أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1965
التاريخ: 15-7-2021
2229
التاريخ: 30-9-2021
1714
التاريخ: 5-4-2019
3189
|
هي : الامتناع والترفع عمّا لا يحل أو لا يجمل ، من شهوات البطن والجنس ، والتحرّر من استرقاقها المُذِل .
وهي من أنبل السجايا ، وأرفَع الخصائص الدالة على سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، وعزّ الكرامة ، وقد أشادت بفضلها الآثار : قال الباقر (عليه السلام ) : ( ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن وفرج ) (1) .
وقال رجل للباقر ( عليه السلام ) : ( إنّي ضعيفُ العمل ، قليل الصلاة قليلُ الصيام ، ولكنّي أرجو أنْ لا آكلَ إلاّ حلالاً ، ولا أنكَح إلاّ حلالاً .
فقال له : ( وأيّ جهاد أفضل من عفّة بطن وفرج )(2).
وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه واله) : (أكثر ما تلِج به أُمّتي النار ، الأجوَفان البطْن والفرج)(3).
حقيقة العفّة :
ليس المراد بالعفّة ، حرمان النفس مِن أشواقها ، ورغائبها المشروعة ، في المطعَم والجنس وإنّما الغرَض منها ، هو القَصد والاعتدال في تعاطيها وممارستها ، إذ كلّ إفراط أو تفريط مضرٌّ بالإنسان ، وداعٍ الى شقائه وبُؤسه , فالإفراط في شهَوَات البطن والجنس ، يفضيان به إلى المخاطر الجسيمة ، والأضرار الماحقة .
والتفريط فيها كذلك ، باعث على الحرمان مِن متع الحياة ، ولذائذها المشروعة ، وموجبٌ لهزال الجسد ، وضعف طاقاته ومعنويّاته .
الاعتدال المطلوب :
من الصعب تحديد الاعتدال في غريزَتَيّ الطعام والجنس ، لاختلاف حاجات الأفراد وطاقاتهم فالاعتدال في شخصٍ قد يُعتبَر إفراطاً أو تفريطاً في آخر .
والاعتدال النِّسبِي في المأكل هو : أنْ ينال كلّ فردٍ ما يُقيم أودّه ويسدّ حاجته من الطعام ، متوقّياً الجشَع المقيت ، والامتلاء المرهق .
وخير مقياس لذلك هو ما حدّده أمير المؤمنين ، وهو يُحدّث ابنه الحسن (عليه السلام) : ( يا بني إلاّ أُعلّمك أربع كلمات تستغني بها عن الطبّ ؟ , فقال : بلى يا أمير المؤمنين , قال: لا تجلس على الطعام إلاّ وأنت جائع ، ولا تقم عن الطعام إلاّ وأنت تشتهيه ، وجوّد المضغ ، وإذا نِمت فأعرض نفسك على الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطبّ ) .
وقال :( إنّ في القرآن لآية تجمع الطبّ كلّه : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف : 31](4).
والاعتدال التقريبي في الجنس هو تلبيةَ نداء الغريزة ، كلّما اقتضتها الرغبة الصادقة ، والحاجة المحفّزة عليه .
محاسن العفّة :
لا ريب أنّ العفة ، هي مِن أنبل السجايا ، وأرفع الفضائل ، المُعربة عن سموّ الإيمان ، وشرف النفس ، والباعثة على سعادة المجتمع والفرد .
وهي الخلّة المشرَّفة التي تُزيّن الإنسان ، وتسمو به عن مُزريات الشره والجشَع ، وتصونه عن التملّق للّئام ، استدراراً لعطفهم ونوالهم ، وتحفّزه على كسب وسائل العيش ورغائب الحياة بطرقها المشروعة ، وأساليبها العفيفة .
_______________________
1- الوافي : ج 3 , ص 65 , عن الكافي .
2- البحار : م 15 , ج 2 , ص 184 عن محاسن البرقي وقريب منه في الكافي .
3- البحار : م 15 , ج 2 , ص 183 , عن الكافي .
4- سفينة البحار : م 2 , ص 79 , عن دعوات الراوندي .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|