المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



لا تقع في شرك ((أجِدُ وقتاً للجميع ما عداك))  
  
1765   01:05 صباحاً   التاريخ: 15-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص210-213
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-24 1939
التاريخ: 18-9-2018 1968
التاريخ: 2023-09-29 1442
التاريخ: 2023-03-07 905

لقد رأينا أن هذا الشرك الذي يسهل أن يقع فيه العديد ، يتسبب في إيذاء العديد من الأزواج لهذا يصعب علينا أن نتحدث عنه ، وكما يعلم أغلبنا جيداً فإنه يصبح من السهل أن تطغي علينا مسؤوليات الحياة ولا نجد وقتاً كافياً ، ونجد أننا نتخبط بصوة يائسة لنقلل جدول أعمالنا ، وكما هو القول الشائع ((يجب ان نضحي بشيء ما)) .

ولسوء الحظ ، بدون وعي منا وبدون أي سوء نية من أي شكل ، فان الذين نحبهم هم الذين يتم تنحيتهم للوراء ، وفي محاولاتنا لأن نقوم بإنجاز جميع الأعمال فانه ينتهي بنا المآل بإهمال أحب الناس لقلوبنا وهم شركاء حياتنا ، أطفالنا والاخرون الذين نكن لهم عميق الحب ، والامر المحزن اننا عندما نقوم بذلك فإننا نوجد هوة مؤلمة بيننا وبين من نحبهم – فما من أحد يحب ان يحس كما لو ان كل الامور والافراد هم اكثر منه في الأهمية ، إنه شعور مؤلم حقاَ ان يتوافر وقت للجميع ولكل شيء ما عداك أنت .

نحن نجد ان الوقت الكافي للقيام بالأعمال ويمكننا تبرير ذلك دائماً بمقولة ((يجب على الجميع أن يعملوا)) ثم تأتي المهام الكثيرة والتي يصعب ذكرها هنا – وسوف يكون هناك العديد من المهام المنزلية التي يجب الانتهاء منها ، ثم هناك التزاماتنا تجاه مجتمعنا وعائلاتنا – السؤال هو كيف يمكننا أن نتخلى عن أي من تلك المسؤوليات ؟ ومن يرغب في أن يفعل ذلك؟ إن لدينا من الالتزامات الاجتماعية أي ان لدينا مسؤولية تلو الاخرى. فنحن نسعى لان نصبح أصدقاء مخلصين وجيراناً طيبين – كيف يمكننا أن نتخلى عن تلك الصفات ؟ وفي نهاية الأمر فان لدينا اهتمامات خاصة بنا ، ونحتاج لممارسة التمارين وكذلك ممارسة هواية ، وقائمة الامور طويلة. لو لم نتوخ الحذر فإننا سنبدأ وببطء في إهمال الأفراد المميزين في حياتنا ، وسوف نمضي وقتا أقل معهم وبالتالي سنشعر بالمزيد من الابتعاد عنهم ، وهو أمر غير مقصود إلا أنه يحدث هكذا  قد تبدأ في الرجوع متأخراً للمنزل ، قد تسافر مرات أكثر ، وتبدأ في إلغاء أو تقليل وقت المواعيد ، وستتقلص مدة الأوقات الخاصة التي نقضيها مع الأسرة أو قد تبدأ في دمج وقتهم في أنشطة أخرى – ولدى تواجدك في المنزل فأنت تقوم بأعمال مختلفة – وغالبا ما تكون أنشطة مثمرة مثلاً: التنظيف ، تنظيم ساحة المنزل الخلفية أو إصلاح شيء ما ، أو أن تهتم بدراسة الأولاد ، أو تقوم بحساب الضرائب المستحقة عليك أو أي من تلك الأعمال .

وبصورة واضحة فإننا نحظى بحياة نشطة بصورة مذهلة ، ولدينا العديد من المسؤوليات المهمة التي تستنفذ الكثير من الوقت وبالتالي سيكون لزاماً علينا أن نقدم العديد من التضحيات والتوصل إلى الحلول بالتفاهم ، إن لدينا العديد من الساعات في اليوم الواحد ولا يستطيع أحدنا أن يقوم بعمل كل شيء. ونحن لا نقترح عليك أن تحدث تغييراً قوياً في الطريقة التي تقضي بها أوقاتك أو أن تقوم بإعادة الترتيب لأولوياتك بالكامل حتى تستطيعوا قضاء المزيد من الوقت معاً.

ومن ناحية أخرى فمن المهم أن تكون على وعي بهذه النزعة ، وأن ترى كيف يمكنها أن تتسلل إلى علاقتك ، وسيساعدك كثيراً أن تفكر ملياً في الرسائل التي تبعثها في الواقع لشريكك. فبالرغم من حبك لشريكك أكثر من أي شخص آخر في الحياة ، فإن الرسائل التي تبعثها لشريكك قد تتناقض مع هذا الحب وتصدق المقولة القديمة الشائعة: ((إن أعمالك تتحدث بصوت أعلى من كلماتك)) .

قد لا تتواجد طريقة مثالية لتخطي تلك النزعة ، لكننا بالقطع لم نتوصل لأي منها – إلا أنه أمر عظيم الفائدة (بصورة منتظمة) أن تفكر بكل أمانة في علاقتك لترى أين تتسلل تلك العادة أو أين يمكنها أن تتسلل لحياتك في المستقبل ، وتوصلك لمعرفة الحل سيساعدك في إحداث التعديلات المطلوبة الضرورية ، وأن تتعلم رفض المطالب الاخرى ، وتستطيع أن تضع الحدود ، أو أن تقوم بالتخلي عن العادات التي تتداخل مع علاقات الحب ، ونأمل أن تستفيد من تلك الاقتراحات كما استفدنا نحن .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.