المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الحقوق المتبادلة  
  
2068   01:27 صباحاً   التاريخ: 29-3-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج2، ص78 -81
القسم : الاخلاق و الادعية / حقوق /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016 2918
التاريخ: 2024-03-10 818
التاريخ: 26-9-2016 1472
التاريخ: 22-5-2022 1704

قال (عليه السلام) : ان للولد على الوالد حقا ، وان للوالد على الولد حقا : فحق الوالد على الولد : ان يطيعه في كشيء إلا في معصية الله سبحانه ، وحق الولد على الوالد : ان يحسن اسمه ، ويحسن ادبه ، ويعلمه القرآن.

الدعوة إلى التعرف على الحقوق المتبادلة ، توصلا لتطبيقها ، ووصولا لمرحلة العدالة الاجتماعية ، المستوعبة لمتطلبات جيلين من الناس، لهما مشتركاتهما، كما لمرحلتيهما خصوصيات فارقة ، من اجل ترشيد التعامل القائم احيانا على الاستبداد ، بل العنف ، واخرى على الاستخفاف ، بل التمرد ، لما يجده كل من الجيلين من بعد مسافي في أسلوب المعالجة لقضايا الحياة المتنوعة ، او المستجدة ، مما يدعو لتأصيل الحقوق ، والتثقيف عليها ، كوسيلة حماية من التطرف والتجاوز.

وقد عملت الحكمة على ترسيخ قاعدة الاحترام والمودة بين الطرفين ، للعمل المشترك على تفعيل ذلك حياتيا ، فبدأت في التذكير باستحقاق الولد ، تألفا لقلبه ، واشعارا بالعطف والحنان ، وهو ما يتوقع الابتداء به من جانب الوالد ، حيث انه لو تجاهله ، فسيؤدي إلى حرمان الولد مما لا يستطيع احد تعويضه به ، مع انعكاس ذلك على مستوى العلاقة الثنائية ، ثم عطفت – الحكمة – بذكر حق للوالد كذلك ، لكنه (عليه السلام) عندما شرع ببيان التفاصيل ، أشعر الولد بقدسية العلاقة مع والده ، وضرورة مطاوعته ، والانقياد له ، ما لم يؤد إلى معصية الله سبحانه ، الذي لا يتقدم امر على امره ، ويخضع له الجميع ، وينقادوا لحكمه ، لئلا يتوقع احد غير ذلك، ويفرض لنفسه حقا، يستبيح به الحرام ، مما يعتبره طبيعيا له ، كونه الوالد !!

وهنا أراد (عليه السلام) ان يثبت حدا لتجاوزات العباد ، عندما يستسيغ والد ان يأمر ولده بترك عبادة ، او فعل معصية، توهما لاستحقاقه ، ثم ثنى (عليه السلام) بذكر ملامح حق الولد الثلاثة ، التي تبدأ معه وليدا ، وتصاحبه في مراحله اللاحقة ، ليتأمن بعد ذلك حسن خاتمته ، عندما يتعلم القرآن ، ويهتم به كمفردة اصيلة في حياته ، فيقف عند اوامره ونواهيه ، فيتشكل وفقا لمقتضياته التي تنشط فيه خلايا الخير والصلاح ، وتحفزه نحو الأفضل ، فينجو بعمله في يوم القيامة ، مما يقع في غيره.

وان التدقيق في اختياره (عليه السلام):

أ- الاسم ، بما له من دلالة شخصية ترتبط وثيقا بالفرد المسمى ، حتى ينعكس سلبيا ، لنعرف اهمية دقة الاختيار، ومدى تأثيره المباشر في بعض تفاصيل حياة المسمى ، فيلزم الوالد لا يقع تحت  تأثير ضغط معين ، في تسميته لولده ، بل يفكر في شراكة الولد في هذه القضية المهمة في حياته ، حتى لتبدو اكثر اهمية مما هو للوالد ، فلا يستعجل، او يستجيب لرغبة معينة ، مهما كانت

ب- الادب ، بما يمثله من بدايات تربوية ، وأسس فكرية ، ومنطلقات ثقافية ، تبقى مع الوالد ، فتسهم في بلورة شخصيته ، وتكوين قناعاته العامة ، التي تترك بصماتها على قراراته المهمة الكبرى ، حيث ان اهمال هذا الجانب في حياة الناشئ يعرضه لمخاطر عديدة ، قد لا يسلم منها يوما ما.

ت- القرآن ، بما يمثله من مجموعة مبادئ وقيم سامية ، تأخذ به بعيدا عن منزلقات التخلف الفكري والثقافي والنهضوي والعصري وساير ما يلزمه التوافر عليه ، باعتباره الإنسان ، ذي الدلالة على القيمة المعنوية الكبرى التي يمثلها وجوده الارضي ، فلا يستهين احد بنفسه ، وينحدر إلى الرذيلة والفساد ، بشتى مظاهرهما المنتشرة ، وهي كثيرة – للأسف - ، بل يعتز بخصائصه ومقوماته الذاتية ، فيبتعد عن اكتساب عادات غرباء الإنسانية ، وانما يمارس نشاطه الحياتي العام من موقع شعوره بأنه المخلوق المفضل ، قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء : 70] ، {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان : 20] {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين : 4] ، وهو ما يبعث فيه القوة لمواجهة موجات تفتيت شخصيته ، وإغرائه بمظاهر معينة، تستجلب منه قواه المعنوية والمادية ، ليكون قالبا مثاليا ، بدون قلب واع لما يراد به.

فالتدقيق  في تركيزه (عليه السلام) على هذه الملامح البارزة لتقويم شخصية الولد انما يوضح الهدف من ذلك ، حيث يصلب عوده ، وقوى للتغلب على المؤثرات القاهرة ، التي لا غناء بالمال عنها، لكنها تسد فراغه ، من خلال تمكن حاويها لتحصيل وسيلة العيش الكريم ، بقدراته ، ومواهبه، التي نمت في ظل تربية الوالد ، وأجواء القرآن الراعية للسعي الدنيوي ، والإفادة من الإمكانيات الهائلة التي اتاحها الخالق تعالى ، وهيأها لعباده قال تعالى : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15] ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} [الحج : 65] ، {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الجاثية : 12].




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.