المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأبوان اللذان يعملان وعلاقتهم بالأطفال  
  
1623   02:04 صباحاً   التاريخ: 20-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص31ـ32
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2018 1651
التاريخ: 18-8-2021 2256
التاريخ: 16-2-2021 1773
التاريخ: 12-6-2018 1928

لعل العمل المتواصل والطويل يسرق الأب من أبنائه أياما بل أسابيع فلا يعد الطفل يراه. ورابطة الطفل بوالديه أكبر من رابطته بأي لعبة وأي مبلغ من المال فالوالد الذي يعمل صباحاً في دائرته ومساءً في مكتبه أو متجره ويصل إلى البيت غاية في التعب والإرهاق سرعان ما يلجأ إلى فراشه وقد يجد طفله نائماً ويتركه في الصباح نائماً وقد لا يلتقي به إلا وقتاً ضيقاً أو ساعات محددة أسبوعياً أو كل ثلاثة أيام وهذه اللقاءات لا تخلق بينهم علاقة أو وشائج قوية ولا يحصل ذلك التعلق بينهما مما قد يؤدي سلباً في علاقته مع طفله.

وعلاقة الصداقة سرعان ما تنتج أو تعقد مع الطفل الاجتماعي بمجرد ابتسامات لطيفة ومداعبات حلوة قد تزداد كلما تمت تلبية طلبات الطفل من حلويات ولعب ومشتريات ونزهات وأمسيات فقد يزيد تعلق الطفل بوالده مما يشكل علاقة صداقة ليس لها حدود في نفسية الطفل وكلما زاد الوقت كلما غاصت هذه الصداقة عميقا في نفسيته وهذه العلاقة لها أعمق الأثر في التربية وفي الصداقة وأثناء فترات الدراسة والمراهقة وحتى الشباب بعكس الأب الذي يفارق أولاده فترات طويلة دون سبل اتصال مما سيؤدي حتما إلى علاقة بعيدة كعلاقة الغرباء بهم. وقد يترك الطفل خلال فترات عمل الأبوين (إذا كان الاثنان يعملان) عند الجيران أو عند والدة الاب أو عند مربية أو خادمة وكل السبل تجعل الطفل محتاجاً لوالديه وقد يكتسب كآبة من تركه بهذه الشاكلة وقد تأتي الأم من دوامها متعبة ومرهقة وهي غير قادرة على تلبية طلبات طفلها وأخذه بالأحضان واعطائه حقه الذي يحتاجه فإن البيت قد ينتظرها وهناك الطبخ والغسيل وشؤون البيت الأخرى مما يؤدي إلى إهمالها الطفل أيضاً وقد يلجأ إلى النوم لكنه لم يشبع من شم عطر أمه وهذه العلاقة تختلف تماماً عن الطفل الذي هو تحت أنظار والدته عندما تكون غير موظفة ويكون والده ذو علاقة مهمة به فيكون بانتظاره بنهم وشغف شديدين لئن والدته تقوم بزرع الآمال في نفسه إلى الهدايا والطلبات التي سيجلبها له والده عندما يعود من العمل سواء بالفاكهة التي يحبها أو الحلويات أو ما شابه ولذلك تكون العلاقة أجمل وأسمى من علاقة الطفل الذي لا يرى والديه إلا وقتاً يسيرا من اليوم وقد يكونا مرهقين ولا يعطونه حقه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.