أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-7-2016
2228
التاريخ: 8-10-2014
1635
التاريخ: 8-10-2014
1549
التاريخ: 8-10-2014
3083
|
بالرغم من أن المفسّرين قد نقلوا أسباباً عديدة للنزول، إلاّ أنّ أيّاً منها ـ كما سنرى ـ ليس سبباً للنزول، بل إنّها في الواقع بيان المصداق والوجود الخارجي لها.
على كل حال، فإنّ هذه الآية {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100] ـ التي وردت بعد الآيات المتحدثة عن حال الكفار والمنافقين ـ تشير إِلى مجموعات وفئات مختلفة من المسلمين المخلصين، وقسمتهم إِلى ثلاثة أقسام:
الأوّل: السابقون في الإِسلام والهجرة: (والسابقون الأولون من المهاجرين).
الثّاني: السابقون في نصرة وحماية النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه المهاجرين: (والأنصار). الثّالث: الذين جاؤوا بعد هذين القسمين واتبعوا خطواتهم ومناهجهم، وقبولهم الإِسلام والهجرة، ونصرتهم للدين الإِسلامي، فإنّهم ارتبطوا بهؤلاء السابقين: (والذين اتبعوهم بإحسان)(1).
ممّا قلناه يتبيّن أنّ المقصود من «بإحسان» في الحقيقة هو بيان الأعمال والمعتقدات لهؤلاء السابقين إِلى الاسلام التي ينبغي اتباعها، وبتعبير آخر فإنّ (إحسان) وصف لبرامجهم التي تُتَّبَع.
وقد احتمل أيضاً في معنى الآية أنّ (إِحسان) بيان لكيفية المتابعة، أي أن هؤلاء يتبعونهم بالصورة اللائقة والمناسبة. ففي الصورة الأُولى الباء في (بإحسان) بمعنى (في)، وفي الصورة الثّانية بمعنى (مع). إلاّ أنّ ظاهر الآية مطابق للتفسير الأوّل.
وبعد ذكر هذه الأقسام الثّلاثة قالت الآية: (رضي الله عنهم ورضوا عنه).
إن رضى الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء هو نتيجة لإيمانهم وأعمالهم الصالحة التي عملوها، ورضاهم عن الله لما أعد لهم من الجزاء والعطايا المختلفة التي لا تدركها عقول البشر. وبتعبير آخر، فإنّ هؤلاء قد نفذوا كل ما أراده الله منهم، وفي المقابل أعطاهم الله كل ما أرادوا، وعلى هذا فكما أنّ الله سبحانه راض عنهم، فإنّهم راضون عن الله تعالى.
ومع أنّ الجملة السابقة قد تضمنت كل المواهب والنعم الإِلهية، المادية منها والمعنوية، الجسمية والروحية، لكن الآية أضافت من باب التأكيد، وبيان التفصيل بعد الإِجمال: (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) ومن إمتيازات هذه النعمة أنّها خالدة، وسيبقى هؤلاء (خالدين فيها) وإذا نظرنا إِلى مجموع هذه المواهب المادية والمعنوية أيقنا أن (ذلك الفوز العظيم). أيّ فوز أعلى وأكبر من أن يدرك الإِنسان أن خالقه ومعبوده ومولاه قد رضي عنه، وقد وقّع على قبول أعماله؟ وأي فوز أعلى من أن يحصل الإِنسان على مواهب خالدة نتيجة أعمال محدودة يعملها في أيّام هذا العمر الفاني؟
_______________
1-لقد عدّ الكثير من المفسّرين (من) الواردة في جملة (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) تبعيضيه، وظاهر الآية أيضاً كذلك، لأن حديث الآية عن طلائع الإِسلام والسابقين إِليه، لا عن جميع المسلمين. أمّا الباقون فإنّهم يدخلون في مفهوم الجملة التالية، أي: (التابعون).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|