بخصوص بعض الآيات القرآنية النازلة بحق اهل البيت هل هي مختصة بهم؟ أم تشمل غيرهم أيضاً وهم المصداق الاعلى لهذه الآيات ؟ وما هو الدليل؟ |
511
07:55 صباحاً
التاريخ: 2024-07-11
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-9-2020
1051
التاريخ: 2024-07-27
459
التاريخ: 2024-08-13
533
التاريخ: 2024-08-07
406
|
السؤال : هناك آيات قرآنية عديدة فسّرها الأئمّة عليهم السلام بهم ، كأن يقولوا مثلاً : فينا نزلت ، أو في أمير المؤمنين من هذه الآيات ، قوله تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء: 59] ، وقوله تعالى : {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد: 7] ، وقوله تعالى : {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] .
فهل نستفيد من هذه الروايات اختصاص هذه الآيات وغيرها بهم؟ أم في كونهم مصداق أعلى لهذه الآيات ، ولكنّها تشمل غيرهم أيضاً؟ وما هو الدليل؟ وفّقكم الله بحقّ محمّد وآل محمّد.
الجواب : إذا أخذ قوله تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } [النحل: 43] نفسه مع قطع النظر عن المورد ، ومن شأن القرآن ذلك ـ ومن المعلوم أنّ المورد لا يخصصّ بنفسه ـ كان القول عامّاً ، من حيث السائل والمسؤول عنه ، والمسؤول منه ظاهراً ، فالسائل كلّ من يمكن أن يجهل شيئاً من المعارف الحقيقيّة والمسائل من المكلّفين ، والمسؤول عنه جميع المعارف والمسائل التي يمكن أن يجهله جاهل.
وأمّا المسؤول منه ، فإنّه وإن كان بحسب المفهوم عامّاً ، فهو بحسب المصداق خاصّ ، وهم أهل البيت عليهم السلام ، وذلك أنّ المراد بالذكر إن كان هو النبيّ صلى الله عليه وآله كما في آية الطلاق فهم أهل الذكر ، وإن كان هو القرآن كما في آية الزخرف فهو ذكر للنبيّ صلى الله عليه وآله ولقومه ، فأهل البيت خاصة النبيّ صلى الله عليه وآله وقد قارنهم صلى الله عليه وآله بالقرآن ، وأمر الناس بالتمسّك بهم في حديث الثقلين المتواتر (1).
وقد وردت من الأحاديث عنهم عليهم السلام توضّح أنّهم هم أهل الذكر ، وهم قومه ، وهم المسؤولون ، فعن الإمام الباقر عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْر ... ) ، قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الذكر أنا ، والأئمّة أهل الذكر » (2).
وقوله عزّ وجلّ : {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } [الزخرف: 44] ، قال الإمام الباقر عليه السلام : « نحن قومه ، ونحن المسؤولون » (3).
وأمّا قوله تعالى : {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] ، فالمراد بأُولي الأمر هم الأئمّة من آل محمّد عليهم السلام ، لأنّ الله أوجب طاعتهم بالإطلاق ، كما أوجب طاعته وطاعة رسوله ، ولا يجوز أن يوجب الله طاعة أحد على الإطلاق إلاّ من ثبتت عصمته ، وعلم أنّ باطنه كظاهره ، وأمن من الغلط ، وليس ذلك بحاصل للأمراء والعلماء ، كما قيل : جلّ الله أن يأمر بطاعة من يعصيه ، أو بالانقياد للمختلفين في القول والعمل ، لأنّه محال أن يطاع المختلفون ، كما أنّه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه (4).
أمّا قوله تعالى : {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] ، فالآية تدلّ على أنّ الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحقّ ، إمّا نبيّ منذر ، وإمّا غيره ، يهدي بأمر الله ، وقد وردت روايات تشير إلى أنّ المنذر هو رسول الله صلى الله عليه وآله ، والهادي هو علي عليه السلام ، ومعنى ذلك أنّ مصداق المنذر هو النبيّ صلى الله عليه وآله ، ومصداق الهادي هو علي عليه السلام أو الإمام (5).
وأمّا قوله تعالى : {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ، فالمراد من مفهوم الصادقين كما وضّحه القرآن في سورة الحشر الآية الثامنة ، بأنّهم المؤمنون المحرومون ، الذين استقاموا وثبتوا رغم كلّ المشاكل ، وأخرجوا من ديارهم وأموالهم ، ولم يكن لهم هدف وغاية سوى رضى الله ، ونصرة رسوله صلى الله عليه وآله ، وهذا المفهوم واسع.
إلاّ أنّ المستفاد من الروايات الكثيرة : أنّ المراد من هذا المفهوم هنا هم المعصومون فقط ، ففي رواية : أنّ سلمان سأل عن تلك الآية فقال : يا رسول الله عامّة هذه الآية أم خاصّة؟ فقال : « أمّا المأمورون فعامّة المؤمنين أُمروا بذلك ، وأمّا الصادقون فخاصّة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة » (6).
______________
1 ـ أُنظر : الميزان في تفسير القرآن 12 / 284.
2 ـ الكافي 1 / 210.
3 ـ الكافي 1 / 210.
4 ـ أُنظر : مجمع البيان 3 / 114.
5 ـ أُنظر : الميزان في تفسير القرآن 11 / 327.
6 ـ كمال الدين وتمام النعمة : 278.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|