أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2020
3419
التاريخ: 19-12-2021
1999
التاريخ: 23-1-2022
1575
التاريخ: 27-12-2020
1813
|
العوامل البشرية: تعد العوامل البشرية من أهم العوامل المؤثرة فى الدولة، فمعظم المشكلات السياسية التى يعانى منها العالم تعود إلى الجانب البشرى أساسا، وبدون العامل البشرى لا تتحقق فاعلية العوامل الأخرى. ويتركز العامل البشرى فى السكان والدين والجنس واللغة والتركيب القومي (الاثنوغرافي) والنشاط الاقتصادي
- السكان:
كما ذكرنا من قبل يعد السكان من بين مكونات الدولة الأساسية وبالتالي فإن قوة الدولة النسبية تعتمد على حجم السكان، والتاريخ شاهد على ذلك. فجميع الدول التى توسعت والتي تقدمت وقويت تعتمد على سكانها إلى حد كبير، فالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان وإيطاليا جميعها دول تتمتع بكثرة سكانها ولذلك عندما توفرت لها عناصر القوة الأخرى كان للسكان دورهم الهام والفعال فى تقدم هذه الدول.
وقد كان للتفوق السكاني للاتحاد السوفيتي أثره فى هزيمة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية، كما كان التوسع الاستعماري البريطاني والفرنسي يعتمد على الكثرة السكانية فى هذه الدول، وكما كانت الكثرة السكانية فى نفس الوقت سببا من أسباب الاستعمار.
لكن الكثرة العددية للسكان ليست دائما مصدر القوة إذا لم تتوافر لها جوانب أخرى كالمستوى العلمي والتقدم التكنولوجي والروح المعنوية العالية والتماسك السياسي وزيادة قوة العمل المنتجة مع توفر المواد لدى الدولة مما يجعل للسكان أهمية خاصة. أما كثرة السكان مع ضيق موارد الثروة لدى الدولة فيصبح مشكلة كبيرة تعوق تقدم الدولة وتؤدى إلى الكثير من المشكلات الداخلية، وبذلك تصبح الكثرة السكانية عامل ضعف كما تكون عامل قوة.
وينبغي أن يكون توزيع السكان فى الدولة بانتظام فى جميع أرجائها، فكلما كانوا منتشرين فى جميع أرجاء الدولة كلما كان ذلك أفضل، ولو كان انتشارهم فى منطقتين متباعدتين تفصل بينهما بعض الفواصل الطبيعية كالصحارى أو الغابات أو الجبال أو وقوع دول أخرى بين شطري الدولة، فإن ذلك قد يؤدى إلى التفكك وإلى محاولة من جانب منهما الانفصال عن الدولة كما حدث فى كل من باكستان عندما انفصل الجزء الشرقي مكونا بنجلاديش، وكما حدث فى نيجيريا عندما حاول الإقليم الشمالي الشرقي (بيافرا) الانفصال عن الدولة، ومثلها فى الكنغو الديمقراطية (زائير) عندما حاول الإقليم الشرقي (كاتنجا) الانفصال عن الدولة عقب الاستقلال مباشرة. وفى نفس الوقت تعد المنطقة المخلخلة السكان خطرا على الدولة ونقطة ضعف وخاصة أثناء الحروب.
وتركز السكان فى المدن الكبرى يعد خطرا على الدولة، ففي حالة الحرب تكون هذه المدن عرضة للدمار وهدفا للأعداء، كما أن كثرة سكان المدن الكبرى قد يساعد على حدوث الاضطرابات وعدم الاستقرار وإلى الأزمات فى السكن والعمل. ويعتمد الإنتاج الاقتصادي للدولة على سكانها، فالدولة كثيرة السكان وكثيرة الموارد تستطيع استغلال مواردها كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، بينما الدول كثيرة الموارد قليلة السكان تعتمد على العمالة الأجنبية فى استغلال مواردها مثل أستراليا وكندا ودول الخليج العربي. وفى نفس الوقت تساعد كثرة السكان على توافر السوق المستهلكة لإنتاجها.
كما تلعب الكثرة السكانية دورا هاما فى الدفاع عن الدولة حيث يجد الجيش ما يحتاج إليه من جنود لجبهات القتال، فمهما تقدمت الأسلحة وقلت حاجتها إلى القوة البشرية من حيث العدد فإن حاجتها تظل قائمة للعمل فى الجبهة الخلفية للإمداد والتموين وللجنود والمشاة وحماية وتطهير مواقع القتال. كما أن الدولة المكتظة بالسكان تصعب هزيمتها، فلم يكن بإمكان اليابان أن تستمر فى احتلالها للصين، وكذلك ألمانيا عند احتلالها لبعض الدول الأوربية فإن استمرارها فى احتلال هذه الدول فوق طاقتها، وكذلك عند احتلال هولندا لإندونيسيا.
وأهمية السكان ليست بكثرتهم وإنما بمدى فاعليتهم وإنتاجيتهم أى بالكيف وليس بالكم، فقوة العمل هى المؤثرة، وارتفاع نسبة منهم فى سن العمل له دوره الكبير فى زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة قوة الدولة، والعمر الإنتاجي يختلف من دولة لأخرى تبعا للمستوى الصحي والاجتماعي ودرجة التقدم العلمي والتكنولوجي، ففي الدول المتقدمة تمتد سن العمل لتشمل شريحة كبيرة من السكان من الذكور والإناث، حيث تشغيل الآلة فى معظم الأحيان لا يتطلب سنا معينة بقدر ما يحتاج إلى الخبرة والمهارة، بينما فى الدول المتخلفة تقل نسبة من هم فى سن العمل نظرا للاعتماد على القوة البدنية، ولذلك تبدأ متأخرة فى الشباب عندما يكتمل عودهم وتنتهى مبكرة، ولذلك فإن فاعلية السكان فى الدول المتقدمة أكثر منها فى الدول المتخلفة. وعندما تتقدم الدول المتخلفة وتبدأ فى استخدام الآلات تقل حاجتها للعمالة اليدوية، وتبدأ فى مواجهة مشكلة البطالة إذا كانت من الدول كثيرة السكان. وتوزيع السكان فى العالم ليس موزعا بطريقة متوازنة، فإن ما يربو على نصف سكان العالم يتركز فى الصين واليابان والهند وباكستان وروسيا وأندونيسيا وبنجلاديش، بينما تمثل هذه المناطق نحو ١٥ من مساحة اليابس فى العالم. ولذلك فإن الزيادة السكانية فى هذه المناطق تمثل مشكلة كبيرة حيث لا تتسع المساحة لمواجهة الزيادة السكانية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|