أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-18
1353
التاريخ: 3-3-2022
1447
التاريخ: 25-2-2022
1524
التاريخ: 8-9-2016
6271
|
نشأة المدينة وتطورها
هي ظهرت المدن الأولى أول مـا ظهرت في الأراضي الفيضية، كـوادي الرافدين ووادي النيل ووادي السند، ووادي الهوانجهو بالصين، وفي أمريكا اللاتينية وفلسطين. ويمكن القول بأن الفترة الزمنية التي نشأت فيها المدن القديمة، ما بين الألف الثامنة والألف السادسة قبل الميلاد. وقد تضاربت الآراء حول قدم الحضرية الأولى في العالم، فالبعض يعتبر مدن ما بين النهرين كمدينة اور عاصمة السومريين أو بابـل عـاصـمة البابليين، والبعض الآخر يعتبر مدينة أريحا" في فلسطين أقدم المدن تلك، بينمـا هنـاك اتجاه آخر يرى أن المدن الفرعونية في وادي النيل هي الأقدم.
وما يعنينا في هذا المقام، أن المدينة القديمة زرعـت بذرتها الأولى في الأودية الفيضية، حيث تخطى الإنسان مراحل الجمع والالتقاط والصيد والرعي، إلى حرفة أبقى، تتطلب التعاون والاستقرار – ألا وهي حرفة الزراعة.
وتتميز الزراعة في البيئات الفيضية، بحاجتهـا لتنظيم اجتماعي قوي، حيـث الاعتماد على مياه الري، والذي كان يؤخذ من النهر مباشرة، ثم استدعى الأمر حفـر قنوات للري بمجهودات جماعية، وتحت إشراف سلطة قوية؛ لصد غائلة الفيضان بإقامة السدود وبناء القناطر وغيرها.
وما من شك في أن مثل تلك الأعمال تحتاج لمجتمع مستقر ومتعـاون، أساسه النظام - نظام الري - في تلك البيئات الفيضية، مما أدى إلى نشوء المدن فيها وتطورها. وعندما ظهرت المدن الأولى، كانت تختلف عن كل المحلات السكنية التي سبقتها في
مظهرها الخارجي ووظائفها. فكانت تتصف بالبساطة في تركيبهـا ووظائفها. إذا مـا قورنت بمدن العصر الحديث. إذ دلت حفائر المدن القديمة في العراق وباكستان؛ على صغر حجمها الذي يتراوح ما بين 7-20 ألف نسمة.
ولكن توجد مع ذلك أدلة أثرية تشير إلى قيام مدن كبيرة زاد حجمهـا السكاني عن 20 ألف نسمة كما سنفصله فيما بعد. واتسعت رقعتها الحضرية، بحيث شملت مئات بل آلاف الدونمات مثل مدينة بابـل (10 آلاف دونم)، ومدينة نينوى (7400) دونم، ومدينة الإسكندرية (8800) دونم، ومدينة الوركاء (4400) دونم، ومدينة آشـور المقدسة (600) دونم، ومدينـة منـف (140) دونم. بالإضافة إلى مـدن اور السومرية وطيبة في مصر.
ولكن لسوء الحظ أن معظم هذه المدن لم يبق منهـا شـيء يستحق الذكر، إلا أطلالها التي تحكي غابر الزمان الذي عاشته في تلك العصور السالفة. وربما يعزى ذلك إلى مكونات المباني في تلك المدن الدارسة، وهي مادة الطين التي لم تقـو على مقاومة عوامل التعرية السطحية كالنحت المائي عنـد الفيضـان، مما أدى لاندثارها، في حين بقيت من الأموات المدن التي اختيرت مواقعهـا عـادة في جهـات صحراوية؛ على هوامش الأودية وبعيداً عن مياه الفيضان والرطوبة .
ولأسباب روحية عند المصريين القدماء، هناك بعض المباني التي أنشئت في المناطق الآمنة من خطورة فيضان النيل، كالأهرامات في منطقة الجيزة، كأهرام خوفو وخفرع ومنقرع وسقاره، حيث تم إنشاؤها من الحجارة الضخمة؛ لتبقى تحكي على مر الزمان اعتقاد ملوك الفراعنة في زمانهم. ويحدثنا التـاريـخ عـن ظهـور مـدن أخـرى بالعراق، مثل مدينة أكادوكيش وخسرو آباد. أما في باكستان فظهرت مدینتان هما:
موهنجودارو Mohengo-daro، وهرابـا Harrappa أما في الصين فقـد ظهرت في حوض نهر الهوانجوهو مدينة آنيانغ Anyang وفي فلسطين مدينة أريحا.
ويعزى سبب ظهور هذه المدن المبكرة إلى التطور في إنتاج الغذاء، وبالتـالي حصول هذه التجمعات السكنية على فائض غذائي، حتى بقيت طيلة عمرهـا الـزمني في تلك العصور القديمة. فانقطع قسم من المجتمع الحضري للتفكير والتأمل، والإبـداع والتنظيم، فتم اختراع الكتابة (الهيروغليفية في مصر) والمسمارية في اليمن، والسومرية في جنوب العراق، والأحرف الأبجدية في الساحل الفينيقي وشرعوا قوانين الأخـلاق كقوانين حمورابي والمعاملات، ووضعوا أصـولاً للفـن والصناعة. كمـا اهتـدوا إلى التقويم الشمسي، وقيام السلطة المركزية للمجتمع، وبداية التوصـل إلى القـوانين العلمية والاحصاء, وربما كان لهذه التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية دور في تأهيل هذه المجتمعات النهرية في كل من العراق وفلسطين والسند والصين، ومصـر وأمريكا اللاتينية، هذا عن المدن التي قامت على الزراعة المروية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|