أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-22
899
التاريخ: 2023-03-20
1468
التاريخ: 2023-11-22
1164
التاريخ: 2024-06-22
690
|
قال تعالى : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة : 1] { بِسْمِ اللَّهِ } آية من الفاتحة ، ومن كل سورة عدا براءة ، باجماعنا ، والنصوص المتواترة. والباء للاستعانة ، إشعارا بأن الفعل ، لا يوجد بدونه ، أو المصاحبة ، لأنّ التبرك باسمه تعالى ادخل في الأدب ، من جعله آلة ، وفي الرّد على المشركين بتبركهم باسم آلهتهم . والسورة مقولة على السنة العبّاد ، تعليما لهم ، أو اشعارا بأن التصدير باسمه وحده في كل فعل وتأليف أمر واجب والتعبير بلفظ الغائب للتعظيم ، كقول الخليفة : الأمير يأمرك بكذا ، وكسر الباء ، ولام الأمر ، ولام الاضافة ، داخلا على المظهر. وحق الحروف المفردة الفتح ، لاختصاصها «1» بلزوم الجر ، والامتياز عن لام الابتداء ، وانما كان حقّها ذلك ، لأنه أخ السكون في الخفة ، ومتعلق الظرف فعل لأصالته في العمل وقلّة الإضمار ، مؤخر لأهمّيّة اسمه تعالى ، ويقدّر في كل مقام ، ما يناسبه ، كأتلو ، وأقرأ ، وأحلّ وأرتحل ، وأذبح ، في القراءة والحل والارتحال والذبح.
والاسم من السّمو ، وأصله سمو حذف عجزه وسكن أوّله ، وزيد في ابتدائه ، همزة بشهادة التكبير والتصغير. أو من السمة ، وأصله وسم ، حذفت الواو وعوّض عنها الهمزة ولم يقل باللّه ، لأن التبرك باسمه ، وليعم كل أسمائه ، واللّه ، أصله إله ، حذفت الهمزة ، وعوض عنها ، أداة التعريف ، لكنّه مختص بالمعبود بالحق ، والإله كان لكل معبود ، ثم غلّب في المعبود بالحق ، وهو من إله ، «بالفتح» عبد أو تحير ، أو «الكسر» سكن أو فزع أو ولع ، لأنه معبود تتحير فيه العقول وتطمئن بذكره القلوب ، ويفزع إليه اهل الذنوب. وقيل : أصله لاه ليها ولاها ، احتجب وارتفع ، فأدخلت عليه الأداة. وفي المرتضوي : اللّه معناه المعبود الذي تأله فيه الخلق ، ويوله إليه ، المستور عن ادراك الأبصار ، المحجوب عن الأوهام والخطرات.
وهو علم شخص ، للّذات المقدسة ، الجامعة لكل كمال ، وإلا لم تفد كلمة الشهادة التوحيد ، وقيل : اسم لمفهوم واجب الوجود ، بدليل سورة التوحيد ، وتفخّم لامه إذا فتح ما قبلها أو ضم ، وحذف ألفه لحن .
و{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} صفتان مشبهتان من رحم «بالكسر» بعد نقله إلى المضموم ، كغضبان من غضب ، وعليم من علم.
والرحمة في الأصل : رقّة القلب المفضية للإحسان ، وهي ونحوها بالنسبة إليه تعالى ، من باب : خذ الغايات واترك المبادي ، فالمقصود غاياتها من الأفعال ، لا مبدئها من الانفعال.
والرحمن : أبلغ لاقتضاء زيادة المباني زيادة المعاني ، وهي هنا ، اما باعتبار الكم ، بحسب كثرة أفراد المرحومين وقلّتها ، وعليه حمل ، يا رحمن الدنيا ، لشموله المؤمن والكافر ، ورحيم الآخرة ، للاختصاص بالمؤمن. أو باعتبار الكيف ، وعليه حمل يا رحمن الدنيا والآخرة ، ورحيم الدنيا ، لجسامة نعم الآخرة كلها ، بخلاف نعم الدنيا ، فمعنى الرحمن ، البالغ في الرحمة غايتها ، ولذا اختص به تعالى ، وانما قدم ، ومقتضى الترقي العكس ، لصيرورته بالاختصاص كالواسطة بين العلم والوصف ، فناسب توسيطه بينهما ، أو لأن الملحوظ في مقام التعظيم جلائل النعم ، وغيرها كالتتمة ، فقدم ، واردف بالرحيم ، للتعميم تنبيها على أن جلائلها ودقائقها منه تعالى ، لئلا يأنف عباده من سؤال الحقير من جنابه وللفاصلة.
وخص البسملة بهذه الأسماء ، اعلاما ، بان الحقيق بان يستعان به ، في مجامع الأمور ، هو المعبود الحقيقي ، البالغ في الرحمة غايتها ، المولى للنعم كلها.
وفي النبوي : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات ، تمامها بسم اللّه الرحمن الرحيم ، . وسئل الصادق (عليه السلام) عن السبع المثاني والقرآن العظيم ، هي الفاتحة ، قال : نعم. قيل : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من السبع المثاني ، قال : نعم هي أفضلهن.
وقال علي (عليه السلام) : بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات ، تمامها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. وقال الصادق (عليه السلام) :
لا تدع بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وان كان بعده شعر. وسئل الرضا (عليه السلام) عن الاسم ما هو؟ قال : صفة لموصوف ... وعنه (عليه السلام) : معنى قول القائل ، بسم اللّه أي أسم على نفسي بسمة من سمات اللّه عز وجل ، وهي العبادة ، قيل له ما السمة ؟ ، قال : العلامة. وسئل الصادق (عليه السلام) عن أسماء اللّه عزّ وجل ، واشتقاقها ، فقال : اللّه هو مشتق من اله ، واله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد. ثم قال (عليه السلام) : للّه عزّ وجل تسعة وتسعون اسما ، فلو كان الاسم هو المسمّى ، لكان كل اسم منها هو إله «2» ، ولكن اللّه عزّ وجل ، معنى يدل عليه بهذه الأسماء ، وكلها غيره. وعنه (عليه السلام) اسم اللّه غير اللّه ، وكل شيء وقع عليه اسم شيء ، فهو مخلوق ، ما خلا اللّه.
وسئل الكاظم (عليه السلام) عن معنى اللّه ، قال : استولى على ما دقّ وجلّ.
وعنه (عليه السلام) الرحمن اسم خاص بصفة عامّة ، والرحيم اسم عام بصفة خاصة.
وقال الرضا (عليه السلام) في دعائه ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما. وسئل الصادق (عليه السلام) عن بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال : الباء بهاء اللّه ، والسين سناء اللّه ، والميم مجد اللّه ، وروى بعضهم ملك اللّه ، واللّه إله كل شيء ، والرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصّة ، وفي آخر ، الرحمن بجميع العالم ، الرحيم بالمؤمنين خاصّة ، وفي تفسير الإمام : اللّه هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وتقطع الأسباب عن جميع ما سواه ، يقول : بسم اللّه ، اي أستعين على اموري كلها باللّه الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، المجيب إذا دعي.
______________________
(1) الظاهر أنّ قوله : (لاختصاصها) تعليل لقوله : (و كسر الباء آلخ)
(2) كذا في الأصل والأصح (إلها) بالفتح كما لا يخفى.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|