المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

STARK EFFECT
25-3-2021
George Keith Batchelor
22-1-2018
Sound system Vowels GOAL
2024-04-01
منظور الخلافة للمسلمين بعد النبي (ص)
8-4-2021
التأثير البايولوجي للنيكل The biological effect of nickle
2024-08-18
الطابع الغنائي في النقد العباسي
14-08-2015


قاتل في صف ابنك  
  
2604   01:56 صباحاً   التاريخ: 5-10-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص180-181
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

كانت القاعدة السابقة التي مضمونها (تقبل المدرسة بإيجابياتها وسلبياتها) تتحدث عن مساندة المدرسة، حتى ان كنت لا تتفق مع كل سياساتها. لكن ذلك ليس أمرا مطلقا – فأنت ملزم بمساندة المدرسة في سياساتها ونظمها لان هذا جزء من الصفقة ككل ، الا ان هناك موضوعات اخرى تخص ابنك قد تطرأ ، ولا يمكنك ان تدع المدرسة تتعامل معها.

ان طفلك يحتاج الى معرفة انك تقف الى جواره ، واذا ما حدثت أي مشكلة خطيرة فانك ستكون البطل الذي يدافع عن حقوقه – وفي بعض الاحيان يكون ابنك بحاجة بالفعل الى بطل ؛ فاذا كانت المدرسة لا تستطيع التعامل مع مشكلات التنمر ، او غير قادرة على تمييز حالة بطء التعلم التي يعاني منها ابنك ، او اذا كان احد المدرسين يجعل من حياة طفلك جحيما مطلقا ، فهنا عليك ان تتدخل وتقول شيئا ما. وطفلك بحاجة لليقين من انك موجود لمساندته اذا ما خرجت الامور عن السيطرة ؛ فهذا هو دور الاباء. والبديل الوحيد لذلك هو ان يراك ابنك وانت لا تسمح لمعاناته بأن تستمر.

ان طفلك يحتاج الى معرفة انك موجود لمساندته اذا ما خرجت الامور عن السيطرة.

قد يكون من العسير احيانا على الكبار ان يتذكروا احساس العجز الذي قد يعاني منه الأطفال ؛ بالمواقف التي نستطيع التوافق معها الان كانت تبدو محبطة بصورة مستحيلة حينما كنا صغارا. ان احتمال المواقف الصعبة والصبر عليها لشهور قد يعد شيئا محتملا الان ، اما حين كنا في الخامسة ، او حتى في الخامسة عشرة ، فان تلك الموقف كانت تبدو كأنها لا نهاية لها. انني ما زلت اشعر بذلك الشعور المقبض (المتكرر) الذي كنت اشعر به قبل أي حصة كان علي الاعتراف فيها بانني لم اقم بتأدية واجبات المدرسة (مجددا) ان حدث وأوقفتني الان في وجه نفس ذلك المدرس وهو يوبخني ، فبكل تأكيد استطيع الدفاع عن نفسي ومواجهة الامر ، لكني لم استطع ذلك حينها. ان الاطفال يتقبلون سلطة مدرسيهم بصورة مطلقة ، كما انهم لا يملكون المهارة او الشجاعة لمواجهة النظام وحدهم – وهنا يأتي دورك.

إنني أتساءل عما اذا كان من المناسب استخدام كلمة "قاتل" في تلك القاعدة ؛ وذلك لان الطرق الدبلوماسية دائما ما تجدي من المواجهات العنيفة ، كما انني لا ادعوك الى ان تقتحم مكتب مدير المدرسة وتلقي بمطالبك عليه. من المجدي دوما ان تدعهم يعرفون انك ترى الامور من وجهة نظرهم ، ثم بعد ذلك تعرفهم بوجهة نظرك. وهذا هو التصرف السليم الذي يتبعه الاب الحصيف؛ حيث انك تحتاج للتصرف حيال مثل تلك المواقف بكل حرص حتى تضمن انه لا يتم رفض مطالبك قبل تلقيها.

من المهم ان نؤكد ان القاعدة 63 تعمل بنجاح اذا ما كنت قد نفذت القاعدة 62 التي مضمونها (تقبل المدرسة بإيجابياتها وسلبياتها) بصورة جيدة. بمعنى اخر، اذا ما كان القائمون على المدرسة يعلمون انك ولي امر لا تشتكي دوما ، فسوف يستمعون اليك باهتمام اكبر حين تكون غير راض عن شيء ما. اما اذا كنت دائم الشكوى والانتقاد طوال حياة ابنك الدراسية ، فسوف يعلمون انك واحد من هؤلاء الاباء دائمي الشكوى ، ومن غير المحتمل ان يستمعوا اليك حين يطرأ شيء مهم يستحق ذلك. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.