المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



القطامي  
  
3593   02:53 صباحاً   التاريخ: 8-4-2021
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي
الجزء والصفحة : ص:225-226
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015 2245
التاريخ: 27-1-2016 2933
التاريخ: 26-06-2015 1866
التاريخ: 5-7-2021 3083

 

القطامي(1)

لقب غلب على عمير بن شييم التغلبي، وهو من بني الفدوكس عشيرة الأخطل، ومن ثم نشأ نصرانيا، غير أنه فيما يظهر دخل في الإسلام. وقد اشترك في الحروب التي نشبت بين قبيلته تغلب وقيس في أثناء فتنة ابن الزبير،

 

225

وأسره أحد القيسيين في يوم ماكسين، غير أن زفر بن الحارث حين عرفه افتكه من الأسر، ورد عليه ما سلب منه، وأعطاه مائة من الإبل مما جعله ينوه به وبصنيعه معه طويلا، على شاكلة قوله:

ومن يكن استلام الى ثوي … فقد أحسنت، يا زفر، المتاعا (2)

أأكفر بعد رد الموت عني … وبعد عطائك المائة الرتاعا (3)

ولم أر منعمين أقل منا … وأكرم عندما اصطنعوا اصطناعا (4)

من البيض الوجوه بني نفيل … أبت أخلاقهم إلا اتساعا (5)

وفي هذه القصيدة يأسي للحروب الناشبة بين تغلب وقيس على ما بينهما من صلات وأسباب، ويدعو مخلصا للصلح ووقف هذه الحروب المبيرة التي لا تتوقف رحاها حينا إلا لتعود أشد التهاما لأبناء القبيلتين، يقول:

ألم يحزنك أن حبال قيس … وتغلب قد تباينت انقطاعا

وكنا كالحريق أصاب غابا … فيخبو ساعة ويشب ساعا

أمور لو تدبرها حليم … إذن لنهي وهيب ما استطاعا

ووفد على الوليد بن عبد الملك، وقيل على عمر بن عبد العزيز، فقيل له إن الشعر لا ينفق عنده، وهذا عبد الواحد (6) بن سليمان سيبرك إن مدحته، فمدحه، وأضفي عليه كثيرا من بره ونواله. وكان أول ما مدحه به قصيدته:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل … وإن بليت وإن طالت بك الطيل (7)

226

 

ونراه يضمنها نظرات في الحياة وفي الناس وأخلاقهم، وهو يقترب في ذلك من ذوق المتنبي في مدائحه كما نري في مثل قوله:

والعيش لا عيش إلا ما تقر به … عين، ولا حال إلا سوف تنتقل

والناس من يلق خيرا قائلون له … ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل

قد يدرك المتأني بعض حاجته … وقد يكون مع المستعجل الزلل

ويشيد في القصيدة بقريش ونصرتها للرسول صلي الله عليه وسلم وتثبيتها لدعائم الدين الحنيف مما يدل أكبر الدلالة على أن الله أتم عليه نعمة الإسلام، يقول:

قوم هم ثبتوا الإسلام وامتنعوا … قوم الرسول الذي ما بعده رسل

وممن أشاد بهم ونوه بذكرهم أسماء بن خارجة الفزاري، وله فيه أمداح رائعة على شاكلة قوله:

إذا مات ابن خارجة بن حصن … فلا هطلت على الأرض السماء

ولا رجع البريد بغنم خير … ولا حملت على الطهر النساء

ومن أهم ما يميزه في شعره صفاء موسيقاه وحلاوة ألفاظه وعذوبة أنغامه وتمكن قوافيه وجودة مطالعه والمظنون أنه توفي في أوائل القرن الثاني للهجرة.

 

 

 

_________

 (1) راجع في ترجمة القطامي أغاني (ساسي) 20/ 118 وابن سلام ص 452 والشعر والشعراء 2/ 701 والخزانة 1/ 391 والاشتقاق ص 339 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 47 ومعاهد التنصيص 1/ 180 والموشح ص 158. وقد نشر ديوانه في ليدن سنة 1902 ونشرته دار الثقافة ببيروت، ونشر نشرة محققة ببغداد.

(2) استلام: أتي ما يلام عليه. الثوي: الضيف المقيم. المتاع: الزاد.

(3) يريد بالكفر كفر النعمة وجحدها. الرتاع: جمع راتعة.

(4) المن: الفخر بعمل الخير. يقول إنهم لا يمنون بما يصنعون.

(5) بنو نفيل: عشيرة زفر وهم من بني عامر ابن صعصعة، ويريد باتساع الخلق الكرم وغيره من الشيم الفاضلة.

(6) انظر في تحقيق نسب هذا الممدوح وهل هو عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك أو عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الخزانة 3/ 124 وقارن بأخبار القطامي في الأغاني وبالقصيدة الاولى في الديوان.

(7) الطيل هنا: الأزمنة

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.