أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-27
1421
التاريخ: 28-5-2017
3973
التاريخ: 15-12-2019
3833
التاريخ: 6-2-2016
7488
|
عني الإسلام بالعالقة الزوجية وأقر لها منهج يحافظ على كيانها ويعمل على تقويتها وصيانتها من عبث العابثين وكيف أنه وجه كلا ً من الزوجين إلى مراعاة حقوق الآخر ودعاها إلى بناء الحياة الزوجية على أساس المودة والرحمة .
إن الخلافات الأسرية أصبحت منتشرة بصورة لم تكن موجودة من تعيش في اضطراب ذي قبل ، والنزاع بين الأزواج يجعل البيوت دائماً ونكد مستمرين وذلك يهدد الأولاد بالتشرد والتفكك والضياع(1) .
ومن يتمعن في أسباب ذلك يجده يرجع إلى أسباب كثيرة يمكن إجمالها فيما يلي :
الفرع الأول : أسباب ترجع إلى الزوجة نفسها
- عدم احتمال تبعات الحياة الزوجية وقلة وعي المرأة بمكانة الزوج وعدم التزامها بواجبها كربة بيت وخروجها عن طبيعتها الخلقية بها : فقد خرجت المرأة إلى العمل وأهملت واجبها نحو بيتها في التدبير وإصلاح شأنه وأهملت واجبها نحو زوجها وأولادها كل ذلك يجعل الزوج يضيق ذرعاً بزوجته وينفر من تصرفاتها الممقوتة ويعيش حياة نفسية قلقة تساوره الوساوس والشكوك مما يجعله دائم التفكير في الخالص من تلك الحياة الزوجية المنفرة والمضطربة(2).
- وقد يتمثل النشوز من جانب الزوجة في عدم احتمال الحياة الزوجية بسبب وجود من يحرضها على الزواج أو عيشها في بيئة تشجع المرأة على ذلك وهذا يرجع إلى صديقاتها في العمل والمحيطات بها إذ كن من رفيقات السوء ، حيث تنزع إلى تقليدهن ومحاكاتهن بصورة شعورية مقصودة أو غير مقصودة ويحدث هذا إذ كانت المرأة يعوزها الاستقلال والنضج الفكري ، فتندفع دون روية أو تفكير إلى التمرد والعصيان والشعور بالضجر والتبرم من حياتها مهما كانت حياة رغدة ميسورة(3) .
- قد ترسم في خيال المرأة صورة خيالية حالمة مفروشة بالورود والرياحين قبل الزواج دون أن تدرك ما للزوج من أعباء ومسؤوليات لا بد أن تقوم بها الزوجة ، ومرد هذه الحالة المؤسفة هو عدم تدريب الأهل للفتاة على تحمل أنواع المسؤوليات العائلية والمنزلية قبل الزواج (4)
- قد يرجع النشوز إلى بعض صفات المرأة وخصائص شخصيتها فمن النساء من تهوى النكد وجلب الهم والغم لزوجها وترسم بصمات جو كئيبة في المنزل وهناك من تحول المنزل إلى جحيم وتكثر الشجار والجدال والمعارضة بسبب وبدون سبب.
- وقد تنزع المرأة إلى حب السلطة والسيطرة على الزوج ومقدرات حياته فتبسط نفوذها أو سلطانها عليه وعلى أقاربه وتحد من علاقته بهم خصوصاً إذ رافق ذلك تفوقها على الزوج في شيء من المال والجمال والحسب والنسب مما يحملها ذلك على الغرور والتكبر على الزوج وبالطبع يرفض الزوج هذه الوصاية وذلك الغرور والتسلط ويرتد ذلك على الزوجة بالفشل والندم .
الفرع الثاني : أسباب ترجع إلى الزوج نفسه
فقد يكون الزوج نفسه سبباً في عصيان زوجته وتمردها ، فمثالً : ميله الشديد إلى البخل والتقتير والعصبية الزائدة وشدة الانفعال والميل إلى العنف والشدة والتسلط وفرض الإرادة في كل شيء ، دون الاعتماد على التشاور والتفاهم وتبادل الرأي والهدوء مع وزجته وقد يعتبر أحدهم زوجته قطعة من المتاع فيعاملها بشيء من الجفوة والفظاظة وعدم الحلم والتعاطف(5) .
وقد يكون ذلك بسبب قرناء السوء الذيم يبذرون الشر والفساد بين الرجل والمرأة بما يدعوه ويدفعه إلى كرهها وبغضها والرغبة في الانفصال عنها فيقصر في أداء حقوقها ويزيد جفاءه عليها وعدم مراعاة حدود هللا في علاقته بها .
وقد يباشر أنواع الأذى مع زوجته بسب أو لعن أو شتم لها وأهلها لأتفه الأسباب وكأنه يعيرها بأصلها إذا كانت أقل منه حسباً ونسباً وجاهاً وكأن يحاول الإضرار بها فيطلقها وقبل انتهائها عدتها يعيدها إلى عصمته ثم يطلقها
وهكذا ..... دون قصد إعادة الحياة الزوجية إلى حالاتها الطبيعية بل يقصد عضلها وإيذائها والاعتداء عليها ، وكأن يترك جماعها بدون عذر أو مبرر شرعي لان ذلك مدعاة إلى عدم اعفاف الزوجة ووقوعها في المحرم .
كما قد يضيق عليها في المعيشة والمأكل والمشرب والملبس ونحوه وقد يمنعها حقها في القسم والمبيت بدون عذر أو يظلمها فيه ، وكأن يقصر في القوامة على زوجته وأولاده بإهمال مصالحهم أو قد يطمع في مالها كأن يسافر للتنزه والسياحة بدون إذنها مبذلا الأموال الطائلة ضارباً بحقوق أهله عرض الحائط .
أيضا قد تؤدي طيبة الزوج الزائدة عن الحد إلى تذمر الزوجة وتسلطها ومن ثم تعصي أوامره وتستعلي عليه.
الفرع الثالث : أسباب ترجع إلى ولي الزوجة وأقارب الزوجين
كإجبار الفتاة على الزواج من رجل لا تحبه وإجبارها على الزواج ممن لا ترضى به زوجا لها مراعاة للقرابة أو تحقيقا لربح مادي ، أو عرفاً بالياً او مصلحة شخصية .
وقد يرجع سبب نشوز المرأة إلى وجود خلاف بين الزوج وأهل الزوجة أو أهلها وأهله ، فبدلا من أن يقدموا لابنتهم النصح والإرشاد ويشجعوها على الطاعة والالتزام بحيث يؤججون نار العداوة بينها وبين زوجها(6).
الفرع الرابع : أسباب ترجع إلى عوامل أخرى
- التباين النفسي والأخلاقي بين الزوجين وارتفاع مستوى المعيشة وانخفاض مستوى الدخل في البالد العربية والاسلامية ووجود فارق كبير بينهما.
- انحراف أحد الزوجين في تفكيره أو في بعض سلوكياته كشرب الخمر وممارسة المحرمات (7).
- قد لا تلبي الزوجة لزوجها دعوة أو لا تسرع له إجابة ولا تظهر له كرامة ولا تلقاه الا معبسة ولا تجيبه الا متبرمة لكنها مطيعة له في الفراش فهذا من أسباب النشوز وأن لم يكن نشوزا(8)
- كذلك كأن يمرض أحد الزوجين أو يصاب بعاهة تمنعه من القيام بواجباته أو إفلاس مفاجئ للزوج يفرض على الزوجة نمطاً جديداً لا تتحمله فتعلن العصيان وتبرم بهذا العيش ، وقل من تتحمل ذلك من النساء لقلة إيمانها وسوء تربيتها.
- انعدام الثقة بين الزوجين فإذا انعدمت الثقة بينهما وأصبح كل منهما يشك في كلام
اكتشاف صاحبه وتصرفاته قد يؤدي ذلك إلى عدم طاعة الزوجة لزوجها ، مثلا الزوجة أن زوجها يفكر في الزواج من أخرى أو قد تزوج عليها فإنها تتمرد عليه(9).
- وسائل الاتصال الحديثة وتقنيات العصر التي قربت البعيد وأبعدت القريب فجعلت ولائه للغريب والناشز عبر وسائل الاتصال فحركت في المرأة نوازع التمرد من خلال حبها للوصول إلى استقلال مادي ونفسي فأوقعتها في مآزق شرعية منها الخلوة الناقصة من خلال الاتصال الخاص ، أو المجموعات النسائية التي تجد الرجل عدوا للمرأة وليس أباً أو أخاً أو ابناً ، أو المواقع الإباحية نتيجة للضعف ً الاقتصادي الذي جعل العن . ة النفسية مرضاً مزمناً للرجال والنساء
- تأثر المرأة بالأصوات و الأطروحات الغربية المستوردة التي تحرفها فكرياً من أحكام وآداب الأسرة الإسلامية وتقنعها بمساواة الرجل وعدم الالتزام للطاعة له.
____________
1- صالح بن غانم السدلان – النشوز – ط4 – ص 20
2-صالح بن غانم السدلان – المرجع السابق – ص30
3- البهوتي الحنبلي – كشاف القناع عن متن القناع – ج5 – ص209.
4- صالح بن غانم السدلان – المرجع السابق – ج1 – ص314
5- صالح بن غانم السدلان – المرجع السابق – ج 9 – ص 312
6- صالح بن غانم السدلان – المرجع السابق – ص 29
7- صالح بن غانم السدلان – المرجع السابق – المرجع السابق – ص 30-31
8- البصري البغدادي – تفسير الماوردي – ص 597
9- نايف محمد الجندي - عضل النساء والتفريق للشقاق بين الشريعة والقانون – ص 91 .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|