتمتع قبل أي شيء آخر بالفهم والعقل والشعور والإدراك لأن الذي يمتلك العقل والإدراك يمتلك في الحقيقة أفضل الثروات وأحسنها وأروع الصفات الجمالية وبالتالي فهو يمتلك كل شيء. أما الذي ليس لديه عقل وشعور وإدراك فهو لا يملك شيئاً سوى العذاب والمعاناة والمآسي والمصائب، ولا تستقيم ممارساته وتصرفاته ولا تنتظم أقواله ونمط حياته وسلوكه.

الرسالة:... هناك موضوع يشغل بالي، وهو موضوع تربية الأبناء، وعلى سبيل المثال، هناك أم شابة تعيش في مجاورتنا وهذه الأم لم تفهم أبداً نفسية طفلها ولا يهمها تفكير ابنها ومستقبله وتقوم بتربيته بطريقة خاطئة وقد تكلمت معها كثيراً وأعطيتها أشرطة تسجيل حول تربية الأطفال لكي تستمع إليها وتستفيد منها ولكن دون جدوى. فهذه الأم تقوم بتعذيب ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام، تكوي جسده بملعقة ساخنة وتكيل له السباب والشتائم وتصرخ في وجهه وتحبسه في غرفة مظلمة وتنهال عليه بالضرب المبرح حيث إن انين هذا الطفل واستغاثه كان يحرق قلوبنا... ولم ينفع النصح والإرشاد مع هذه المرأة وكأن هذه الأم لا تفهم الكلام وبالتالي لا عقل ولاشعور لديها..

لماذا لا تقولون للشباب من خلال هذا البرنامج بأنهم عندما يريدون اختيار فتاة للزواج منها فعليهم أن يهتموا بعقلها وشعورها وادراكها قبل أن يهتموا بجمال وجهها. لماذا يهتم الرجال فقط بالجمال الظاهري للمرأة؟ لماذا يفكرون فقط في الرواج من الفتاة الفلانية؟... ؟ وبعد الرواج يكتشفون بأن تلك الفتاة ساذجة مغفلة عديمة الفهم والإدراك وعنيدة تعاني من مرض نفسي ومرض آخر..

لذلك فإني ارجو منكم أن تطلعوا الأمهات أكثر فأكثر على موضوع تربية الأبناء وتقولوا لهن كيف يجب عليهن القيام بوظيفة الأمومة التي هي وظيفة مهمة حتى لا يصبحن مسؤولات أمام الله ولا يتسببن في ضياع أبنائهن وتدمير حياتهم بهذا الشكل، هؤلاء الأبناء الذين هم ثمرة الحياة..

أختكم... من مدينة مشهد

نعم! ومن أجل التخلص من هذا العذاب والعناء. نقل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الحديث حيث قال: [إياكم وتزويج الحمقاء، فإن صحبتها بلاء وولدها ضياع](6).

حسناً! أود هنا أن أعرب عن شكري وتقديري لتوجيهات هذه الأخت الكريمة وإن شاء الله سوف أتطرق أكثر في المستقبل في أحاديثي وكتاباي إلى موضوع تربية الأبناء.

وفي الختام أؤكد ضرورة أن نستوعب ونطبق بكل قوة وعزم وتصميم ما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في هذا المجال وأن نمتنع عما نهى عنه صلى الله عليه وآله لنعيش حياة نظيفة هادئة وهانئة وأن نصل بالتالي إلى العزة والسعادة الكاملة في الدنيا والآخرة.

_________________________________

(1) بحار الأنوار ، ج1 ، ص94.

(2) بحار الأنوار ، ج78 ، ص111 باب17 ح6 من كلام الحسن بن علي عليه السلام.

(3) مجمع البيان ، ج10 ، ص ٣٢٤ .

(4) الكافي ، ج١ ، ص ٥٩كتاب العقل ح٧ وفيه عن أبي جعفر عليه السلام.

(5) بحار الأنوار ، ج١ ، ص 94. كتاب العقل ح١٩.

 (6) وسائل الشيعة ، ج١٤ ، ص ٥٦ ، باب٣٣ ح١ وميزان الحكمة ج٤ ، ص ٢٨٢. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.