المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الحسن بن عثمان بن حماد بن حسّان بن عبد الرحمن  
  
2246   04:58 مساءاً   التاريخ: 21-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص9-11
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

ابن يزيد، أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي، من أعيان أصحاب الواقدي، وروى عن الهيثم بن عدي وهشيم بن بشير وغيرهما، وكان أديبا فاضلا، نسابة أخباريا، جوادا كريما سمحا. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين أو ثلاث وأربعين ومائتين عن تسع وثمانين سنة مات هو والحسن بن علي بن الجعد في وقت واحد وكان الزيادي حينئذ على قضاء مدينة المنصور وكان الزيادي يصنف الكتب ويصنف له وكانت له خزانة كتب حسنة كبيرة وله من الكتب على ما ذكر محمد بن إسحاق كتاب عروة بن الزبير. كتاب طبقات الشعراء. كتاب الآباء والأمهات. وقال الحافظ أبو القاسم سمع بدمشق الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق وعمر بن عبد الواحد وعمر بن سعيد والوليد الموقري ومعروف بن عبد الله الخياط وهارون بن عمر الدمشقي ومحمد بن محمد بن إسحاق بن بلال بن أبي الدرداء وسعيد بن عيينة وشعيب بن صفوان وابن عيينة ومعتمر بن سليمان وجرير بن عبد الحميد وحماد بن زيد ووكيع بن الجراح وأبا داود الطيالسي. روى عنه أبو  العباس الكديمي وإسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن محمد الباغندي وأبو بكر بن أبي الدنيا وذكر الجهشياري في كتاب الوزراء أن رجلا من أهل خراسان أودع أبا حسان الزيادي القاضي عشرة آلاف درهم وأنها صادفت منه خلة فأنفقها وقدر أن يأتي ما يرد على الخراساني مكانها إلى أن ينصرف الخراساني من الحج فحدث للخراساني أمر قطعه عن الحج وعزم على الانصراف إلى بلده فصار إلى أبي حسان يلتمس ماله فتعلل عليه ودافعه وتحير وضاقت الحيلة عليه وعاد الخراساني مرارا فدافعه ثم وعده في يوم بعينه واشتد غمه وقلقه وأجمع على بذل وجهه إلى بعض إخوانه فلما كان في ليلة اليوم الذي وعد الرجل فيه امتنع عليه النوم من شدة قلقه فقام في بعض الليل فقصد دينار بن عبد الله فلما صار في بعض الطريق تلقاه رسول لدينار يسأل عن أبي حسان فلما سمع ذكره سأله عن سببه وتعرف إليه فقال له أبو علي دينار يقرأ عليك السلام ويقول لك قسمت شيئا على عيالنا وذكرت من في منزلك منهم فوجهت إليهم بعشرة آلاف درهم. فقبلها وحمد الله وصار إلى منزله فسلمها إلى الخراساني وصار إلى دينار بن عبد الله شاكرا له وعرفه خبره. فقال له دينار فأرانا إنما وجهنا بمال الخراساني فعلى ماذا يعتمد العيال وأمر له بعشرة آلاف درهم أخرى.

 وفي سنة ثمان عشرة ومائتين كتب المأمون من الثغر إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي والي بغداد في امتحان القضاة والشهود والفقهاء والمحدثين بالقرآن فمن أقر أنه مخلوق محدث خلى سبيله ومن أبى عليه أعلمه به ليأمر فيه  برأيه فأحضر إسحاق أبا حسان الزيادي وبشر بن الوليد الكندي وعلي بن أبي مقاتل والفضل بن غانم والذيال بن هيثم وسجادة والقواريري وأحمد بن حنبل وقتيبة وسعدويه الواسطي وعلي بن الجعد وسعد بن أبي إسرائيل وابن الهرش وابن علية الأكبر ويحيى بن عبد الرحمن الرياشي وشيخا آخر من ولد عمر بن الخطاب كان قاضي الرقة وأبا نصر التمار وأبا معمر القطيعي ومحمد بن حاتم بن ميمون ومحمد بن نوح المضروب وابن الفرحان وجماعة منهم النضر بن شميل وأبو علي عاصم وأبو العوام البزاز وابن شجاع وعبد الرحمن بن إسحاق فأدخلوا على إسحاق فقرأ عليهم كتاب المأمون مرتين حتى فهموه ثم كلّم رجلا رجلا منهم فيجيب بما يغالط به أو يصرح حتى قال لأبي حسان الزيادي ما عندك وقرأ عليه كتاب المأمون فأمر بما فيه ثم قال من لم يقل هذا القول فهو كافر.

 فقال له إسحاق: القرآن مخلوق هو؟ قال: القرآن كلام الله والله خالق كل شيء وأمير المؤمنين إمامنا وبسببه سمعنا عامة العلم وقد سمع ما لم نسمع وعلم ما لم نعلم وقد قلده الله أمرنا فصار يقيم حجنا وصلاتنا ونؤدي إليه زكوات أموالنا ونجاهد معه ونرى إمامته فإن أمرنا ائتمرنا وإن نهانا انتهينا قال: القرآن مخلوق فأعاد مقالته. قال إسحاق: فإن هذه مقالة أمير المؤمنين قال قد تكون مقالته ولا يأمر بها الناس وإن أخبرتني أن أمير المؤمنين أمرك أن أقول قلت ما أمرتني به فإنك الثقة فيما أبلغتني عنه. قال ما أمرني أن أبلغك شيئا. قال أبو حسان وما عندي إلا السمع والطاعة فأمرني آتمر قال ما أمرني أن آمركم وإنما أمرني أن أمتحنكم. فتركه والتفت إلى أحمد بن حنبل فسأله. قال الحافظ أبو القاسم وليس كما يظنه الناس من ولد زياد ابن أبيه وإنما تزوج أجداده أم ولد لزياد فقيل له الزيادي قال ذلك أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب بغداد.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.