أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2020
2048
التاريخ: 24-3-2021
3151
التاريخ: 8-1-2021
1930
التاريخ: 24-10-2019
1998
|
قال (عليه السلام) : (من أصلح سريرته (1) أصلح الله علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه الله امر دنياه ، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه(2) الله ما بينه وبين الناس).
إن الإنسان – غالبا – يهتم في دنياه بأن يكون مظهره وما يواجه به الناس حسنا فلا يريد ان يكون عنه انطباع : بأنه سلبي في تعامله و أفكاره.
ويهتم ايضا بأن يكون مكفي المعيشة وسائر القضايا الحياتية.
ويهتم بأن يكون بعيدا عن المشاكل والمتاعب التي تحدث من اثر الاحتكاك مع الناس بما يجعله مهموما ، مشغول الفكر لذلك.
هذا كله بحسب الحالة العامة الطبيعية ولا يهمنا النادر الشاذ ممن لا يهتم بأي من هذه الثلاث .
وقد عالج الامام (عليه السلام) هذه الثلاثة بما يؤمن للإنسان الاعتيادي التوفر عليها وعدم الخوف من انعكاساتها، وذلك :
1- بأن يكون سره ، وما ينطوي عليه ، وما يضمره في نفسه صالحا وايجابيا سواء مع ربه او مع الاخرين ، وهذا الإصلاح للسر وحسن الطوية يضمنان – إلى حد كبير – المظهر الجيد والعلانية المحمودة والسمعة الطيبة والثناء من الناس و ... و ....
مما يسعى له الإنسان ، والسر في ذلك انه متى كان سلوكه الداخلي ايجابيا فإنه يتصرف ظاهريا كذلك لأنه تعود على التصرف الحسن ومن الطبيعي ان يكون مأجورا من الله تعالى ، محمودا عند الناس.
2- بأن يعمل للدين ويحافظ على التزاماته الشرعية ولا يفرط بعقيدته وشعائره الدينية المقدسة ليتأمن له الجانب الدنيوي من المعيشة والصحة والأمان و ... و .... مما يحتاج إليه وهو ضروري بالنسبة إليه ، لأن {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3].
3- ان يكون متقيا لغضب الله ، خائفا من الله ، مراقبا الله ، يتعامل ويتحرك في جميع مرافق الحياة الخاصة والعامة على قناعة تامة بأن الله معه يحصي عليه تصرفاته ويحاسبه عليها ان خيرا فثواب وإن شرا فعقاب ، ليرتاح من مطبات الشيطان وما يزينه للإنسان من اغواءات ومزالق وعثرات غير مكشوفة ، لأنه بذلك يكون قد وصل إلى ساحل الامان فيتخلص من الفتن والانحرافات سواء في التعامل السوقي او البيتي العائلي او العاطفي او الفكري أو ....
وعليه فيجازيه الله سبحانه بأن يكفيه مؤنة وصعوبة حاجاته إلى الناس فيذلل له كل العقبات وتكون حوائجه ميسرة فلا يهتم لشيء لدى الناس لأنه اطاع رب الناس فسيطر عليهم من خلال ذلك.
وقد وردت هذه الفقرة في بعض النسخ (ومن أحسن فيما بينه وبين الله احسن الله ما بينه وبين الناس).
وعليه فهي ضمان بأن تكون علاقات الإنسان الاجتماعية ايجابية وحسنة ومرضية وجيدة بشرط أن تكون علاقة العبد مع ربه تعالى حسنة ، وذلك كما تقدم بيانه من حيث المواظبة على امتثال الأوامر ، والكف عن النواهي.
وكل هذه الثلاث امرها بسيط وسهل على كل فرد ليحصل بالمقابل على ما يسعى إليه.
فالدعوة إلى الخوف من الله تعالى في السر والعلن ، والالتزام التام بالواجبات الشرعية ، وبما يرضاه تعالى لتتم له الضمانات الثلاث فلا يخاف بعدها شيئا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما يكتم – القاموس – ج2 / ص46 مادة (السر)، وايضا بمعنى النية ، لاحظ المنجد ص 328 مادة (سر).
(2) قد رويت في بعض المصادر هكذا (احسن الله ما بينه وبين).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|