المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

حفظ كرامة الطرف الآخر
4-2-2022
الحرب والاسرى‏ في القران الكريم
21-01-2015
ambiguity (n.)
2023-05-19
القول في الفصل بين المعجز والحيل‏
3-08-2015
الأمراض النيماتودية التي تصيب القرنفل
2023-07-26
عدم الإحسان الى الطفل وتكريمه
21-4-2016


المولود الأعظم بركة  
  
11288   04:18 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص471-477.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / الولادة والنشأة /

اسم الإمام التاسع هو محمد، وكنيته أبو جعفر ؛ ولقبه: التقي والجواد، ولد في رمضان من سنة 195 هـ في المدينة ، أُمّه سبيكة من آل مارية القبطية زوج نبي الإسلام وكانت تتمتع بفضائل أخلاقية سامية، وكانت أفضل نساء عصرها، حتى قال الرضا عنها: قدست أُمّ ولدته قد خلقت طاهرة مطهرة ولما مات أبوه الكريم كانت سنّه ثمانية أعوام تقريباً واستشهد وله خمس وعشرون سنة.

ودفن في مقابر قريش ببغداد إلى جانب جدّه موسى بن جعفر (عليمها السَّلام) .

وعاصر الإمام التاسع في كلّ فترة إمامته خليفتين عباسيين، هما: المأمون (193ـ 218هـ) والمعتصم (218ـ 227هـ) وقد اجبراه كلاهما على القدوم إلى بغداد، ووضعاه ووفقاً للطريقة السياسية التي اتخذها المأمون تجاه الإمام الرضا في العاصمة تحت المراقبة .

وعادة ما كان يذكر الإمام الجواد في أُسرة الإمام الرضا والأوساط الشيعية بأنّه المولود الذي لم يولد أعظم منه بركة، كما يقول أبو يحيى الصنعاني كنت عند أبي الحسن الرضا فجيء بابنه أبي جعفر وهو صغير، فقال (عليه السلام) :  هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه .

والظاهر انّ الإمام كان يذكر ابنه الكريم بهذه الصفة دائماً ولمناسبات مختلفة وكان هذا الأمر مشهوراً بين الشيعة وأصحاب الإمام الرضا، والشاهد على ذلك هو ما قاله اثنان من الشيعة هما: ابن أسباط وعبّاد بن إسماعيل: إنّا لعند الرضا (عليه السلام) بمنى إذ جيء بأبي جعفر (عليه السلام) ، قلنا: هذا المولود المبارك؟

قال (عليه السلام) : نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه ؛ وقال أبو يحيى الصنعاني أيضاً: دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة وهو يقشر موزاً ويطعم أبا جعفر (عليه السلام) ، فقلت له: جعلت فداك هو المولود المبارك؟

قال (عليه السلام) : نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه .

ولعلّه يتصوّر في البداية انّ المراد من هذا الحديث هو انّ الجواد (عليه السلام) كان أعظم بركة للشيعة من بقية الأئمّة السابقين بينما هذا التصوّر غير مقبول. بل انّ دراسة الظروف وملاحظة الأدلّة والروايات تدلّ على أنّ المراد من هذا الحديث هو انّ ولادة الإمام الجواد قد حدثت في ظروف مباركة للشيعة، بمعنى انّ فترة إمامة الإمام الرضا فترة خاصة حيث واجه الإمام بعض المشاكل في تعيين الخليفة بعده، ولم تكن تلك المشاكل موجودة في عصر الأئمّة السابقين، حيث قد ظهرت بعد استشهاد الإمام الكاظم فرقة الواقفية وقد أنكرت هذه الفرقة إمامة الرضا بدوافع مادية من ناحية، ومن ناحية أُخرى بلغ عمر الإمام الرضا الأربع والأربعين سنة وهو لم ينجب، وكانت الروايات المنقولة عن النبي تقول بأنّ الأئمّة اثنا عشر من ولد الإمام الحسين، فأصبح عدم وجود الخليفة الابن للإمام وإمامته وامتدادها مثاراً للتشكيك، فراحت تتخذ الواقفية ذلك ذريعة لإنكار إمامة الإمام الرضا (عليه السلام) .

وممّا يدلّ على ذلك اعتراض حسين بن قياما الواسطي على الإمام الثامن في ذلك وجواب الإمام عنه فقد كتب ابن قياما وهو من رؤساء الواقفية رسالة إلى الإمام الرضا يتّهمه فيها بالعقم: كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟!

فكتب الإمام في جوابه: وما علمك انّه لا يكون لي ولد، واللّه لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني اللّه ولداً ذكراً يفرق بين الحقّ والباطل ؛ ولم ينحصر أُسلوب ابن قياما الإعلامي هذا في هذه المرة، بل راح يكرّر ذلك وبمناسبات مختلفة، وكان الإمام يرد عليه ويدحض حججه دائماً إلى أن قطعت ولادة الإمام الجواد دابر الفتنة وقوي موقف الإمام وشيعته الذين كانوا في موقف حرج وارتفع شأن التشيع من خلال ذلك ؛ وقد بلغت تشكيكات الواقفية وأعداء أهل البيت درجة و رغم انّ ولادة الإمام الجواد دحضت أدلّة الواقفية جعلت بعض أقرباء الإمام الرضا يتمادون في جسارتهم وجرأتهم لدرجة انّهم أنكروا كون الإمام الجواد ابناً للإمام الرضا كلّ ذلك حسداً وجهلاً؟! ولم يجدوا في تهمتهم الغادرة واللاإسلامي التي أرادوا من خلالها أن يعبّروا عمّا يدور في خلدهم من أفكار إلاّ التمسك بعدم التشابه بين الأب والابن من ناحية البشرة تلك الذريعة الواهية التي لا تخدع إلاّ البسطاء من الناس، وراحوا يجعلون سمرة وجه الإمام الجواد ذريعة لتشكيكهم ويقولون: ما كان فينا إمام قط حائل اللون !!

فقال لهم الإمام الرضا : هو ابني .

قالوا: فإنّ رسول اللّه قد قضى بالقافة فبيننا وبينك القافة .

قال (عليه السلام) : ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم ؛ فلمّا جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عاتقه مسحاة، وقالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه، ثمّ جاءوا بأبي جعفر، فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقال القافة: ليس له هاهنا أب ولكن هذا عمّ أبيه وهذا عمّ أبيه وهذا عمه وهذه عمّته وإن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان فان قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن الرضا قالوا: هذا أبوه، وهنا قام علي بن جعفر عمّ الرضا و قبّل الإمام الجواد وقال: اشهد انّك إمامي عند اللّه .

وهكذا تفشل دسائس ومؤمرات أعداء الإمام لإطفاء نور اللّه مرّة أُخرى ويفضحهم اللّه ثانية .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.