ان اول ما يجب الاهتمام اليه هو تبويب الصفحات الداخلية بحيث تخصص كل منها لحقل او اكثر من الحقول التحريرية التي تتشعب وتتفاوت بين صحيفة واخرى حسب اهمية الصحيفة ومنهجها السياسي والفكري ونوعية الجمهور المعنية بمخاطبته والمجتمع الذي تسري به وتنوع نشاطات هذا المجتمع، وطبيعة الحياة السياسية والانسانية والاجتماعية فيه بالإضافة إلى حجم هيئة التحرير العاملة في الصحيفة وشبكة المراسلين والوكالات التي تستفيد الصحيفة من خدماتها الاخبارية.

ولاشك ان ثراء المجتمع واتساع حجم الانشطة المختلفة فيه ينعكس على تنوع اهتمامات صحفه ومجلاته، ناهيك عن الحرية التي تعمل الصحافة في حدودها. ونستطيع تحديد اهم المجالات والاهتمامات التي تخصص لها هذه الصحف صفحاتها الداخلية على النحو التالي:

وكل مجال من هذه المجالات. سواء احتل صفحة كاملة او صفحتين متتاليتين او اقل من ذلك. فإنها تأخذ تيبوغرافيا واخراجها الفني بما يتناسب مع نوعية المادة التحريرية التي تقدمها فهناك المادة التي تتطلب تقديم الكثير من العناوين الرئيسية والفرعية والصور الاخبارية والشخصية والجمالية، وهناك المادة التحريرية التي تتطلب من المخرج السعي بكل طاقته لجعلها تفوز باهتمام القراء بما يضيفه اليها من العناصر التيبوغرافية التي تساهم في تخفيف جمود الصفحة وازدحامها بالمعلومات والأرقام.

ويهتم المخرج الفني لدى اخراجه صفحة المرأة والطفل على سبيل المثال في العناية بالصور الجمالية واستخدام الألوان الجذابة اما صفحة الطفل فيتم التركيز فيها على الصور الواضحة والعناوين الكبيرة والحروف ذات الانباط الكبيرة البيضاء. وفي صفحة الفنون يتم نشر صور الفنانين والمشاهد المسرحية والسينمائية عندما تكون مادة التحرير مادة علمية وتخرج في قالب صحفي اي ان جوهر الموضوعات علمي وقالبها الخارجي صحفي، فيجب ملاحظة عدم الاسراف في استعمال العناصر التيبوغرافية الخارجة عن المألوف والمثيرة، مثل الصور الجمالية والبعيدة عن المادة التحريرية لجذب نظر القارئ لان هذا يصرفهم عن الاهتمام بموضوع المادة اما فيما يتعلق بصفحة الدين فان من الضروري العناية بوضع جدول بين موضوعات المادة حتى لا تختلف بعضها وتصبح في حاجة ماسة إلى دليل مرور القارئ يبين له نهاية الموضوع الاول من بداية الثاني كذلك الاهتمام بوضع رسوم توضيحية عن مضمون المادة التحريرية وان تكون العناصر التيبوغرافية في الصفحة موزعة حسب توازن هذه العناصر معاً مع اضافة بعض التباين في توزيع الموضوعات لكي تصبح الصفحة حية امام القارئ ومضيئة وتشيع فيها الحركة.