أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-05-2015
4144
التاريخ: 17-05-2015
2953
التاريخ: 18-10-2015
3764
التاريخ: 17-05-2015
3308
|
نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب (عليه السلام ) و هو يقول له يا محمد { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد: 22] قال الربيع فأرسل إلي ليلا فراعني و خفت من ذلك و جئت إليه و إذا هو يقرأ هذه الآية و كان أحسن الناس صوتا فقال علي الآن بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه و أجلسه إلى جانبه و قال يا أبا الحسن رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في النوم فقرأ علي كذا فتؤمني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي فقال و الله لا فعلت ذلك و لا هو من شأني قال صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة .
قال الربيع فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا و هو في الطريق خوف العوائق .
ورواه الجنابذي و ذكر أنه وصله بعشرة آلاف دينار .
وقال خشنام بن حاتم الأصم قال : قال لي أبو حاتم قال : قال لي شقيق البلخي (رضي الله عنهم) خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة فنزلنا القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة في رجليه نعلان و قد جلس منفردا فقلت في نفسي هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم و الله لأمضين إليه ولأوبخنه فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال يا شقيق { اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات: 12] ثم تركني ومضى فقلت في نفسي إن هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي و نطق بإثمي وما هذا إلا عبد صالح لألحقنه و لأسألنه أن يحالني فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة وإذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب و دموعه تجري فقلت هذا صاحبي أمضي إليه و أستحله فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه فلما رآني مقبلا قال يا شقيق اتل { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82] ثم تركني و مضى فقلت إن هذا الفتى لمن الأبدال لقد تكلم على سري مرتين فلما نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر و بيده ركوة يريد أن يستقي ماء فسقطت الركوة من يده في البئر و أنا أنظر إليه فرأيته و قد رمق السماء و سمعته يقول :
أنت ريي إذا ظمئت إلى الماء وقوتي إذا أردت الطعاما
اللهم سيدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها ؛ قال شقيق فو الله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماءها فمد يده وأخذ الركوة و ملأها ماء فتوضأ و صلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة و يحركه و يشرب فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال يا شقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق و سكر فو الله ما شربت قط ألذ منه و لا أطيب ريحا فشبعت ورويت وبقيت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم إني لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نفس الليل قائما يصلي بخشوع و أنين و بكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى الغداة و طاف بالبيت أسبوعا فخرج فتبعته و إذا له غاشية و موال و هو على خلاف ما رأيته في الطريق و دار به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رأيته يقرب منه من هذا الفتى فقال هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) فقلت قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد.
ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال
سل شقيق البلخي عنه وما شاهد منه و ما الذي كان أبصر.
قال لما حججت عاينت شخصا شاحب اللون ناحل الجسم أسمر.
سائرا وحده و ليس له زاد فما زلت دائما أتفكر
و توهمت أنه يسأل الناس ولم أدر أنه الحج الأكبر
ثم عاينته و نحن نزول دون فيد على الكثيب الأحمر
يضع الرمل في الإناء ويشربه فناديته وعقلي محير
اسقني شربة فناولني منه فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا قيل هذا الإمام موسى بن جعفر
فهذه الكرامات العالية المقدار الخارقة للعوائد هي على التحقيق حلية المناقب و زينة المزايا و غرر الصفات و لا يؤتاها إلا من أفاضت عليه العناية الربانية أنوار التأييد و مرت له أخلاق التوفيق و أزلفته من مقام التقديس و التطهير {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق أثبتت لموسى (عليه السلام ) أشرف منقبته وشهدت له بعلو مقامه عند الله تعالى و زلفى منزلته لديه وظهرت بها كراماته بعد وفاته ولا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكثر منها دلالة حال الحياة.
وهي أن من عظماء الخلفاء مجدهم الله تعالى من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان و كان في ولاية عامة طالت فيها مدته و كان ذا سطوة و جبروت فلما انتقل إلى الله تعالى اقتضت عناية الخليفة له أن تقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام ) بالمشهد المطهر وكان بالمشهد المطهر نقيب معروف و مشهود له بالصلاح كثير التودد و الملازمة للضريح والخدمة له قائم بوظائفها فذكر هذا النقيب أنه بعد دفن هذا المتوفى في ذلك القبر بات بالمشهد الشريف فرأى في منامه أن القبر قد انفتح و النار تشتعل فيه و قد انتشر منه دخان و رائحة قتار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد و أن الإمام موسى (عليه السلام ) واقف فصاح لهذا النقيب باسمه و قال له تقول للخليفة يا فلان و سماه باسمه لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم و قال كلاما خشنا فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا و خوفا و لم يلبث أن كتب ورقة و سيرها منهيا فيها صورة الواقعة بتفصيلها فلما جن الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهر بنفسه و استدعى النقيب و دخلوا إلى الضريح و أمر بكشف ذلك القبر و نقل ذلك المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق و لم يجدوا للميت أثرا و في هذه القضية زيادة استغناء عن تعداد بقية مناقبه و اكتفاء عن بسط القول فيها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|