المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



ما هو مقدار الحرية الذي بإمكانك ان تمنحه لطفلك؟  
  
1800   09:59 صباحاً   التاريخ: 15-1-2021
المؤلف : د. جانيت هول
الكتاب أو المصدر : ولدي يخاف ماذا افعل؟
الجزء والصفحة : ص15ـ16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2837
التاريخ: 18-7-2017 4031
التاريخ: 12-1-2016 2122
التاريخ: 2024-01-27 1408

على الأهل أن يقيموا توازنا بين منح الحرية لأطفالهم ووضع القيود عليهم. فالأطفال الذين يبالغ الأهل في حمايتهم يحرمون من اختبار الحياة، ولا يمكنهم ان يكتسبوا التقنيات اللازمة لحماية أنفسهم وللتفكير السريع في حال جرت الأمور على غير ما يرام.

الأهل الذين يتحلون بحس المسؤولية يحرصون على ان يكونوا دائما على معرفة بمكان اطفالهم والاشخاص الذين يرافقونهم. يتم تعليم جميع الاطفال ان (الشخص الغريب يشكل خطراً)، وهم يشاهدون يوميا على التلفزيون وصفا مصورا لضحايا حقيقيين.

لم يعد الاهل واعين فحسب بمخاوف اطفالهم بل بدأوا هم انفسهم يشعرون بالغضب وان لا حول لهم ولا قوة في مواجهة اسئلة كهذه :

كيف تشرح لأطفالك ان الحرب العالمية القادمة لن تدمرهم؟ وهل هنالك فرق اذا كانت هذه الحرب تجري على الجهة الاخرى من الكرة الارضية؟ فالأطفال يعرفون ان الحرب النووية لن تترك أي امل بالبقاء.

كيف يمكنك ان تراقب ما يشاهده اطفالك على التلفزيون حتى لا يروا احداثا واقعية مرعبة للغاية تظهر فيها حرب او جريمة عنيفة او كارثة طبيعية؟

 •كيف يمكنك ان تذهب لممارسة رياضة الركض في الساعة السادسة صباحا اذا لم يكن هنالك راشد اخر في البيت؟

كيف يمكنك ان تبدد خوف طفلك اذا كنت انت نفسك لا تملك الاجابات عن هذه الاسئلة؟ اتمنى لو كانت لدي الاجابة فأعطيها لكم في هذا الكتاب. عوضا عن ذلك سأحاول ان اقدم المفاهيم الاساسية التي تعلمها المعالجون النفسيون حول اسباب الخوف وطرق التعبير عنه ووسائل علاجه.

ان السلوك طريق وسطي بين السماح للأطفال بان يغامروا وبين حمايتهم من أي مكروه يشكل تحدياً للأهل ، لكن الاطفال بحاجة لان يتعلموا حماية انفسهم. هذا التعلم يأتي من الاقدام على المخاطرة والنجاح فيها ومن الاخطاء وتصحيحها في المرات التالية.

الاطفال الواثقون من قدرتهم على معالجة الأحداث الضاغطة والتحديات التي تواجههم في الحياة هم اقل عرضة للخوف




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.