أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-2-2017
1713
التاريخ: 27-5-2017
2637
التاريخ: 15-6-2018
6647
التاريخ: 5-11-2017
1836
|
التحالف على هدم الإسلام :
ذكر الزمخشري ، من أن أمويا وأنصاريا تفاخرا ؛ فذكر له الأموي الأمويين الذين توفي النبي «صلى الله عليه وآله» وهم عمال له.
فقال الأنصاري : صدقت ، ولكنهم حالفوا أهل الردة على هدم الإسلام.
فكأنما ألقمه حجرا (1).
غيض من فيض :
كان ما تقدم من النصوص غيضا من فيض ، مما يدل على رأي واعتقاد وسياسة الحكام تجاه الإسلام ، ورموزه ، ومقدساته. وتجاه الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله».
ولكنه ليس هو كل شيء ، فثمة نصوص بالغة الكثرة تدل على ذلك أو تشير إليه.
وحيث إن استيعابها خارج عن حدود الطاقة ، فإننا نكتفي بما أوردناه.
لننتقل في بحثنا إلى ما يزيد الحقيقة وضوحا ، ويستكمل ملامح الصورة التي أريد طمسها ، بطريقة أو بأخرى ، ولسبب أو لآخر.
فنقول :
الدوافع والأهداف :
وأما لماذا يحاولون النيل من المقدسات الإسلامية ، وبالأخص من شخصية الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، والحط من كرامته ، فلعل ذلك يعود إلى الأمور التالية :
١ ـ الكيد السياسي الأموي ضد الهاشميين ، خصومهم قديما وحديثا ، بما فيهم النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، والذي أصبح هو مصدر العزة والشرف والمجد لكل أحد ، ولا سيما الهاشميين.
٢ ـ تبرير كل انحرافات وتفاهات الهيئة الحاكمة ، والتقليل من بشاعة ما يرتكبونه من موبقات في أعين الناس.
على اعتبار : أنه ليس ثمة فواصل كبيرة بين مواقف وتصرفات هؤلاء ، وبين تصرفات ومواقف الرجل الأول والمثال ، فهي وإن اختلفت كمية وشكلا ، ولكنها لا تختلف مضمونا وهدفا.
٣ ـ إرادة دفن هذا الدين ، والقضاء عليه نهائيا ، ما دام أنه يضر بمصالحهم ، ويقف في وجه شهواتهم ، وأهوائهم ومآربهم ، إلا في الحدود التي لا تضر في ذلك كله ، بل تبرره وتقويه ، وترفده وتنمّيه.
٤ ـ الحصول على بعض ما يرضي غرورهم ، ويؤكد شوكتهم وعزتهم ، ويظهر قوتهم وجبروتهم.
٥ ـ عدم وجود قناعة كافية لدى الكثيرين منهم بأن محمدا «صلى الله عليه وآله» نبي مرسل حقا ، وقد صرح بذلك أمير المؤمنين «عليه السلام» في بعض كلامه ، حيث يقول :
«.. إن العرب كرهت أمر محمد «صلى الله عليه وآله» وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته ، ونفرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته ، ولو لا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة ، وسلّما إلى العز والإمرة ، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا ، ولارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعا ، وبازلها بكرا ، ثم فتح الله عليها الفتوح ، فأثرت بعد الفاقة ، وتمولت بعد الجهد والمخمصة ، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا ، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا ..» (2).
وهو أيضا ما عبر عنه يزيد الفجور والخمور صراحة بقوله ، حين تمثل بشعر ابن الزبعرى :
لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل
وقد غنّى ابن عائشة هذه الأبيات أمام الوليد ، فقال له :
أحسنت والله ، إني لعلى دين ابن الزبعرى يوم قال هذا الشعر (3).
وقال الوليد بن يزيد :
تلعّب بالخلافة هاشمي *** بلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي *** وقل لله يمنعني شرابي (4)
وقال بعد أن ذكر الخمر :
فلقد أيقنت أني *** غير مخلوق لنار
سأروض الناس حتى *** يركبوا(...) (5) الحمار
ذروا من يطلب الج *** نة يسعى لتبار (6)
٦ ـ هذا كله ، بالإضافة إلى حقد دفين على الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» ، وبغض حقيقي له ، بسبب ما فعله بآبائهم ، وإخوانهم ، وعشائرهم ، الذين حاربوا الإسلام وكادوه بكل ما قدروا عليه.
وقد ظهر ذلك منهم بصورة واضحة حينما أراد «صلى الله عليه وآله» أن يصرح بإمامة أخيه ، ووصيه ، وابن عمه علي «عليه السلام» ، ويأخذ البيعة له منهم ، فقال لهم «صلى الله عليه وآله» حينئذ :
«ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر».
__________________
(1) ربيع الأبرار ج ١ ص ٧٠٨ ـ ٧٠٩.
(2) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٢٠ ص ٢٩٩.
(3) تاريخ الأمم والملوك ج ٦ ص ٣٣٧ وبهج الصباغة ج ٣ ص ١٩٤.
(4) الحور العين ص ١٩٠ ومروج الذهب ج ٣ ص ٢١٦ وبهج الصباغة ج ٥ ص ٣٣٩ وج ٣ ص ١٩٤ والبيت الثاني مقتبس من بيت قاله أبو بكر بن أبي قحافة ، وستأتي الإشارة إليه إن شاء الله في فصل ما بين بدر وأحد.
(5) هناك كلمة يقبح التصريح بها ، وهي اسم ذكر الرجل.
(6) الحور العين ص ١٩٠ ـ ١٩١ والأغاني ط دار إحياء التراث ج ٧ ص ٤٦.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|