أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2019
2083
التاريخ: 1-4-2020
1860
التاريخ: 26-9-2016
1036
التاريخ: 29-8-2021
2121
|
دعاء الاستفتاح ، أول كلماته : (وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض) ، و معلوم أن المراد بالوجه هنا هو وجه القلب دون الوجه الظاهر، لأن اللّه سبحانه منزه عن الامكنة و الجهات حتى توجه اليه الوجه الظاهر.
فأنت تدعي في هذا الكلام ان قلبك متوجه إلى فاطر السماوات و الأرض ، فإياك ان يكون اول مفاتحتك للمناجاة بالكذب و الاختلاق ، إذ لو كان قلبك متوجها إلى امانيه ، و همه في البيت و السوق ، او واقعا في أودية الوساوس ، او كان غافلا ، لم يكن مقبلا على اللّه متوجها إليه و كنت كاذبا في اول مخاطبتك مع ربك.
فاجتهد ان ينصرف قلبك عما سواه ، و تقبل عليه في هذا الوقت ، وان عجزت عنه على الدوام لئلا تكون كاذبا في اول كلامك , وإذا قلت : (حنيفا مسلما) ، فاخطر ببالك أن المسلم هو الذي سلم المسلمون من يده و لسانه ، فان لم تكن موصوفا بهذا الوصف كنت كاذبا ، فاجتهد ان تعزم عليه في الاستقبال ، و ان تندم على ما سبق من الأحوال , و إذا قلت , (وما انا من المشركين) فاخطر ببالك الشرك الخفي ، و كونه داخلا في الشرك ، لأطلاق الشرك على القليل و الكثير. فلو قصدت بجزء من عبادتك غير اللّه ، من مدح الناس و طلب المنزلة في قلوبهم ، كنت مشركا كاذبا في هذا الكلام , فانف هذا الشرك عن نفسك ، واستشعر الخجلة في قلبك ، بأن وصفت نفسك بوصف ليست متصفة به في الواقع , وإذا قلت : (محياي ومماتي للّه رب العالمين)، فاعلم ان هذا حال عبد مفقود لنفسه، موجود لسيده، فان عن ذاته، باق بربه، بحيث لا يرى لذاته من حيث هي قدرة و قوة ، بل يعلم حياته و بقاءه من اللّه - تعالى - ، و لا تكون حركاته و سكناته الا للّه تعالى.
فالقائل بهذا الكلام ، اذا رأى لنفسه من حيث هي قدرة واثرا ، او صدر عنه فعل : من الرضا او الغضب ، او القيام ، او القعود ، او الرغبة في الحياة ، او الرهبة من الموت لأمور الدنيا كان كاذبا .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|