المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

العقل
26-9-2016
Insulin
19-11-2021
السيد محمد علي الجزائري
20-8-2020
ابن بُرْد الأصغر
7-2-2018
Number Field Signature
18-10-2019
الأمم التي استوطنت الأندلس
10-3-2022


كيف تستفيد من الأسفار وتتمتع فيها  
  
2487   10:34 صباحاً   التاريخ: 8-1-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص73 ـ 86
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ملايين من البشر يسافرون من مكان لمكان، متنقلين بين أصقاع العالم، وبين الطائرة والسيارة والباخرة تضيع عليهم ساعات طويلة وتتلف معها أحلى ساعات العمر، وجميع هؤلاء يرون أن ضياع الوقت في الأسفار أمر لا مناص منه.

وقليل هم أولئك الذين لا يستسلمون لفرضية أن ضياع الوقت في الأسفار أمر لا مناص منه، لأنهم يدركون تماماً أن تضييع الوقت في أي مكان وزمان يؤدي إلى السأم والضجر، فاستغلال الوقت هنا لا يحقق الانجازات فحسب، بل سيحمي المرء أيضاً من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان في سفره.

فكيف يمكن أن نحقق المتعة والفائدة في أوقات سفرنا؟

مما لا شك فيه أن أفضل الأمور التي نصرف عليها وقتنا هو الحصول على العلم، فهل يمكن أن تصبح الطائرة أو السيارة محلاً جيداً للتعلم؟

ثمة حقيقة لابد من الإذعان لها وهي: أن طلب العلم لا يعرف زماناً ولا مكاناً، فكل الأوقات صالحة للتعلم، كما أن كل الأمكنة محل لذلك، والأمر يعود إلى المرء وصلابة إرادته، فإن كان مصراً على التعلم فلن توجد هنالك أمور تعرقل طريقه، أما لو كان ضعيف العزم فإن كل الأوقات المناسبة لن تساعده على طلب العلم.

وبالطبع فإن هذا لا يعني أن السيارة أو القطار أو الطائرة هي أماكن مفضلة لتدارس العلم، لأن مثل هذه الوسائل تسلب من الإنسان القدرة على التركيز والاستقرار، وكلاهما ضروري لاستيعاب العلوم، ولكن المطالعة للكتب التاريخية والأدبية وأمثالها في مثل هذه الوسائل أمر ممكن، بل وفي ذلك تمام المتعة.

إن مطالعة الصحف المتوفرة عادة في الطائرات، ستجعلك ترتبط بالعالم، ومطالعة الكتب التي تتحدث عن الشعوب ستجعلك تتعرف على المجتمعات البشرية، هذا بالإضافة إلى ما هو متوفر من الصحافة المحلية لكل بلد، وهي تعتبر مرآة ثقافتها، فأنت عندما تطالع تلك الصحف سترى أمامك هموم وقضايا الأمم المختلفة، فمن خلال الإعلانات التجارية ستعرف الحاجات والخدمات المتوفرة في تلك الدولة، ولعل خبراً صغيراً أو إعلاناً تجارياً سيفتح لك أفقاً بعيداً.

فإذا أردت السفر إلى أي مكان فخذ معك كتاباً لتقرأه في الطائرة أو القطار، فليكن رواية أدبية، أو موضوعاً علمياً خفيفاً، أو أي موضوع تميل إليه، المهم أن يكون معك كتاب تقرأه.

ثم إن السفر يقدم للمرء فرصة ثمينة للتأمل والتفكير في هذا الكون البديع: في السماء، وفي الأرض، ففي الطائرة سترى نفسك معلقاً في الهواء تسبح في الفضاء الواسع، كما هي معلقة الأرض والشمس والنجوم.

تأمل الأرض من السماء، وانظر إلى البحر أسفلك، وإلى كتل السحب الضخمة حولك، وإلى الكرة الأرضية التي تبدو لك دائرتها عند الأفق واضحة جلية.

تأمل عظمة خلق الله (عز وجل) وانظر إلى البنايات التي تمر من فوقها وكأنها علب كبريت، تأمل الناس وكأنهم النمل، تأمل السيارات وكأنها لعب أطفال.

أتدري كم من النزاعات تدور في تلك البنايات والشوارع، وهي تبدو تافهة من ذلك الارتفاع الذي أنت فيه؟

ثم تخيل وكأنك واحد من هؤلاء الناس، وغيرك ينظر إليك من السماء ويراك في صورة موجود صغير، تصور كيف تنظر الملائكة إلينا، وإلى خلافاتنا وصراعاتنا التافهة في أغلب الأحيان.

ثم تأمل الأشكال التي تحتك من قمم الجبال، وأعماق الوديان والجزر الخضراء، سترى أن الخلق متشابه، وكأنه لوحة واحدة لرسام واحد قدير.

فمن علياء السماء ستجد أشكالاً عديدة متماثلة لما تراه على سطح الأرض، فالغيوم ترسم لك أشكالاً من الأحياء الموجودة على الأرض، فهنا ترى شكل ديناصور، وهناك شكل خرطوم طويل لفيل، وإلى جوارك شكل إنسان جالس، وهناك كأن يداً تمسك بوردة، وهناك ترى كتلة سحابة تمر بالقرب منك، وكأنها قنبلة ذرية إنفجرت للتو، تأملها وفكر في النظام الدقيق الذي يسير عليه كل ذلك، تأمل في نظام المطر الذي يتوقف عليه إحياء الأرض، وتحول ماء البحر إلى بخار، والرياح التي تحمله إلى السماء ليتراكم على شكل سحاب، ومن ثم يتحول السحاب إلى قطرات ماء عذبة لتروي الزرع والضرع.

ـ أليس كل ذلك جديراً بالأمل؟

ثم انظر إلى نفسك وقد جعلك الله محوراً لكل هذا الخلق، إذ جعل السحاب، والسماء، والأرض، والجبال، والمياه، والحيوان، طوع خدمتك، ثم جعلك شيئاً مذكوراً بالطاقات التي منحك إياها لتتمتع بها في الحياة، وتمتع بها غيرك، وتستمتع أنت، وتنفع وتستفيد.

ـ حقاً إن في الأسفار مناسبة جيدة لتحقيق أمرين:

الأول: التوكل على الله (عز وجل) حيث إن الكثيرين يتهيبون من السفر ويتخوفون فيه، إما من الانتقال من مكان إلى آخر وتغيير نمط الحياة، أو من وسيلة التنقل كالطائرة أو القطار، وكلما يتعاظم خوف الإنسان، كلما يزداد قرباً إلى الله سبحانه وتوكلاً عليه.

الثاني: إن السفر مناسبة جيدة للتوبة والرجوع إلى الله (جل وعلا) وخاصة عندما تتعرض طائرتك التي تسافر بها لمشكلة في الجو، وأنت تعرف بأن لا فرصة لك في النجاة إذا تعرضت قطعة صغيرة منها للعطب إلا بالتوسل إلى الله تعالى.

وليس المقصود من ذلك أن نقول بأن الخوف ملازم طبيعي للسفر عند كل الناس، كلا، لأن المتخوفين في الأسفار قليلون، خاصة مع وجود وسائل للتقليل من مستوى خوفهم كقراءة أدعية السفر، وتلاوة السور القصار، ومصاحبة القرآن الكريم، وكل الأعمال التي تقوي الارتباط بالله فإنها كفيلة بنزع دواعي الخوف من الإنسان، فمثل هذا سيشعرك على الدوام بأنك في صحبة الله (عز وجل) الذي بيده الكون كله، الأمر الذي سيمنحك الشجاعة على مواجهة الخوف الكامن في كل شيء.

ولا تتصور بأن تفكيرك بالموت في اللحظة الحرجة من السفر يزيد في تعاستك، بل العكس إنه سيزيد من قربك إلى الله وإيمانك به، ولا تظن بأن مجرد التفكير في الموت سيجلب لك الموت، أو أن كتابة الوصية ستعجل لك بالوفاة، فالموت مثل الحياة يأتي بقضاء الله وقدره، فلا خوفنا منه يقربه إلينا، ولا نسياننا له يبعده عنا.

ومن الأمور التي يمكن أن تستفيدها في السفر هو التخطيط لما ينبغي القيام به عند الوصول، فإذا كانت رحلتك (سفرة عمل) فيمكنك أن تخطط للقاءاتك، وتسجل ما يجب عليك إنجازه، وطريقة القيام بذلك، فلماذا تترك الأمور للصدف، وأنت تملك الوقت الكافي للتخطيط لما تريد إنجازه؟

وعندما تنتهي من مخططاتك فإنك ستجد فرصة مناسبة أخرى لتغمض عينيك وتتصور تاريخ وسائل النقل البشري، وما مرت به من مراحل التطور عبر الزمن، تاريخ الطيران ومغامرات الذين بدأوا أولى محاولاتهم في الطيران مثل (عباس بن فرناس) في تاريخنا الإسلامي القديم، والأخوان (رايت) في التاريخ الحديث، وتتصور كذلك مراحل صنع الطائرات، والمشاكل والصعوبات التي اعترضت طريق الذين سعوا إلى تطويرها.

وفوق ذلك كله فإن السفر أفضل مناسبة لكسب المزيد من الأصدقاء، فهو من جهة سيكشف لك حقيقة أصدقائك القدامى، ومن جهة ثانية سيمنحك فرصة للتعرف على أصدقاء جدد من مختلف أنحاء العالم.

فكثير من الناس يكونون علاقاتهم في الأسفار حيث يكون وجودهم على مقاعد متقاربة في الطائرة هو السبب في التعرف عليهم، وليس من شك أنه لا يمكنك أن تكسب صديقاً من قارات العالم الخمس إلا في حالة السفر، أما إذا كنت جالساً في بيتك فكيف يمكن أن تحصل لك فرصة التعرف على رجل من الهند، وآخر من الولايات المتحدة الأمريكية، وثالث من أفريقيا، ورابع من آسيا؟

هنا قد يتساءل أحدهم كيف لي أن أكون الصداقة في الطائرة، أو القطار؟

والجواب: إن الأمر سهل جداً، وذلك بأن تبتدئ بالسؤال من الرجل الجالس إلى جنبك عن اسمه، ودولته، وعن مدينته، عمله.

ثم أن تفتح له قلبك وتجامله في بعض المواقف: أن تقدم له كوباً من الماء، أو تساعده في أمر من الأمور، فإنك لو فعلت ذلك فإنك ستكسب إنساناً قد ينفعك طوال عمرك.

وهكذا ستقضي أحلى الأوقات مع صديقك الجديد أثناء سفرك، وربما تتمنى لو تطول فترة السفر هذه لتتعرف أكثر فأكثر عليه وتستأنس به.

ومن القضايا الممتعة في الأسفار أن تكتب مشاهداتك فيها، ألا ترى كيف أن (ابن بطوطة) إنما نقل للناس ما شاهده في أسفاره، فأصبحت رحلته معروفة في التاريخ، وأضحت مرجعاً للمؤرخين والباحثين؟

حقاً إن في الأسفار فرصاً ثمينة يمكن إستغلالها بدل إجترار السأم والضجر، أو القلق من أخطار الرحلة، بينما هناك وسائل كثيرة لقضاء أجمل الأوقات في أسفارنا إذا اخترنا الوسيلة المناسبة لاستثمار الوقت الضائع فيها.

وللإسلام آداب خاصة في السفر من شأنها أن تزيد الرحلة متعة وجمالاً، وتعطي شعوراً بالأمل، وتمنح المسافر الراحة النفسية، وتبعد عنه القلق والخوف من مخاطر الطريق، من هذه الآداب قراءة الأدعية الخاصة بالسفر ودفع الصدقة، وحسن الخلق، وطيب المعاشرة، والتعاون مع الرفاق.

يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (الرفيق ثم السفر) (1).

ويقول (صلى الله عليه وآله): (ما اصطحب إثنان إلا كان أعظمهما أجراً، وأحبهما إلى الله عز وجل أرفقهما بصاحبه) (2).

ومن آداب السفر أداء الفرائض لوقتها، وتلاوة القرآن، ومساعدة الناس.

ومن آداب السفر الكرم، والسخاء، والمزاح مع رفاق الطريق، وكثرة التبسم في وجوههم، والالتزام بالمروة، وهو ما فسر بكثرة الزاد وطيبه، وبذله لمن كان معه، فقد كان علي بن الحسين (عليه السلام): إذا سافر إلى مكة للحج أو العمرة، تزود من أطيب الزاد، من اللوز والسكر والسويق المحمص والمحلا.

ومن الآداب أيضاً الأناقة، وحسن الهندام، والمظهر الجميل، وهي من الأمور التي تبعث على الراحة النفسية، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا سافر يأخذ معه المشط والمسواك والمكحلة، وكان (صلى الله عليه وآله) يمزح ولا يقول الا حقاً.

ومن آداب السفر، أن يأتي المسافر بالهدايا إلى أهله وأصدقائه إذا أمكن، يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم، وليطرفهم ولو حجارة) (3).

ويقول (صلى الله عليه وآله): (من أعان مؤمناً مسافراً نفس الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة، وأجاره من الغم والهم في الدنيا والآخرة، ونفس عنه كربه العظيم يوم يعض الظالم على يديه) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مكارم الأخلاق، ص 251.

(2) المصدر السابق، ص 252.

(3) بحار الانوار ج 76، ص 283.

(4) مكارم الأخلاق، في نوادر السفر، ص266. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.