أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
2918
التاريخ: 2024-03-10
818
التاريخ: 26-9-2016
1472
التاريخ: 22-5-2022
1704
|
قال (عليه السلام) : ان للولد على الوالد حقا ، وان للوالد على الولد حقا : فحق الوالد على الولد : ان يطيعه في كشيء إلا في معصية الله سبحانه ، وحق الولد على الوالد : ان يحسن اسمه ، ويحسن ادبه ، ويعلمه القرآن.
الدعوة إلى التعرف على الحقوق المتبادلة ، توصلا لتطبيقها ، ووصولا لمرحلة العدالة الاجتماعية ، المستوعبة لمتطلبات جيلين من الناس، لهما مشتركاتهما، كما لمرحلتيهما خصوصيات فارقة ، من اجل ترشيد التعامل القائم احيانا على الاستبداد ، بل العنف ، واخرى على الاستخفاف ، بل التمرد ، لما يجده كل من الجيلين من بعد مسافي في أسلوب المعالجة لقضايا الحياة المتنوعة ، او المستجدة ، مما يدعو لتأصيل الحقوق ، والتثقيف عليها ، كوسيلة حماية من التطرف والتجاوز.
وقد عملت الحكمة على ترسيخ قاعدة الاحترام والمودة بين الطرفين ، للعمل المشترك على تفعيل ذلك حياتيا ، فبدأت في التذكير باستحقاق الولد ، تألفا لقلبه ، واشعارا بالعطف والحنان ، وهو ما يتوقع الابتداء به من جانب الوالد ، حيث انه لو تجاهله ، فسيؤدي إلى حرمان الولد مما لا يستطيع احد تعويضه به ، مع انعكاس ذلك على مستوى العلاقة الثنائية ، ثم عطفت – الحكمة – بذكر حق للوالد كذلك ، لكنه (عليه السلام) عندما شرع ببيان التفاصيل ، أشعر الولد بقدسية العلاقة مع والده ، وضرورة مطاوعته ، والانقياد له ، ما لم يؤد إلى معصية الله سبحانه ، الذي لا يتقدم امر على امره ، ويخضع له الجميع ، وينقادوا لحكمه ، لئلا يتوقع احد غير ذلك، ويفرض لنفسه حقا، يستبيح به الحرام ، مما يعتبره طبيعيا له ، كونه الوالد !!
وهنا أراد (عليه السلام) ان يثبت حدا لتجاوزات العباد ، عندما يستسيغ والد ان يأمر ولده بترك عبادة ، او فعل معصية، توهما لاستحقاقه ، ثم ثنى (عليه السلام) بذكر ملامح حق الولد الثلاثة ، التي تبدأ معه وليدا ، وتصاحبه في مراحله اللاحقة ، ليتأمن بعد ذلك حسن خاتمته ، عندما يتعلم القرآن ، ويهتم به كمفردة اصيلة في حياته ، فيقف عند اوامره ونواهيه ، فيتشكل وفقا لمقتضياته التي تنشط فيه خلايا الخير والصلاح ، وتحفزه نحو الأفضل ، فينجو بعمله في يوم القيامة ، مما يقع في غيره.
وان التدقيق في اختياره (عليه السلام):
أ- الاسم ، بما له من دلالة شخصية ترتبط وثيقا بالفرد المسمى ، حتى ينعكس سلبيا ، لنعرف اهمية دقة الاختيار، ومدى تأثيره المباشر في بعض تفاصيل حياة المسمى ، فيلزم الوالد لا يقع تحت تأثير ضغط معين ، في تسميته لولده ، بل يفكر في شراكة الولد في هذه القضية المهمة في حياته ، حتى لتبدو اكثر اهمية مما هو للوالد ، فلا يستعجل، او يستجيب لرغبة معينة ، مهما كانت
ب- الادب ، بما يمثله من بدايات تربوية ، وأسس فكرية ، ومنطلقات ثقافية ، تبقى مع الوالد ، فتسهم في بلورة شخصيته ، وتكوين قناعاته العامة ، التي تترك بصماتها على قراراته المهمة الكبرى ، حيث ان اهمال هذا الجانب في حياة الناشئ يعرضه لمخاطر عديدة ، قد لا يسلم منها يوما ما.
ت- القرآن ، بما يمثله من مجموعة مبادئ وقيم سامية ، تأخذ به بعيدا عن منزلقات التخلف الفكري والثقافي والنهضوي والعصري وساير ما يلزمه التوافر عليه ، باعتباره الإنسان ، ذي الدلالة على القيمة المعنوية الكبرى التي يمثلها وجوده الارضي ، فلا يستهين احد بنفسه ، وينحدر إلى الرذيلة والفساد ، بشتى مظاهرهما المنتشرة ، وهي كثيرة – للأسف - ، بل يعتز بخصائصه ومقوماته الذاتية ، فيبتعد عن اكتساب عادات غرباء الإنسانية ، وانما يمارس نشاطه الحياتي العام من موقع شعوره بأنه المخلوق المفضل ، قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء : 70] ، {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان : 20] {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين : 4] ، وهو ما يبعث فيه القوة لمواجهة موجات تفتيت شخصيته ، وإغرائه بمظاهر معينة، تستجلب منه قواه المعنوية والمادية ، ليكون قالبا مثاليا ، بدون قلب واع لما يراد به.
فالتدقيق في تركيزه (عليه السلام) على هذه الملامح البارزة لتقويم شخصية الولد انما يوضح الهدف من ذلك ، حيث يصلب عوده ، وقوى للتغلب على المؤثرات القاهرة ، التي لا غناء بالمال عنها، لكنها تسد فراغه ، من خلال تمكن حاويها لتحصيل وسيلة العيش الكريم ، بقدراته ، ومواهبه، التي نمت في ظل تربية الوالد ، وأجواء القرآن الراعية للسعي الدنيوي ، والإفادة من الإمكانيات الهائلة التي اتاحها الخالق تعالى ، وهيأها لعباده قال تعالى : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15] ، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} [الحج : 65] ، {اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الجاثية : 12].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|