المقومات البشرية لتقييم الوزن السياسي للدولة- التركيب الاثنوغرافي للسكان |
885
01:31 صباحاً
التاريخ: 2023-03-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2022
2238
التاريخ: 21-1-2021
2167
التاريخ: 14-1-2022
2009
التاريخ: 30-12-2021
1473
|
المقومات البشرية لتقييم الوزن السياسي للدولة- التركيب الاثنوغرافي للسكان:
ان دراسة التركيب الاثنوغرافي من حيث التكوين القومي والجنسي والديني، لما له هو الآخر من اثار مباشرة على بناء الدولة القومية المثالية المطلوبة وسكان الدولة، هم المجموعة البشرية التي تسكن ضمن حدود الدولة، ومساحتها، ويتمتعون بمواطنتها، ويطبقون ما تقرره قوانينهـا ومـا تتخذه دولتهم، من قرارات وبذلك فهم مطالبين بتنفيذ واجباتهم متمتعين في الوقت نفسه بما لهم من حقوق.
ولا بد من الاشارة هنا الى التعاريف والمفاهيم المتعددة والمتناقضة احياناً حول معنى الشعب والامة وتعداد العناصر التي يجب ان تتوفر فيهما ، ففي حين ان الدكتور محمد متولي والدكتور محمود ابو العلا يذكران في مؤلفهما الجغرافية السياسية، بان الشعب هو المجموعة البشرية التي تأتلف مع بعضها ، افراده يتكلمون لغة واحدة ويدينون بدين واحد ويشعرون شعوراً مشتركاً.
اما الأمة فتتألف من المجموعات البشرية التي تعيش داخل الحدود السياسية للدولة مستشهدين بان الامة الالمانية تعيش داخل الحدود السياسية لألمانيا ، اما الشعب الالماني فانه يعيش داخل حدود المانيا كما يعيش خارجها في النمسا وتشيكوسلوفاكيا وجهات اخرى عديدة في شرق أوربا ، فالشعب الألماني أوسع من الامة الالمانية وباعتقادنا ان هذا الفهم مغلوطاً أو العكس هو الصحيح كما سيتبين لنا بعد قليل.
اما العريف ارنست رينن Ernest Renan الذي قدمه في عام 1882 في السوربون واصبح من التعاريف الكلاسيكية حيث رأى ان الذي يكون الشعب (ليس النطق بنفس اللغة او الانتماء الى نفس الجماعة الحضارية ، بل انجاز اشياء عظيمة مشتركة في الماضي والرغبة في انجازها في المستقبل وهو بذلك يؤكد في تعريفه هذا على اللغة والخصائص الحضارية والجنس، اضافة الى تأكيده على العامل الروحي والذكريات والمنجزات التاريخية في تكوين الشعب).
ويعرف الجغرافي هارتسهورن Richard Hartshorne ، رغم اعترافه بصعوبة تحديد معنى الشعب ، بقوله (ان الشعب جماعة من الناس يحتلون منطقة معينة ويشعرون على انهم متماسكين سوية على اساس قبولهم المشترك لقيم معينة لها اهمية كبيرة بالنسبة لهم . حيث انهم يطالبون بتنظيم منطقتهم وسكانها على شكل دولة متميزة يمكن بواسطتها حماية تلك القيم وتشجيعها).
والباحث رايت Quincy Wright فأنه يقصد بالشعب (مجموعة من الناس تظهر تعاوناً داخلياً بدرجة كافية ومعارضة او مقاومة خارجية بدرجة كافية ايضاً وعلى هذا الاساس يمكن الاعتراف بها كوحدة).
والشعب بمفهومنا يعني مجموعة من الناس تعيش على مساحة من الأرض وضمن حدود سياسية معينة وبالتالي فهم يحملون جنسية واحدة ، ويخضعون الى قوانين دولة واحدة. مثل الشعب الفرنسي مثلا او الشعب البرازيلي والشعب الهندي ... الخ .
اما الامة فتعني مجموعة من الناس تتميز بخصائص معينة وتجمعهم وتوحد فيما بينهم روابط مشتركة مثل اللغة والتاريخ والاصل ، والتقاليد والعادات والدين ، وبغض النظر عن كونهم ينتمون الى دولة واحدة او اكثر ، وبذلك فان للامة خصائصها القومية التي تميزها عن الأمم الأخرى كالأمة العربية والامة الالمانية والامة الصينية وغيرها من اهم الارض ... ولهذا فان بناء الامة يتألف من نسيج بشكل عام ، في حين انه ليس من المفروض ان تكون بنية الشعب متجانسة ، أي يتألف من قومية واحدة ، فكثيراً ما نرى من الشعوب ما تتألف من قوميتين او اكثر ويختلف حجم الواحدة منها الى الاخرى من دولة الى ثانية.
فالشعب اذن مصطلح ذو مدلول - سياسي اما الامة فذات مدلول قومي ولهذا فان حدود الشعب تنتهي بالحدود السياسية للدولة اما الامة فقد تنحصر في حدود الدولة أو تتعداها الى دول اخرى مجاورة أو بعيدة كالأمة العربية على سبيل المثال حيث تنتمي اليها كل العرب سواء اكان منهم ضمن حدود الوطن العربي أو خارجه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|