كانت  مياه حوضي دجلة و الفرات تستخدم من قبل العراق و دول الجوار المتشاطئة ، كلاً حسب حاجته بغض النظر عن حجم المساهمة الفعلية في الايراد المائي السنوي ، و لم يحدث للعراق مشكلة مائية ، حيث كان جريان المياه في نهري دجلة و الفرات طبيعياً من بداية منابعهما وحتى دخولهما الاراضي العراقية ، اذ لا توجد تلك المشاريع التي تعيق مجراهما او تمنع المياه من الوصول الى العراق كما يحدث الان ، فقد كان معدل الايراد السنوي (*) لنهري دجلة و الفرات  و للمدة (1932 – 1973) بحدود (79.8) مليار م3 ، وبواقع (29.89)مليار م3 كإيراد سنوي لنهر الفرات ، و (49.19)مليار م3 معدل الايراد السنوي لنهر دجلة.⁽¹⁾

وحتى  مطلع السبعينات كأن هناك فائض مائي كبير في مياه دجلة  و الفرات يذهب الى الخليج العربي, مما حدا بالعراق الى محاولة عقد اتفاق مع دول الخليج العربي لتزويدها بالمياه ، حيث طرح مشروع تزويد السعودية بالمياه العراقية عام 1953 عند زيارة الملك السعودي (سعود بن عبد العزيز) الى بغداد، و يقوم المشروع على اساس نقل المياه من شط العرب الى مدينة الرياض عن طريق الانابيب، و تم عقد اتفاق مع الكويت على نقل المياه لها من شط العرب و لمدة (99)عاماً، و لكن هذا المشروع  لم ينفذ هو الاخر. ⁽²⁾

ويستدل من ذلك هو وجود فائض مائي كبير لدى العراق الى الحد الذي جعل مياه شط العرب صالحة للاستخدام البشري ، و مشروع نقل مياهه يعتبر مجدي من الناحية الاقتصادية بالنسبة لدول الخليج العربي, و اما في الوقت الحاضر و بسبب تراجع ما يصل اليه من مياه دجلة و الفرات و ما يصب فيه من نهر الكارون اخذت تطغى عليه  مياه البحر المالحة.

________________

(*) الايراد المائي السنوي = التصريف م3/ثا × 31536000 ، ينظر: وفيق الخشاب و اخرون ، الموارد المائية في العراق ، مطبعة جامعة بغداد ، ط1 ، 1983 ، ص149 .

(1) وزارة لموارد المائية ، المركز الوطني لإدارة الموارد المائية ، قسم المدلولات المائية ، بيانات غير منشورة ، (2009).

(2) ريان ذنون العباسي ، ازمة المياه في  منطقة الخليج العربي  و البدائل المقترحة لها ، نشرة تحليلات ستراتيجية ، مركز دراسات الاقليمية ، جامعة الموصل ، ع 145 ، 2007، ص13.