المدرسة الإقليمية:

لا خلاف في أن المكان كان موضع اهتمام الإنسان ، فليس هناك مجتمع يعيش في فراغ، وإنما لكل مجتمع مكان أو إقليم خاص يرتبط به، وتحيط به ظروف بيئية معينة، تؤثر في حياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ويؤكد التاريخ الجغرافي أن الخلفيات النظرية لتحديد خصائص المكان ، كانت المحور الأساسي لجوهر العمل الجغرافي ؛ فالمشكلات الملحة الأولى التي واجهت الإنسان، كانت تتعلق بمكانه على سطح الأرض وخصائص ذلك المكان ، ولذلك يمكن أن ننظر إلى تاريخ الجغرافية كله على أنه تاريخ لمفهوم المكان في الجغرافية, وهذا لا يعني أن الجغرافية تدرس المكان لذاته ، فالمكان - أساساً - مجرد إطار فكري للأشياء ... إنما تدرس المحتوى المكاني (Content of area) على حد قول (مكارتي ، ولندبرج) أو التنظيم المكاني للنشاط البشري أو المجتمع الإنساني (Spatial system).