أول أنواع الكتابة كان ((لغة الكتابة بالأشكال)) ، وهذه الكتابة تتمثل بمجموعة من الرسوم والنقوش التي لها دلالات معينة لا يعرفها سوى المجتمع الذي اخترعها. وقد وجدت هذه الكتابة في جميع المجتمعات المتباعدة منها والمتقاربة، وهذا يشكل دليلا قاطعا على أن التفكير الإنساني كانت تشغله الهموم ذاتها فيما يخص معضلة الاتصال أكان من الهنود الحمر أو من قبائل المايا ، حيث طورت مجتمعان الهنود الحمر نظاما مشابها للمجتمعات التي كانت تعيش في منطقة الهلال الخصيب، أو في أقاصي الشرق. وقد فكرت جميعها باستخدام هذه الرسوم والنقوش التي اصطلح على تسميتها باللغة التصويرية (Pictography) كبداية انطلاق. وهنا نلمس حقيقة أخرى مهمة جدا وهي أن الصورة كانت أول تعبير ملموس لمشاعر الإنسان، وهذا التعبير يعتبر في أبسط أشكاله ، وسنكتشف فيما بعد، أنه ورغم بساطة شكله في التعبير ستكون الصورة وعبر جميع المراحل التاريخية التي مربها الإنسان من أهم وسائل التعبير لدى الشعوب المختلفة حتى وصلت في يومنا هذا لتكون، ودون منازع ، أهم وسيلة للتعبير عبر الوسائل الحديثة للاتصال كالسينما والتلفزيون، وأنها تشكل لغة مختلفة قائمة بذاتها لها تقنياتها ومفرداتها تماماً كاللغة المكتوبة.