أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
1461
التاريخ: 26-9-2016
1233
التاريخ: 2024-03-31
868
التاريخ: 26-9-2016
2159
|
تقدم أن من الشروط في الدعاء هي شروط الكمال له ، ولا ريب في حسن مراعاتها في هذه الحالة ، التي يرغب الداعي استجابة دعواته ، وهي كثيرة.
الأول : الطهارة من الحدث والخبث ، لقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة : 222].
الثاني : الدعاء بالمأثور عن المعصومين ، لأنه تكلم مع الله عز وجل ، كما أن القرآن تكلم الله مع العبد ، فينبغي في الدعاء أن يكون مأثوراً ، ومستندا الى الشرع ، قال تعالى : {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر : 10] ، وقال عز وجل : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج : 24].
وعن صدر المتأهلين ( قدس الله نفسه الشريفة ) : " فكما أن أجساد البشر تكرم بكرامة الروح ، فكذلك أصوات الكلام ، تكرم وتشرف بشرافة الحكمة التي فيها " ، فلا بد للدعاء من نزوله من محل أمين ، ومهبط شريف ، وإرساله من نفوس زكية ذكية ، حتى يناسب الخطاب مع العظيم ، كما تدل عليه روايات كثيرة.
نعم ، فرق بين الدعاء والمسالة ، فإن الأخيرة لا يشترط فيها ذلك ،
بل يكفي بكل ما جرى على اللسان ، حتى يوجهه تعالى إلى الطريق الصحيح ، أو يقضي حوائجه ويحل مشاكله ، قال زراره للصادق (عليه السلام) : " علمني دعاء ، فقال (عليه السلام) : إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك " ، والمراد به المسألة وطلب الحاجة.
الثالث : أن يكون الدعاء بالأسماء الحسنى وغيرها من أسماء الله تعالى ، فعن الرضا (عليه السلام) ، عن آبائه عن علي (عليه السلام) ، قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لله عز وجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له ، ومن أحصاها دخل الجنة "، وقال الله عز وجل : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف : 180] ، وعن الصادق (عليه السلام) : " وأكثر من أسماء الله عز وجل ، فإن أسماء الله كثيرة ".
الرابع : تقديم تمجيد الله والثناء عليه ، والإقرار بالذنب والاستغفار منه ، ففي الكافي: عن الحارث بن المغيرة قال : " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة ، حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل ، والمدح له ، والصلاة على النبي (صلى الله عليه واله) ، ثم يسأل الله حوائجه ".
وعن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً : " إنما هي المدحة ، ثم الثناء ، ثم اللإقرار بالذنب ، ثم المسألة ، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار".
وعن علي (عليه السلام) : " السؤال بعد المدح ، فامدحوا الله عز وجل ، ثم اسألوا الحوائج ، أثنوا على الله عز وجل وامدحوه قبل طلب الحوائج "، والمراد بالثناء والتمجيد ، مطلق ما يكون ثناء وتمجيدا.
الخامس : أن يشتمل على ذكر محمد وآل محمد ، لأنهم وسائط الفيض ووجهاء الخلق ، ففي الكافي : عن أبي عبد الله (عليه السلام) : " كل دعاء يدعى الله عز وجل به ، محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد " ، وعن هشام بن سالم ، عن الصادق (عليه السلام) : " لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلي على محمد وآل محمد".
وعن صفوان الجمال ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا : " كل دعاء يدعى الله عز وجل به ، محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد ".
وعن أبي عبد الله - أنه قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : صلاتكم علني إجابة لدعائكم ، وزكاة لأعمالكم ".
السادس : أن يكون الدعاء بعد الانقطاع إليه عز وجل ، ورقة القلب والبكاء ، ففي الكافي : عن أبي بصير ، عن الصادق (عليه السلام) : " إذا رق أحدكم فليدع ، فإن القلب لا يرق حتى يخلص ".
وعن الصادق (عليه السلام) : " إذا اقشعر جلدك ودمعت عيناك ، فدونك دونك فقد قصد قصدك ".
وعن سعد بن يسار : " قلت لأبي عبد الله : إتي أتباكى في الدعام وليس لي بكا، نال ا: نعم، ولو مثل راس الذباب،.
وعن عنبة العابد عن الصادق - : " إن لم تكن بكاء فتباك ". وقد اعتبر بعض العلماء ( رحمهم الله تعالى ) أن بعض مراتب الانقطاع التام إليه عز وجل إذا كانت الحالة جامعة للشرائط من الاسم الأعظم ، وقد جربت ذلك في بعض أسفاري إلى بيت الله الحرام بعد انقطاع الرجاء إلا منه.
فكان ما كان مما ليست اذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر السابع : الدعاء في الأوقات المعينة ، وهي كثيرة ، منها السحر وآخر الليل ، فعن رسول الله (صلى الله عليه واله) : " خير وقت دعوتم الله الأسحار ".
وعن الصادق (عليه السلام) : " من قام من آخر الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه ، فإن قام آخر الليل فتطهر وصلى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه واله) ، لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه ، إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه ، وإما أن يدخر له ما هو خير له منه ".
ومنها : الصباح والمساء ، فعن الصادق (عليه السلام) : " إن الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، سنة واجبة مع طلوع الشمس والمغرب ".
ومنها : عند نزول المطر، وزوال الشمس، وهبوب الرياح، وقتل الشهيد ، وقراءة القرآن ، والآذان ، وظهور الآيات. ففي الكافي : عن زيد الشحام ، قال أبو عبد الله - : " اطلبوا الدعاء في أربع ساعات : عند هبوب الرياح ، وزوال الأفياء ، ونزول المطر ، واول قطرة من دم القتيل المؤمن ، فإن أبواب الماء تفتح عند هذه الأشياء ".
وعن الصادق (عليه السلام) ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : " اغتنموا الدعاء عند أربع ، عند قراءة القرآن ، وعند الآذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة ".
وعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : " كان ابي إذا كانت له إلى الله حاجة ، طلبها في هذه الساعة ، يعني زوال الشمس ".
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله) : " من أذى لله مكتوبة ، فله في إثرها دعوة مستجابة ".
ومنها : الأزمنة المتبركة ، مثل ليلة الجمعة ، وليالي القدر ، وشهر رمضان ، وشهر رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة عرفة ويومها ، والعيدين ، وغيرها مما هو كثير كما في كتب الأدعية.
الثامن : الدعام في الأمكنة المتبركة ، مثل الحرم الإلهي المقدس ، والمسجد الحرام ، ومسجد النبي (صلى الله عليه واله) ، وعند الأئمة الكرام ، أو المساجد الأربعة وغيرها من المساجد.
التاسع : الدعاء بعد تقديم الصدقة وشم الطيب ، فعن الصادق (عليه السلام) : " كان أبي إذا طلب الحاجة طلبها عند الزوال ، فإذا أراد ذلك قدم شيئاً فتصدق به ، وشم من طيب ، وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله ".
العاشر : مراعاة الأدب ، وتجنب اللحن في الدعاء ، ففي عدة الداعي عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال : " ما استوى رجلان في حسب ودين قط ، إلا كان أفضلهما عند الله عز وجل أأدبهما ، قال : قلت : جعلت فداك ، قد علمت فضله عند الناس في النادي والمجالس ، فما فضله عند الله عز وجل ؟
قال : بقراءة القرآن كما أنزل ، ودعائه الله عز وجل من حيث لا يلحن ، وذلك أن الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله عز وجل ".
ويمكن أن يستفاد ذلك من كراهة اخترع الدعاء من نفس الداعي ، فإن في الدعوات المأثورة عن نبينا الاعظم والأئمة الهداة غنى وكفاية ، فهم أعرف بالأدب مع الله تعالى ، وكيفية التكلم معه من سائر الرعية ، لأنهم سدنة الملك وعيبة علم الله وخزان وحيه.
الحادي عشر : رفع اليدين حال الدعاء ، ففي عدة الداعي : " إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يرفع يديه إذا ابتهل ودعا ، كما يستطعم المسكين ".
وعن محمد بن مسلم قال : " سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل : {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } [المؤمنون : 76].
قال (عليه السلام) : الاستكانة هي الخضوع والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما ".
وعن الباقر (عليه السلام) : " ما بسط عبد يده إلى الله عز وجل ، إلا استحييي الله أن يردها صفرا ، حتى يجعل فيها من فضله ورحمته ما يشاء ، فإذا دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح بها على رأسه ووجهه "، والروايات في رفع اليدين والتبصبص بالأصابع كثيرة ، مروية عن الفريقين. وكل ذلك من جهة حصول الخضوع والخشوع للداعي ، وتقربه إلى المدعو ، لا لأجل أنه تعالى يختص بمكان دون مكان وزمان دون آخر.
الثاني عشر : الدعاء سراً ، ففي الكافي : عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : " دعوة العبد سرا ، دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية " ، والوجه في ذلك لأنه أحفظ في الإخلاص ، وأبعد عن شوائب الرياء.
الثالث عشر : العموم في الدعاء ، فإنه آكد في الاستجابة ، ففي الكافي : عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إذا دعا أحدكم ، فليعلم ، فإنه أوجب للدعاء ".
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله) : " من صلى بقوم فاختض نفسه بالدعاء دونهم ، فقد خانهم " ، وقد وردت روايات كثيرة على أن دعاء المؤمن لأخيه المؤمن مستجاب ، وأن للداعي مثل ما يدعو لأخيه وأكثره.
الرابع عثر : لبس الداعي خاتم عقيق أو فيروزج ، فقد روى ابن بابويه عن الصادق (عليه السلام) : " ما رفعت كف إلى الله أحب من كف فيها عقيق ".
وفي عدة الداعي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : " قال رسول الله (عليه السلام) : قال الله عز وجل : إني لأستحيي من عبدي ، يرفع يده وفيها خاتم فيروزج فأردها خائبة ".
الخامس عشر : أن يكون الدعاء لتكميل النفس ، والحوائج الشرعية وسؤال المغفرة ورضوان الله ونعم الجنة ، أي يكون جامعاً للدنيا والآخرة ، بحيث يكون نفعه غير منقطع ، وأثره لا يضمحل ، وفي الدعوات المقدسة المأثورة من ذلك شيء كثير ، منها : ما يسمى بدعاء الفرج ، وهو مذكور في كتب الأدعية.
ثم إن الدعاء مطلوب لنفسه ، ومحبوب لذاته ، ولا تختص محبوبيته بوقت دون وقت ، ولا مكان دون آخر ، ولا بلغة دون أخرى ، بل هو محبوب في جميع الأحوال والأوقات والأمكنة.
نعم ، لبعض الأيام والليالي والأمكنة المقدسة ، دخل في مراتب فضله ، لا في أصل صحته ومحبوبيته ، وإذا توفرت شروط صحة الدعاء ، وشروط كماله ، ووقع الدعاء مورد الاستجابة ، فإنه قد يوجب التغيير في العالم ، منا يوجب تحير ذوي الألباب ، ولا ريب في ذلك كما مر ، فإن الدعاء عظيم أثره ، لأنه حضور العبد الذليل لدى المولى الجليل ، وتوجه نحو التوحيد الفطري ، فلا تغفل عنه ، ولا تعرض بوجهك عنه ، فإن المحروم من حرم من الدعاء ، ولا تجعل للشيطان على عقلك سبيلا بشبهاته ، فإنه عدو للإنسان ، يحاول أن يجنب العبد عن الدعاء ، لأنه من أعظم السبل في رده ، والله الهادي وهو المولى ونعم النصير.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|