أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2022
2030
التاريخ: 25-1-2021
2029
التاريخ: 19-12-2021
1561
التاريخ: 16-1-2022
1600
|
الجنس:
إن كل جنس بشري يضم جماعة تتصف بصفات جسمية معينة تميزهم كمجموعة وتفصلهم عن غيرهم من الجماعات البشرية الأخرى. وتنقسم الأجناس الموجودة فى العالم إلى ثلاث مجموعات بشرية كبرى، كالمجموعة القوقازية والمجموعة المغولية والمجموعة الزنجية، ولكل مجموعة صفاتها الخاصة التى يمكن التعرف عليها، وتوجد داخل كل مجموعة فروع عديدة، ولا توجد مجموعة من هذه المجموعات نقية على الإطلاق بسبب الهجرات البشرية التى استمرت عبر العصور ما قبل التاريخية والتاريخية. وقد أدت الهجرات إلى عملية اختلاط واسعة بين أفراد الجنس البشرى، لكن فكرة التمييز العنصري بقيت، فهي قديمة قدم الإنسان نفسه، فالإغريق اعتقدوا أنهم أحسن الشعوب، كما يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار، كذلك كان يعتقد الفرس، وكان الرومان يرون أن ما عداهم همج متبربرون وكان ذلك يرجع إلى ما وجدوا أنفسهم عليه من تفوق إداري وحربى.
كما ظهر هذا التمييز بين العرب أنفسهم الذين كانوا يرون تفوقهم على الفرس وغيرهم إلى أن جاء الإسلام فقضى على هذه العنصرية حيث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ثم ظهر التمييز العنصري على أشده لدى الألمان حينما كانت الدعاية النازية تقول بسيادة العنصر الجرماني أو النوردى جسميا وعقليا، وقد نادى هتلر بأن الشعوب الشرقية أحرى بها ألا تعيش وإن عاشت يجب أن تدرب كما تدرب الكلاب الصغيرة .
ويظهر التمييز العنصري فى أستراليا التى تمنع هجرة الملونين إليها، وفى إسرائيل حيث يتكون السكان من خليط من الغرب والشرق، ويستغل الغربيون اتجاه الحكومة نحو محاباتهم للحصول على امتيازات أكثر، وكذلك فى معاملة الإسرائيليين للعرب فى الأرض المحتلة قبل عام ١٩٤٨ التى تعد ضمن إسرائيل الحالية. وقد كان التمييز العنصري على أشده فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان الزنوج يحرمون من حقوقهم، وظلوا طويلا يطالبون بحقوقهم إلى أن تمكنوا أخيرا من الحصول على بعضها وما زال الإحساس نحو الزنوج مختلفا رغم ذلك.
وفى جنوب أفريقيا الذى كان أول عهدها بالأوربيين فى عام ١٦٥٢ عندما أسست شركة الهند الهولندية مدينة الكاب لتكون ملجأ لسفنهم فى طريقها إلى جنوب شرق آسيا، ثم شجعت الشركة الملاحين الهولنديين على الاستقرار وفلاحة الأرض واستطاعوا بمضي الوقت الاستقرار والتوغل فى الداخل، واصطدموا بالبشمن وأجلوهم عن وطنهم إلى صحراء كلهاري، كما سلبوا من الهوتنتوت مراعيهم وموانيهم، وجلبوا الزنوج من شرق أفريقيا ومدغشقر إلى جانب بعض العناصر من الملايو، وقد اختلط هؤلاء جميعا بالهوتنتوت حيث تكونت طبقة ملوني الكاب الذين يعرفون بالرحبوت، كما اختلط الهولنديون بسكان اتحاد جنوب أفريقيا ونتج عن ذلك الاختلاط بعنصر «البوير». وقد حل الإنجليز محل الهولنديين بعد ذلك فى الاتحاد وتغلغل نفوذهم ثم سيطرتهم الكاملة فيما بعد, وقد توسع البوير شمالا فاصطدموا بقبائل البانتو الذين تغلغلوا من جهة الشمال ودارت حروب بينهما استمرت لفترات طويلة.
ورغم أن المواطنين من جنوب أفريقيا يمثلون نحو ٧٥ من عدد السكان إلا أن نصيبهم نحو10 من مساحة الأرض الزراعية بالدولة، كما أنهم كانوا محرومون من مزاولة حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية حيث كان البيض يمارسون معهم أشد أنواع التفرقة العنصرية، فكانت هناك قوانين للفصل بين العنصرين فى المواصلات وفى التعليم، بل يتعلم الأفريقيون إلى مستوى معين، وليس لهم حق الإضراب، بل حرموا من بعض الحرف الفنية، كما يمنع جلوس الأبيض مع الأفريقي فى مكان عام دون تصريح بذلك، وحرم القانون على الأفريقي الذى يسكن إحدى المدن منذ ولادته أن يبقى معه ابنة متزوجة أو ابن يزيد سنه عن الثمانية عشر عاما دون تصريح بذلك، كما أن حرية المواطنين فى الخروج والدخول من المدن كانت مقيدة .
ولا شك أن مثل هذا الوضع ينعكس أثره على تماسك الدولة، فهو يشكل نقطة ضعف فى كيانها، ولن يحلها إلا اعتبار الوطنيين الأفريقيين مواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات التى يتمتع بها البيض. لكن الوضع بدأ فى التغير أخيرا، بعد أن استطاع الوطنيون بعد صراع طويل أن يحصلوا على حقوقهم بعد أن أمسك بالسلطة أول وطني وهو نيلسون مانديلا، وبدأ التعايش بين البيض والوطنيين لكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل حتى يمكن التلاحم بين كل منهما.
وقد كان لنظرية داروين أثرها بالنسبة للبيض الذين رحبوا بها واعتبروها مؤيدة لسياستهم على حساب الشعوب الضعيفة، فقد جاءت هذه النظرية فى الوقت الذى كانت فيه الدول الكبرى مهتمة بتأسيس إمبراطورياتها الاستعمارية، فساعدت الرجل الأبيض على تبرير أعماله بأن استغلها فى مجال السياسة الدولية لتبرير أعماله العدوانية. ولعل السبب فى تمسك الأوربيين بهذه النظرية أنهم وجدوا الجماعات الملونة تتقدم حتى أصبحت خطرا على المستعمر، فنادت بطرده وسلبه المميزات التى كان يتمتع بها دونهم, ولا شك أن الدولة التى تضم أكثر من مجموعة جنسية كما رأينا بالنسبة لجنوب أفريقيا أو يوغوسلافيا أو الولايات المتحدة الأمريكية تعانى من مشكلة التلاحم بين هذه المجموعات. وقد عارضت الأديان السماوية هذا التمييز العنصري، فالإسلام نادى المساواة، فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، كما نادت المسيحية بالإخاء .
والواقع أنه لا فرق بين إنسان وآخر فى الجنس البشرى، والتفرقة العنصرية هى من صنع الإنسان، وقد أثبت العلم الحديث والواقع الملموس أنه ليس هناك فرق فى القوة الذهنية والبدنية بين المجموعات البشرية، ولكن السياسة العنصرية المتطرفة هى التى دفعت مجموعة إلى التعالي على المجموعة الأخرى. ولعل الزنوج فى أمريكا خير دليل على ذلك فقد كان الزنوج يعاملون معاملة خاصة لا يشاركون فى النشاط العام للسكان، وعندما أخذوا حقوقهم وبدأوا المشاركة الفعلية أبدعوا فى كل الميادين شأنهم شأن البيض.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|