المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سلمان (رض) على لسان أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
2023-10-03
الاتفاق على الاثبات بالمحرر الالكتروني في ظل وجود نص تشريعي يجيزه
1-3-2017
تكاثر الزيتون
2024-01-03
Charge and Dielectric
7-8-2016
الرضا.
2024-03-16
حبة القمح
8-3-2016


الامام الكاظم (عليه السلام ) عابد اهل البيت  
  
3670   05:49 مساءً   التاريخ: 17-05-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج3 ، ص257-262 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-05-2015 4144
التاريخ: 17-05-2015 2953
التاريخ: 18-10-2015 3764
التاريخ: 17-05-2015 3308

نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب (عليه السلام ) و هو يقول له يا محمد { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد: 22] قال الربيع فأرسل إلي ليلا فراعني و خفت من ذلك و جئت إليه و إذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا فقال علي الآن بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه و قال يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في النوم فقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي فقال و الله لا فعلت ذلك و لا هو من شأني قال صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة .

قال الربيع فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا و هو في الطريق خوف العوائق .

ورواه الجنابذي و ذكر أنه وصله بعشرة آلاف دينار .

وقال خشنام بن حاتم الأصم قال : قال لي أبو حاتم قال : قال لي شقيق البلخي (رضي الله عنهم) خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة فنزلنا القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان و قد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم و الله لأمضين إليه ولأوبخنه فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال يا شقيق { اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات: 12] ثم تركني ومضى فقلت في نفسي إن هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي و نطق بإثمي وما هذا إلا عبد صالح لألحقنه و لأسألنه أن يحالني فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة وإذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب و دموعه تجري فقلت هذا صاحبي أمضي إليه و أستحله فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه فلما رآني مقبلا قال يا شقيق اتل { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82] ثم تركني و مضى فقلت إن هذا الفتى لمن الأبدال لقد تكلم على سري مرتين فلما نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر و بيده ركوة يريد أن يستقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر و أنا أنظر إليه فرأيته و قد رمق السماء و سمعته يقول :

أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء            وقوتي إذا أردت الطعاما

اللهم سيدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها ؛ قال شقيق فو الله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماءها فمد يده وأخذ الركوة و ملأها ماء فتوضأ و صلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة و يحركه و يشرب فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال يا شقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق و سكر فو الله ما شربت قط ألذ منه و لا أطيب ريحا فشبعت ورويت وبقيت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم إني لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نفس الليل قائما يصلي بخشوع و أنين و بكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى الغداة و طاف بالبيت أسبوعا فخرج فتبعته و إذا له غاشية و موال و هو على خلاف ما رأيته في الطريق و دار به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رأيته يقرب منه من هذا الفتى فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام )  فقلت قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد.

ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال

سل شقيق البلخي عنه وما           شاهد منه و ما الذي كان أبصر.

قال لما حججت عاينت شخصا      شاحب اللون ناحل الجسم أسمر.

سائرا وحده و ليس له                        زاد فما زلت دائما أتفكر

و توهمت أنه يسأل الناس                    ولم أدر أنه الحج الأكبر

ثم عاينته و نحن نزول                  دون فيد على الكثيب الأحمر

يضع الرمل في الإناء ويشربه                   فناديته وعقلي محير

اسقني شربة فناولني منه                          فعاينته سويقا وسكر

فسألت الحجيج من يك هذا            قيل هذا الإمام موسى بن جعفر

فهذه الكرامات العالية المقدار الخارقة للعوائد هي على التحقيق حلية المناقب و زينة المزايا و غرر الصفات و لا يؤتاها إلا من أفاضت عليه العناية الربانية أنوار التأييد و مرت له أخلاق التوفيق و أزلفته من مقام التقديس و التطهير {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]

ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق أثبتت لموسى (عليه السلام )  أشرف منقبته وشهدت له بعلو مقامه عند الله تعالى و زلفى منزلته لديه وظهرت بها كراماته بعد وفاته ولا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكثر منها دلالة حال الحياة.

وهي أن من عظماء الخلفاء مجدهم الله تعالى من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان و كان في ولاية عامة طالت فيها مدته و كان ذا سطوة و جبروت فلما انتقل إلى الله تعالى اقتضت عناية الخليفة له أن تقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام )  بالمشهد المطهر وكان بالمشهد المطهر نقيب معروف و مشهود له بالصلاح كثير التودد و الملازمة للضريح والخدمة له قائم بوظائفها فذكر هذا النقيب أنه بعد دفن هذا المتوفى في ذلك القبر بات بالمشهد الشريف فرأى في منامه أن القبر قد انفتح و النار تشتعل فيه و قد انتشر منه دخان و رائحة قتار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد و أن الإمام موسى (عليه السلام ) واقف فصاح لهذا النقيب باسمه و قال له تقول للخليفة يا فلان و سماه باسمه لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم و قال كلاما خشنا فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا و خوفا و لم يلبث أن كتب ورقة و سيرها منهيا فيها صورة الواقعة بتفصيلها فلما جن الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهر بنفسه و استدعى النقيب و دخلوا إلى الضريح و أمر بكشف ذلك القبر و نقل ذلك المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق و لم يجدوا للميت أثرا و في هذه القضية زيادة استغناء عن تعداد بقية مناقبه و اكتفاء عن بسط القول فيها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.