الشكل المجزأ Fragmented States

إن تماسك الدولة في مكان واحد يعد من أهم مقومات وحدتها والسيطرة على أراضيها وسهولة إدارتها، بينما تمزق الدولة وتجزئتها يعد ضعفا استراتيجيا، إذ يصعب التحكم في وقت السلم في كل الأجزاء، كما يصعب الدفاع عتها في وقت الحرب، ويقل احتكاك الناس ببعضهم البعض في الدول المجزأة وبالتالي يضعف تماسكهم.

والدول المجزأة تتقسم إلى تجزئة بحرية وبرية :

١- التجزئة البحرية وتتمثل في مجموعة من الجزر التي تطول حدودها وبالتالي تواجه مشكلة عدم القدرة على الدفاع عن نفسها بالإضافة إلى صعوبة تحديد مياهها الإقليمية وحمايتها، حيث إن ضيق المسافة بين الجزر ووقوعها على طرق التجارة الدولية يجعل الدول البحرية الكبرى تطالب بتدويل الممرات الدولية حتى لا تلف المياه الإقليمية للدولة حجر عثرة في سبيل التجارة الدولية، كما أن جيوشها سوف تتورع على جميع سواحل الجزر في حالة الاعتداءات الخارجية ما يضعف قوة الجيش، وقد يحدث صراع بين الجزر عتد اختيار عاصمة الدولة في أي جزء من أجزائها.

ويترتب على الربط بين هذه الجزر كثير من الصعوبات وكثير من النفقات كما في كل من اليابان والغلبين وإندونيسيا والمملكة المتحدة، قفي إندونيسيا الاف الجزر، والربط بين هذه الجزر والإبقاء على الروابط السياسية والقومية شيء ضعيف جدا، وكثيرا ما تقوم الاضطرابات وتظهر الدعوة للانفصال كما حدث عندما طلبت سومطرة أن تنفصل عن الدولة، وكذلك عندما انفصلت المناطق التي كانت خاضعة لليابان على السواحل الأسيوية، والأجزاء التي كانت تابعة للسويد على سواحل البلطيق.

٢- التجزئة البرية وتتمثل في تجزئة الدولة بريا بحيث تفصل بين هذه الأجزاء دول أخرى مثل دولة باكستان بعد استقلالها عن الهند، حيث قسمت إلى باكستان شرقية وباكستان غربية، وكان ذلك يمثل نقطة ضعف في الدولة انتهى بانفصال القسم الشرقي ليصبح دولة بنجلاديش، والجزء الغربي الذي أصبح جمهورية باكستان الإسلامية، وكما حدث عندما اتحدت مصر وسوريا لتصبحا معا الجمهورية العربية المتحدة، التي لم تستمر سوى أربع سنوات حيث انفصلت سوريا وعادت كما كانت دولة مستقلة وذلك نتيجة انفصال أجزاء الدولة عن بعضها البعض، وكذلك انفصال الاسكا كولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن استمرار هذا الجزء وعدم محاولته الانفصال عن الدولة الأم مرجعه إلى ضعفه بحيث لا يستطيع الانفصال عن الدولة الأم، كما يفصل بحر مرمرة تركيا إلى قسمين أحدهما أسيوي والآخر أوربي.

٣- وهناك دول تضم أجزاء برية وبحرية ومنها اتحاد ماليزيا الذي يضم شبه جزيرة الملايو البري الذي يعد امتدادا لقارة آسيا كما يضم صباح وسرواك، ومثل إيطاليا التي تضم شبه الجزيرة الإيطالية وجزيرتي صقلية وسردينيا: والدانمرك التي تضم شبه جزيرة جتلند وجزيرة فن والجزيرة الصغرى والكبرى في بحر البلطيق، والإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي.