المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أحمد بن الفضل بن شبابة الكاتب أبو الصقر
10-04-2015
من هم أتباع إبراهيم ؟
9-10-2014
فضل بعض الآيات القرآنية
2023-12-09
Biology
12-10-2015
الانحراف الربيعي
19-4-2018
مفهوم المناطق العشوائية
17-6-2021


أبو الحسن التِهامي  
  
3088   10:44 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص75-77
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 2510
التاريخ: 27-1-2016 2992
التاريخ: 9-04-2015 2390
التاريخ: 30-12-2015 9083

هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن نهد التهاميّ من مكّة أو من جوارها، كان في أوّل أمره من السوقة ثم رحل إلى الشام و اتّصل ببني الجرّاح شيوخ بني طيّ المستبدّين بحكم الرملة و عسقلان (فلسطين) فأخذ بمدحهم و طال مكثه عندهم. يخبرنا ابن خلّكان (2:54-55) أنّ التهامي «وصل الى الديار المصرية مستخفيا و معه كتب (رسائل) كثيرة من حسّان بن مفرّج بن دغفل البدويّ، و هو متوجّه بها إلى بني قرّة. فظفر به (رجال الحاكم بأمر اللّه) فقال لهم: أنا من بني تميم. فلمّا انكشفت حاله عرف أنه التهاميّ الشاعر فاعتقل في خزانة البنود، و هي سجن بالقاهرة، و ذلك لأربع بقين من شهر ربيع الآخر 416(1025 م) . و قد كان يحمل رسائل الى بني قرّة البدو للثورة على الحكم الفاطمي في مصر (1). و بعد نحو أسبوعين قتل التهاميّ في سجنه سرّا.

التهاميّ شاعر مقلّ، و لكنّه مجيد محسن فصيح الكلام سهل التراكيب رقيق، غير أنّ له مبالغات. و له مديح و رثاء و غزل و وصف و حكمة و ذمّ للدنيا.

مختارات من شعره:

- قال التهامي في الرحمة للحاسدين:

إنّي لأرحم حاسديّ لحرّ ما...ضمّت صدورهم من الأوغار (2)

نظروا صنيع اللّه بي، فعيونهم... في جنّة و قلوبهم في نار

و من الرجال معالم و مجاهل... و من النجوم غوامض و درار (3)

و الناس مشتبهون في إيرادهم... و تباين الأقوام في الإصدار (4)

ذهب التكرّم و الوفاء من الورى... و تصرّما، إلاّ من الأشعار

و فشت خيانات الثقات و غيرهم... حتى اتّهمنا رؤية الأبصار

- و قال يرثي ابنه و قد مات صغيرا:

حكم المنية في البريّة جار... ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا يرى الإنسان فيها مخبرا... حتى يُرى خبرا من الأخبار

طبعت على كدر، و أنت تريدها... صفوا من الأقذار و الأكدار

و مكلّف الأيام ضدّ طباعها... متطلّب في الماء جذوة نار

و إذا رجوت المستحيل فإنّما... تبني الرجاء على شفير هار (5)

فالعيش نوم، و المنيّة يقظة... و المرء بينهما خيال سار

و النفس، إن رضيت بذلك أو أبت... منقادة بأزمّة المقدار (6)

إنّي وترت بصارم ذي رونقٍ... أعددتّه لطلابة الأوتار

يا كوكبا ما كان أقصر عمره... و كذا تكون كواكب الأسحار

ولد المعزّى بعضه؛ فإذا انقضى... بعض الفتى فالكلّ في الآثار (7)

جاورت أعدائي و جاور ربّه... شتّان بين جواره و جواري

- و قال في الغزل و النسيب:

إنّي لأعجب من جبينك كيف لا... يطفي لهيب الوجنتين بمائه

ما أبصرت عيناي شيئا مونقا... إلاّ و وجهك قائم بإزائه

حرّق سوى قلبي ودعه، فإنّني... أخشى عليك فأنت في سودائه (8)

- و له في الغزل:

قلت لخلّي و ثغور الربا... مبتسمات و ثغور الملاح

أيّهما أحلى، ترى، منظرا... فقال: لا أعلم، كلّ أقاح

____________________

1) راجع ترجمة الوزير أبي القاسم بن المغربي (ت 418 ه‍) ، تحت، ص 78.

2) الأوغار جمع وغر (بسكون الغين أو بفتحها) : الحقد، الضغن، التوقد من الغيظ.

3) معالم: مشهورون، يهتدى بهم. مجاهل: مغمورون، لا قيمة لهم. غوامض: خفيات، لا ترى. دراري: لامعات.

4) مشتبهون: مستوون، يشبه بعضهم بعضا. ايرادهم: حضورهم، مجيئهم الى الدنيا، تكوينهم. - و لكن الناس يختلفون في إصدارهم (ما يصدر عنهم من السلوك و الاعمال) .

5) الشفير: المنحدر الحاد. الهاري: الذي لا يثبت تحت الاقدام (لأنه من رمل) .

6) المقدار: القضاء و القدر.

7) في الآثار: تابع على الأثر.

8) سوداء القلب: وسطه (البطين الذي يلفى فيه الدم بعد الموت) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.