أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-7-2021
![]()
التاريخ: 26-7-2021
![]()
التاريخ: 25-6-2021
![]()
التاريخ: 2-6-2021
![]() |
إجراءات حفظ الطاقة
من البديهي أن التحول باتجاه سياسة طاقة جديدة يقتضي منا النظر الى كيفية تلبية حاجاتنا النهائية من الطاقة، كما يقتضي أيضا النظر الى الكيفية التي تستهلك بها الطاقة وما اذا كان في الامكان تقليل هذا الاستهلاك دون احداث تغييرات في راحة البشر أو رفاهيتهم.
تعتمد معظم الاجراءات المتبعة حاليا في دول العالم المختلفة على مطالبة الأفراد والشركات والمؤسسات الصناعية بتقليل الاستهلاك من الطاقة من خلال عدم تبذيرها، فاذا كان بالإمكان الاستغناء عن ضوء المصباح الكهربائي أثناء النهار مثلا فلا داعى لاستعماله، واذا كنت تشعر بالراحة في بيت أو مكتب على درجة ٢٥ م فلا داعي لتشغيل أجهزة التكييف وقتا أطول لخض درجة الحرارة الى.٢م، واذا كان في الامكان أن ينتقل كل خسة أفراد في سيارة واحدة فلا داعي أن يذهب كل منهم بسيارته، واذا كان الجو حارا والشمس ساطعة فلا داعي لتجفيف الملابس في مجففة كهربائية.
وهناك في الواقع العديد من الوسائل التي يمكن .واسعلها تقليل استهلاك الطاقة؛ ومن بين هذه الوسائل ما يترتب عليه تغيرات في عادات الناس اليومية كأن ينتشر استعمال خطوط المواصلات العامة بدل الاعتماد على السيارات الخاصة، وحتى السيارات الخاصة يستحسن أن تلجأ مجموعة من الناس الى استعمال سياراتهم بالتناوب لنقل بعضهم مع بعض بدل أن ينتقل كل على حدة، ومن فوائد توسيع النقل الجماعي أو شبه الجماعي أن يفقد الفرد عزلته التي يعيش فيها حين يكون في سيارته وحده، وسيضطر بدل ذلك الى الانخراط مع الآخرين والتحدث معهم والتعرف عليهم، وهذه النتيجة ليست سيئة اطلاقا بل هي افضل بكثير من حالة العزلة لأن التقاء الناس بعضهم ببعض وتعارفهم من أفضل الوسائل الاجتماعية لتقليل التوتر بين الأفراد وتعميق مفهوم الشعور بالأمن، والشخص الذي تراه وتلقاه يوميا يصبح بالنسبة لك مأمون الجانب وأهلا للثقة والشعور بالأمن نحوه أكث من انسان لم يسبق أن رأيته مسبقاً.
لسنا هنا في معرض الحديث عن علم الاجتماع أو علم النفس، غير أنه لا يمكن فصل موضوع الطاقة عن وجود البشر وعلاقاتهم اليومية، فقد ادى توفر الطاقة وشيوع استعمالها بالأشكال التي نعرفها الى تغيرات في حياة الأفراد وطرق تعاملهم، فنحن لم نعد بجاجة الى من يحضر لنا الأخشاب أو الفحم الى البيوت ولم نعد بجاجة الى الخروج الى الحقول لجمع الحطب اذ أن احتياجاتنا من الطاقة تأتي عبر أسلاك كهربائية من مصدر ليس ضروريا أن نعرف: أين يوجد؟ وكيف يعمل؟ ومن يعمل به ؟ ولم يعد ضروريا حتى أن نقابل من يقرأ العداد الكهربائي في بيوتنا ذ باستطاعتنا إخبار الجهة المسؤولة بذلك ودفع القيمة لموظف قد لا تراه مرتين في حياتك، وان حصل أن حفظت ذاكرتك اسمه فانه بالتأكيد لن يحفظ اسمك بسبب مئات المراجعين أمثالك، وربما لا يكون هناك ضرورة حتى لأن تفعل ذلك بل يمكنك أن تطلب من البنك الذي تتعامل معه أن يقوم بخصم فواتير الكهرباء والغاز شهريا دونما حاجة لأن يكون لك أدنى علاقة بكل ذلك الجهاز الضخم الذي يعمل في مؤسسات خدمات الطاقة.
من بين الاجراءات المختلفة لتقليل استعمال الطاقة يجري في العادة التركيز على الحفاظ على الطاقة المستهلكة في البيوت والبنايات لأغراض التدفئة والتبريد، أن الدول الصناعية المتقدمة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة بشكل طاقة حرارية على درجة حرارة أقلمن١٠م، ويندرج تحت هذا البند من الاستهلاك تلك الطاقة المستخدمة في تدفئة البيوت وتبريدها، وما دمنا نتكلم عن دول ذات طقس بارد بشكل عام (باستثناء بعض مناطق الولايات المتحدة الأمريكية) فان التدفئة وتسخين المياه للاستعمالات المنزلية تنال نصيبا كبيرا من هذه الطاقة، ففي الولايات المتحدة لأمريكية يستهلك حوالي ربع الطاقة الاجابة في أغراض التبريد والتدفئة وتسخين المياه، وفي أوروبا الغربية يسهلك أكثر من ربع الطاقة الاجابة في أغراض التدفئة وتسخين المياه.
وأما بالنسبة لمنطقة الخليج فان طبيعة الطقس السائد في المنطقة لا تتطلب تدفئة البيوت والبنايات بقدر ما يتطلب الأمر تبريدها، إن تبريد البنايات في منطقة الخليج أمر جد شائع وكلنا يعرف هذه الحقيقة ويعيشها، لكن يترافق مع هذه الحقيقة حقيقة أخرى تقول: إننا نستهلك كميات كبيرة من الطاقة من أجل تشغيل المكيفات في البيوت والبنايات، ففي الكويت مثلا يستهلك حوالي 60% من الطاقة الكهربائية المنتجة لأغراض التبريد، وفي أبوظبي يستهلك حوالي 90% من الطاقة الكهربائية المستعملة في المنازل لأغراض التبريد، وكما ذكرنا سابقا فان كفاءة محطات توليد الطاقة الكهربائية لا تتعدى 35% لو أضفنا الى ذلك ما يفقد من الطاقة الكهربائية أثناء انتقالها عبر الأسلاك من محطات التوليد الى مكان الاستهلاك وأضفنا الى ذلك كفاءة جهاز التبريد نفسه لاكتشفنا اننا في الواقع لا نعمل اا على كفاءة اجمالية لا تتعدى 20-25%، إن هذا يعني بكل بساطة أنه مقابل كل وحدة طاقة كهربائية نستعملها ونستفيد منها نقوم بتبذير ثلاث أو أربع وحدات من الطاقة الأولية.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|