أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2017
2898
التاريخ: 21-2-2021
1647
التاريخ: 8-11-2016
5566
التاريخ: 22-1-2017
2525
|
الأصنام ، والكعبة :
ويقولون : إن عمرو بن لحيّ ، كبير خزاعة ، عندما كان يتولى أمر البيت ، سافر إلى الشام ، وحمل معه منها الصنم المسمى ب «هبل» ووضعه على الكعبة ، وكان أول صنم وضع عليها ، ثم أتبعه بغيره ، وفي ذلك يقول شحنة بن خلف الجرهمي :
يا عمرو إنك قد أحدثت آلهة
شتى بمكة حول البيت أنصابا
وكان للبيت ربا واحدا أبدا
فقد جعلت له في الناس أربابا
قالوا : «وكان قوله ـ أي عمرو بن لحي ـ فيهم كالشرع المتبع ؛ لشرفه فيهم ، ومحلته عندهم ، وكرمه عليهم» (١).
فشاعت عبادة الأصنام بين العرب ، وأصبحت كل قبيلة تضع لها صنما على الكعبة ، تختلف إليه من جميع الأقطار ، حتى صار بها أكثر من (٣٠٠) صنم ، أو تنصبه في الموضع المناسب لها ، فإذا أرادوا الحج وقفوا عند الصنم ، وصلوا عنده ، ثم يلبون حتى يصلوا إلى مكة (٢).
واتخذ أهل كل دار صنما يعبدونه في دارهم ، فإذا أراد الرجل سفرا تمسح به حين يركب ، وإذا قدم تمسح به أول ما يصل قبل أن يصل إلى أهله.
وكان ذلك هو حجة من قال : إن العرب لم تكن تعبد الأصنام قبل عمرو بن لحي (٣).
وثمة رأي آخر يقول : إن بني إسماعيل كانوا لا يفارقون مكة حتى كثروا ، وضاقت بهم مكة ، ووقعت بينهم الحروب والعداوات ، وأخرج بعضهم بعضا ، فاضطروا إلى التفرق في البلاد ، وما من أحد منهم إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم ؛ فحيث ما نزلوا وضعوه فطافوا به ، كطوافهم بالكعبة ، حتى أدى بهم ذلك إلى عبادة تلك الحجارة ، ثم جاء من بعدهم ؛ فنسوا ما كان عليه آباؤهم من دين إسماعيل ، فعبدوا الأوثان (4) وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها ، من تعظيم البيت والطواف به ، والحج والعمرة ، والوقوف على عرفة ومزدلفة ، وإهداء البدن ، والإهلال بالحج والعمرة ، مع إدخالهم فيه ما ليس منه (5).
ونحن نرجح أن هذا الأخير هو سر عبادتهم للأوثان ، وأما عمرو بن لحي ، فالظاهر أنه أول من وضع الأصنام على الكعبة ، أو حولها ، وتبعه غيره ، وربما يشهد لذلك أن مجيئه بالصنم من الشام لا بد أن يسبقه ـ بحسب العادة ـ نوع قبول للأصنام ، وتعظيم لها هذا ، إن لم نقل : إنه يعني : أنه كان يعبد الأصنام قبل أن يذهب إلى الشام.
وما يهمنا هنا هو الإشارة إلى ما كان للكعبة من مكانة لدى الإنسان العربي ، فضلا عن غيره ، سواء في الوقت الذي كان يعبد فيه الأوثان ويعظمها ، أو في تلك الظروف التي بدأ يشعر فيها بعض الناس بسخافة عبادة الأوثان ، وعدم معقوليتها.
وبالنسبة للمراد من الصنم فإنهم يقولون : «إذا كان معمولا من خشب أو ذهب ، أو من فضة صورة إنسان ، فهو صنم ، وإذا كان من حجارة فهو وثن» (6).
__________________
(١) البداية والنهاية ج ٢ ص ١٨٧ والسيرة الحلبية : ج ١ ص ١٠ و ١١ ، وراجع :
الأصنام ص ٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٥٥.
(٣) راجع : السيرة الحلبية : ج ١ ص ١٠ و ١١.
(4) راجع : البداية والنهاية ج ٢ ص ١٨٨ ، والمستطرف ج ٢ ص ٧٥ عن ابن إسحاق ، والأصنام ص ٦ وغير ذلك.
(5) الأصنام : ص ٦.
(6) الأصنام : ص ٥٣.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|