المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التأهيل للأطفال من الناحية الدينية  
  
2574   09:52 صباحاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص97-101
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017 18783
التاريخ: 22-9-2020 2321
التاريخ: 28-4-2017 3212
التاريخ: 18-8-2018 2460

 إن المذاهب والأديان السماوية تنظر الى امكانية التأهيل الأخلاقي والسلوكي للأفراد نظرة أمل واسع. إن ارسال الرسل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوصايا بإصلاح النفس، وفتح باب التوبة بوجه الناس، كل ذلك يشير الى امكانية التأهيل لدى الأديان. فالقرآن كتابنا السماوي يقول في إحدى وصاياه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: 6] ، وهذا يدل على إمكان الوقاية وإلا لما أمر الله بذلك.

ومهمة الأنبياء في الإسلام هي تلاوة آيات الله على الناس وإرشادهم إليها، وتعليمهم الكتاب والحكمة وتزكيتهم (اي تأهيلهم وإعادة بنائهم) ولو لم يكن ذلك ممكناً للأنبياء لما ارسلوا وكلفوا بذلك.

وتشير آيات قرآنية أخرى الى ان التأهيل ممكن على يد الإنسان نفسه أي ان الإنسان يمكنه ان يبلغ بنفسه الصلاح والفوز من خلال إدارته لنفسه ومراقبته لها:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}[الشمس: 9] ، وأمثال هذه الآيات والمفاهيم كثيرة في القرآن والاحاديث.

على هذا الأساس يمكننا ان نأمل إذا كان أبناؤنا قد ابتلوا بأخطاء ومخالفات أو إذا كان بعضهم ذا سيرة سيئة أو سيء الخلق، أن بإمكانهم السير نحو الإصلاح من خلال عيشهم في ظل اسلوب حسن يتبعه الوالدان والمربون، وأن يصل اليوم الذي يتخلصون فيه من معظم ثغراتهم.

ـ الأرضية الفطرية لدى الإنسان :

من ناحية أخرى يمكننا الاطمئنان بوجود إمكانية التأهيل في الأفراد، ذلك لأن فطرتهم هي فطرة إلهية، وهي قائمة على أساس موازين الحق والعدل. وبعبارة أخرى إن فطرتنا أسست بحيث تأنس بالخير والطهر وحسن الخلق والفداء والتضحية والأمانة والصدق. وكل إنسان عند بدء خلقه يطلب بوجدانه وفطرته الطهارة والتقوى والشرف وعز النفس والفضيلة وغير ذلك.

وإذا تصرف عكس ذلك، فمردّه الى التربية السيئة والنماذج التي رافقته كانت سيئة وغير مناسبة.

نعم فأحياناً تكون العوامل الخادعة التي تقف في وجه الإنسان قوية ومتعددة الى درجة، وجذابة جداً، بحيث تُضل الإنسان بدوامتها، فيصبح رغم حبه للفضائل يرغب في اللذة الآنية التي تجر عليه رذيلة.

إننا نعتقد انه ليس هناك طفل خبيث وشرير ذاتاً، لأن فطرة اي إنسان ليست كذلك، بحيث يكون مجرماً أو سيئاً. بل إنه مخير في اختيار الخير أو الشر. فإذا قويت أرضية احدهما فيه أكثر مال نحوه، خاصة إذا كان من عوارض المادة جذبه نحو الأثقال والعيوب.

ـ قابلية التحول لدى الإنسان :

الإنسان موجود قابل للتحول، ويعتقد بعض الفلاسفة ان في الإنسان قوة للتقبّل. فإذا لقن الطفل أمراً أو فكرة بأسلوب وضوابط معينة لَتقبّل ذلك، وهذا الأمر بذاته أرضية خصبة لآمال المربي في طريقه لتربية الطفل.

فالحياة من وجهة نظر التربية ليست سوى دورة مستمرة لتقبّل الأمور وتعديلها في جانبيها

الإيجابي والسلبي. فالإنسان يسعى دوماً ليطابق نفسه مع أمور، ويقلع عن أمور أخرى، ويميل الى أمور أخرى. وطوال مرحلة التقبّل والتعديل والإستبدال تزداد قدرته على السيطرة على نفسه، فيستسلم لأمر ما، أو يبدي مقاومة تجاهه، ويسير في طريق الحق والعدل، أو في طريق التجاوز والتعدي. ودعم المربي وحمايته له يزيد من رسوخه في طريقه.

كما ان الطفل حسب العادة يخضع ويخشع لمن هم اكبر منه، ممن يحسنون إليه، إنه متعطش للحب والحنان، فهو عبد لمن يبرز له محبته لأي سبب كان، فيخضع الطفل وينقاد له، وهذا الأمر بحد ذاته نقطة إيجابية بيد المربي يمكنه استخدامها لتلقين الطفل آراءه، وتُسهل عملية التحول وتسرّعها.

كما ان بعض النظريات العلمية تشير الى ان الشخص المخالف يمتلك قابلية للإصلاح اكبر من الأشخاص الموافقين والعاديين، ويسير نحو طريق الصلاح أسرع وأفضل ممن سواه. وإذا كانت هذه النظريات غير مقبولة لدى الجميع، فإن الجميع يقر أنهم قابلون للإصلاح كغيرهم على الاقل.

لهذا ما أكثر الأطفال المشاكسين الذين يسببون العناء والشقاء لوالديهم ومربيهم اليوم، لكنهم في الغد سيكونون أشخاصاً جيدين على مستوى من التربية. وما أكثر الأطفال الذين لا يهدأون سيجدون السكينة والهدوء في ظل التربية الصالحة. لذا يجب أن لا نجزع من مخالفات أطفالنا اليوم، وأن لا نيأس من تربيتهم تدريجياً ولو بصعوبة وعناء. فالطفل في تحول دائم، فمن يجزم أن غده لن يكون خيراً من يومه؟ خاصة إذا كان مربيه مخلصاً مثلكم.

ـ المؤيدات الأخرى :

من الأمور الأخرى التي تشير الى امكانية التأهيل والإصلاح، أو تؤيد إمكانية إعادة تربية الأفراد وجود عامل الإرادة والتصميم لدى الإنسان.

فلحسن الحظ ان كثيراً من الأفراد يريدون ان يكونوا صالحين، وهذا عامل إيجابي لصالح التربية. صحيح ان ابننا صغير السن، لكن قدرة إرادته وتصميمه قوية بمقدار قوة تمييزه، لهذا يمكنه ان يساهم في أمر بناء نفسه وإعدادها.

إذا تمكنّا من تنمية قوة الاختيار لديه الى الجهة الإيجابية وتقويتها، وإذا تمكّنا من رفع مستوى إدراكه ووعيه بحيث يتمكن من التفريق بين الحق والباطل، وإذا تمكّنا من إبراز الميل لديه نحو القيام بالأعمال الحسنة؛ فسيتمكن عندئذٍ من بناء نفسه بنفسه، وأن يرافق مربيه إيجابياً في هذا الطريق.

ونذكّر ضمنياً بأن الطفل المخالف كلما أبدى مقاومة تجاه المربي وأعماله وأساليبه كلما ضعفت إمكانية تأهيله. لذا على الوالدين والمربين ان يكسبوا ودّه وثقته كخطوة أولى، ثم ان يوجهوه ليصلح نفسه بنفسه، وهذا هو فن المربي.

ـ مرحلة الطفولة :

إن مرحلة الطفولة من أكثر المراحل تأثيراً واستعداداً لدى الطفل لإصلاحه، وأفضل فرصة لإصلاح اعوجاجه ومخالفاته. وكلما ازداد عمر الطفل كلما ضعفت إمكانية اصلاحه، وذلك لأن التصرفات كلما مر عليها زمان أكثر وكررها الإنسان كلما ثبتت فيه أكثر وأصبحت جزءاً من عاداته.

مرحلة الطفولة مهمة لأن معظم الأبعاد الشخصية للإنسان تتشكل وتأخذ لونها في تلك المرحلة. فالأمور التي يتلقاها الإنسان خلال هذه المرحلة تكون كالنقش في الحجر، كما ان الاستقبال والتلقي لديه يكون اسهل وأسرع. فيمكن خلالها إعداده كفرد صالح ومفيد إذا أفهمناه اساليب العيش وطرقه الصحيحة وأودعناه المعلومات التي يحتاج إليها.

في هذه المرحلة ما زالت مخالفات الطفل غير متجذرة فيه، وهو ما يزال تحت سلطة والديه وقدرتهما، وما زالت روحه لطيفة ومرنة، وتأثره سريع، ويستسلم بسرعة لمنطق الكبار واستدلالاتهم. لهذا يجب الإسراع في التحرك، وتربيته مجدداً بسرعة وبشكل أفضل قبل ان تنقضي هذه المرحلة.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.