المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

محاور سيناء الاستراتيجية
25-5-2021
قول عمر بن خطاب : حسبنا كتاب الله
24-11-2014
Split Graph
19-5-2022
الحساسية Allergy
8-6-2016
تنفيذ الاحكام القضائية الوطنية
30-7-2017
القران الكريم يتحدى بلاغة العرب
10-12-2014


التحذير من الطلاق  
  
3309   04:22 مساءً   التاريخ: 19-4-2021
المؤلف : مركز الرسالة
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص22ـ25
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

حذّر الاسلام من الطلاق وانهاء العلاقة الزوجية للآثار السلبية التي يتركها على الزوجين وعلى الاطفال وعلى المجتمع ، فالطلاق مصدر القلق عند الاطفال ومصدر للاضطراب النفسي والعاطفي والسلوكي حيثُ ان الطفل بحاجة إلى الحب والحنان من كلا الوالدين على حدٍّ سواء ، بل ان التفكير المجرد بالطلاق يولد القلق والاضطراب في أعماقه ، فيبقى في دوامة من المخاوف والاضطرابات التي تنعكس سلبياً على ثباته العاطفي وعلى شخصيته السوّية ، وقد وضع الإسلام منهجاً في العلاقات وإدامتها للحيلولة دون الوصول إلى قرار فصم العلاقات الزوجية ، وتهديم الاسرة ، فحذّر من الطلاق في مواضع مختلفة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت انه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة» (1).

وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «ما من شيء ممّا أحلّه الله عزَّ وجلَّ أبغض اليه من الطلاق وان الله يبغض المطلاق الذوّاق» (2).

وقال عليه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ يحب البيت الذي فيه العرس ، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق ، وما من شيء أبغض إلى الله عزّ وجل من الطلاق»(3).

وحثّ الاِسلام على اتخاذ التدابير الموضوعية للحيلولة دون وقوع الطلاق ، فدعا إلى توثيق روابط المودّة والمحبّة ، ودعا إلى حلّ المشاكل والخلافات التي تؤدي إلى الطلاق ، فأمر بالعشرة بالمعروف ، قال الله تعالى : {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]

وحثّ على الاصلاح واعادة التماسك الاسري ، قال الله تعالى : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 128] . فالصلح أولى من عدمه ، وبما ان القلوب تتقلب وان المشاعر تتغير من وقت لآخر ومن ظرفٍ لآخر ، فإنّ الاِسلام حثّ على إجراء مفاوضات الصلح قبل القرار بالانفصال ، قال تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35].

وإذا لم تنفع كل محاولات الاصلاح وإعادة العلاقات إلى مجاريها ، وإذا لم تتوقف التشنجات والتوترات إلاّ بالطلاق ، فقد يكون الطلاق سعادة لكلا الزوجين ، ولكنّه يؤثر على نفسية الطفل ، وينعكس على سلوكه ، ولهذا منح الاسلام فرصة جديدة للعودة إلى الحياة الزوجية فأعطى للرجل حق العودة اثناء العدّة دون عقد جديد ، وبعد العدّة بعقد جديد وجعل للرجل حق العودة بعد الطلاق الاول والثاني ، فاذا لم تنجح محاولات إعادة العلاقة الزوجية ، وتمّ انفصالها ، يجب على الوالدين مراعاة مشاعر الطفل ومنحه الحنان والحب ، ويجب عليهما توفير كل الظروف التي تساعده على الايمان بسلامة أخلاق والده أو والدته ، حيثُ حرّم الاسلام البهتان والغيبة وكشف المساوىء ، وبهذا الاسلوب يستطيع الطفل تحمّل صدمة الطلاق ، امّا اذا لم يُتّبع هذا الاسلوب وحاول كلٌّ من الوالدين كشف مساوىء الآخر أمام الطفل ، فانّ الطفل سوف يبغض الحياة ويحتقر نفسه ، وتنعكس على عواطفه اتجاه والديه فهو يحبهما ويبغضهما في آن واحد بعد اطلاعه على مساوئهما ، فيبقى يعيش في دوامة من القلق والاضطراب وتزداد همومه يوماً بعد يوم وتنعكس سلبياً على علاقاته الاجتماعية ، وعلاقاته الاسرية في المستقبل.

__________________

(1) من لا يحضره الفقيه 3 : 278 | باب حق المرأة على الزوج .

(2) الكافي 6 : 54 | 2 باب كراهية طلاق الزوجة الموافقة ـ الذواق : السريع النكاح السريع الطلاق .

(3) الكافي 6 : 54 | 3 باب كراهية طلاق الزوجة الموافقة . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.