أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
3018
التاريخ: 6-12-2015
1938
التاريخ: 12-10-2014
1987
التاريخ: 2023-11-23
1331
|
الكلام هنا في أمرين :
أحدهما : وجود أصل الترتيب النزولي في الجملة قبال الترتيب المتحقق بأمر النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) . وهذا مما لا خلاف فيه من أحد .
ثانيهما : كيفية الترتيب في آحاد السور والآيات . والتحقيق عدم ثبوت ترتيب
النزول في جميع الآيات والسور بجزئياتها وآحادها - على ما نقله بعض الخاصة والعامة
- بدليل معتبر بل إنما ذكره الطبرسي وابن
النديم واليعقوبي وبعض علماء العامة على اختلاف . ولا حجة لواحد منهم على ما ادعاه
.
والوجه في ذلك أن الطبرسي روى
ترتيب نزول الآيات المكية والمدنية بأربعة طرق .
1. ما ذكره بقوله :
" حدثنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني القايني ، قال : أخبرنا الحاكم
أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني ، قال : حدثنا أبو نصر المفسر ، قال
حدثنى عمّي أبو حامد إملاءُ ، قال : حدّثني الفرازي أبو يوسف يعقوب بن محمد المقري
، قال : حدثنا محمد بن يزيد السلمي ، قال حدثنا زيد بن موسى ، قال : حدثنا عمرو بن
هارون عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس .
2و3و4 . ما ذكره
بقوله : " وقد رواه الأستاذ أحمد الزاهد باسناده عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه
عن ابن عباس في كتاب
الايضاح ... وباسناده عن عكرمة والحسين
بن أبي الحسن البصري ... وباسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب عن النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) (1) .
هذه الطرق الأربعة كلها ضعاف ؛ لما وقع في طريقها من رجال العامة المجاهيل ومن لم يثبت وثاقته .
هذا ، مع أن آخر ما نزل من السور المكية في هذا الترتيب سورة المطففين وآخر ما نزل من السور المدنية سورة التوبة .
مع ما عرفت من دلالة النصوص المعتبرة الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) أن آخر ما نزل من سور القرآن إنما سورة نصر .
وأما ابن واضح
اليعقوبي فقد روى ترتيب النزول عن محمد بن حفص بن أسد الكوفي ، عن محمد بن كثير
ومحمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن أبن عباس (2) .
وهذا الطريق - مضافاً الى ضعف رجاله وقطع الوسائط ؛ لعدم إمكان نقل ابن واضح عن ابن عباس بثلاثة
وسائط - يختلف عدداً وترتيباً مع ما رواه الطبرسي ، من
ترتيب نزول السور المكية ؛ إذ في نقل الطبرسي عدد هذه
السور خمسة وثمانون وآخرها المطففين . ولكن في نقل اليعقوبي عددها اثنتان وثمانون
وآخرها العنكبوت .
فالطريقان - مضافاً الى ضعفها - مختلفان عدداً وترتيباً . فلا حجية لهما ولا يمكن الاعتماد عليهما .
وكذا في الآيات المدنية . وقد روى اليعقوبي (3) ترتيب نزولها بغير سند - ويحتمل اعتماده على السند المزبور - ولكن جزم بأن تعدادها اثنتان وثلاثون سورة وجعل أولها سورة المطففين وآخرها المعوذتين .
وأما الطبرسي فقد جعل في ترتيبه المروي أول ما نزل سورة البقرة وآخره سورة التوبة .
وعليه فطريقهما في
ترتيب السور المدنية - مضافاً الى الضعف - مختلفان عدداً وبدئاً وختماً .
وأما طرق أهل العامة فضعفها ظاهرٌ .
فتحصل أن مقتضى التحقيق عدم الاعتداد والاعتبار بشيء من المرويات في ترتيب نزول سور القرآن وإنما المتبع في ذلك النصوص المعتبرة الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) . فكل مورد ثبت يجب الأخذ به ، وإلا فلا .
كما ورد الخبر الصحيح عنهم في تعيين أول وآخر ما نزل من سور القرآن ، وما ورد عنهم من النصوص الصحيحة الدالة على تقدم نزول بعض الآيات عن بعضها الآخر ، فحكموا بنسخ المتقدم بالمتأخر ، كما سبق ذكر ما دل من النصوص الصحيحة على نسخ قوله : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ } [المائدة : 5] من سورة المائدة بقوله : {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ} [البقرة : 221] من سورة البقرة ، وقوله : {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة : 10] من سورة الممتحنة .
نعم يفهم من بعض النصوص الصحيحة ترتيب بعض السور والآيات على حسب النزول . كما أشار إليه علي بن ابراهيم وغيره ، ولا يخفى على من تتبع في روايات أهل البيت (عليهم السلام) . وإنما المتبع في ذلك هو الدليل .
وأما ثمرة النسخ فإنما تترتب على ترتيب النزول فقط ، فلا دخل للترتيب الفعلي الموجود - المطابق لتريب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - في مسألة النسخ ، كما لا يخفى . وقد استويفنا البحث عن ذلك في مبحث النسخ من كتابنا " بدايع البحوث " والحلقة الأولى من هذا الكتاب .
_____________________________
1. راجع تفسير مجمع
البيان ، ج9-10 ، ص 405 .
2. تاريخ اليعقوبي ،
ج2 ، ص33 .
3. تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص43 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|