المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

رياح تجاريّة
30-4-2017
سوء التربية والقلق
2023-08-27
عدي بن الرقاع
15-8-2021
كفاءة efficiency
22-10-2018
الامراض الفطرية التي تصيب الرز
26-6-2017
محاجر السلسلة.
2024-10-14


محمد بن القاسم الواسطي  
  
2992   02:03 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص754-755
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 5677
التاريخ: 29-12-2015 19504
التاريخ: 27-1-2016 3164
التاريخ: 27-1-2016 3553

هو شمس الدين محمّد بن القاسم بن أبي البدر المليحي الواسطيّ، ولد نحو سنة 675 ه‍ (1276-1277 م) و درس الفقه بأصوله و فروعه، و تلقّى القراءات على أحمد بن غزال الواسطيّ المقرئ (627-707 ه‍) ، و قد مهر في القراءات خاصّة. ثمّ أصبح خطيبا في بغداد في الجامع الذي أنشأه الوزير محمّد بن فضل اللّه بن رشيد الدولة الهمذانيّ (ت 736 ه‍) . و كانت وفاته في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من سنة 744 ه‍ (شباط - فبراير 1344 م) .

اشتهر محمّد بن القاسم الواسطيّ بأنّه كان ماهرا في القراءات حسن الصوت بعيد الصيت في الوعظ. و كانت له خطب و قصائد و موشّحات؛ له قصيدة في القراءات العشر، و له قصائد طوال و مقطّعات قصار؛ غير أنّه يجيد في المقطّعات. و على قصائده شيء من النفس الصوفيّ و من الضعف.

مختارات من شعره:

جاء شخص إلى محمّد بن القاسم الواسطيّ و أنشده بيتين، و سأله أن يزيد عليهما، و البيتان هما:

أيامنا بالحمى، حيّيت أياما... و زادك اللّه إجلالا و إكراما (1)

بالأمس قد كنت أحلى ما بأنفسنا... فما أصابك حتّى صرت أحلاما

- فزاد محمّد بن القاسم الواسطيّ عليهما ثلاثة أبيات، فقال:

يا سادة جرّحوا قلبي ببينهم...  حمّلوه على الآلام آلاما (2)

للّه ليلات أنس كنّ لي بكم... عصيت فيهنّ عذّالا و لوّاما (3)

كانت لنا من عطيّات الزمان، فما... دامت علينا و لا المعطي لها داما

- و له من قصيدة:

أنوح إذا الحادي بذكركم غنّى... و أبكي إذا ما البرق من نحوكم عنّا (4)

بكم و لهي، لا بالعذيب و بالنقا... و أنتم مرادي لا سعاد و لا لبنى (5)

يلذّ لي الليل الطويل بذكركم... فما أطيب الليل الطويل إذا جنّا (6)

أحبّتنا، أين المواثيق بيننا... زمان خلونا بالحمى و تعاهدنا

ظننّاكم للعمر ذخرا و عدّة... فيا قرب ما خيّبتم فيكم الظنّا

و أقسمتمُ ألاّ تحولوا عن الوفا... فحلتم عن العهد القديم و ما حلنا (7)

لئن عاد ذاك العيش، يا سادتي، بكم... و عدنا الى تلك الديار كما كنّا

غفرت لأيامي جميع ذنوبها... و قلت: لك الإنعام عندي و الحسنى

_____________________

1) الحمى: المكان المحمي )الأمين) ، الذي يجب الدفاع عنه )المسكن المألوف) .

2) البين: البعاد، الفراق.

3) العاذل: الذي يلوم المحبين خاصة.

4) الحادي: الذي يسوق القافلة )هو يغني عادة حتى يخفف عن المسافرين ملل السفر و الشعور بطول الطريق) . عن البرق: بدا، ظهر.

5) الوله: ذهاب العقل من الحب. العذيب )النبع العذب أي الحلو، اذا كان صغيرا) و النقا )الرمل الأبيض) كناية عن الأماكن المألوفة للسكن. سعاد و لبنى كناية عن النساء عامة.

6) جن الليل: غطى ما حولنا )بدأ، اشتد) .

7) حال: انتقل، انقلب، تغير.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.