أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2022
2020
التاريخ: 11-7-2022
2097
التاريخ: 9-1-2016
2027
التاريخ: 21-4-2016
2127
|
لقد حرص الإسلام على استقرار الاسرة حرصا شديداً، وعمل بجدية ونشاط كبير من أجل إبعادها عن جميع الاسباب التي توجد لها القلق والاضطراب والعوامل التي تؤدي إلى الشذوذ والانحراف؛ لأن الذي ثبت في علم التحليل النفسي يؤكد: (بان قيم الاولاد الدينية والخلقية انما تنمو في محيط العائلة) (1).
وعليه، ينبغي ان يكون جو العائلة، ومحيطها مفعما بالحب والحنان والدفء والانسجام وعدم الاضطراب لان الاضطراب يعتبر من اهم الاسباب التي تؤدي إلى انحراف الاحداث وآلامهم النفسية، واضطراباتهم العصبية. لذا اهتم الاسلام بكيفية صيانة الاسرة من التراجع القهقري في الحياة وسقوطها في مهاوي الشذوذ،؟ وشباك الانحراف، فحدد المسؤوليات للآباء والامهات والابناء في الاسرة والمجتمع لتسير الحياة الاسرية والاجتماعية سيراً متوازناً ومستقراً، بعيداً عن جميع عوامل القلق والاضطراب والتهاوي، وتحديده المسؤوليات على النحو الآتي :
أولا : مسؤولية الاب:
لقد عنى الاسلام الحقيقي بالأب عناية خاصة، فاهتم بتربيته واعداده اعداداً يتماشى مع تفوقه التكويني والعقلي ، فأناط به مسؤوليات جسام لا تقتصر عن تربية الاطفال وتهذيبهم وآدابهم وتحليهم بالأخلاق الحسنة والسجايا الحميدة والعادات الطيبة، وابعادهم عن كل سوء وشر وخلق سيء ليكونوا أعضاء صالحين ونافعين لأنفسهم ومجتمعهم وأمتهم علنا بأن الولد بعضاً من الاب وانما هو نفسه ويحكي كيانه ووجوده.
يقول المربي الاول في الاسلام الإمام علي (عليه السلام) :
(وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئا لو أصابك اصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من نفسي).
ويقول الامام زين العابدين (عليه السلام):
(فاعمل في أمره (أي ولدك) عمل المتزين بحسن اثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه، والاخذ له منه..)(2).
ومن المؤكد ان مسؤولية الاب عظيمة وكثيرة نذكر بعضاً منها :
1ـ الاهتمام بأبنائه وإغداق العطف والحنان عليهم.
ينبغي على الاب ان يولي ابناءه عناية فائقة، ويغدق عليهم بالعطف والحنان والحب لما في ذلك من أثر فعال في ازدهار شخصياتهم فكريا وتربوياً وأخلاقياً.
وقد أكد الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) على العناية بالأبناء تأكيداً شديداً وحث عليها (صلى الله عليه وآله) وجسدها عملياً مع الحسن والحسين (عليهما السلام) فكان يحملهما ويشمهما ويقول:
(هذان ريحانتاي من الدنيا من احبني فليحبهما) (3). وكان اقباله لهما وعنايته بهما يثير الانتباه.
ولقد روي: ان الاقرع بن حابس لما رأى شدة اقبال النبي (صلى الله عليه واله) على حفيديه قال له : ( ان لي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم ...) فغاظ النبي ذلك. وقال له : ( ما عليّ أن نزع الله الرحمة منك)(4).
وعليه، فان هذا التأكيد الاسلامي الشديد على العناية بالأبناء وحبهم له مردود ايجابي مهم في تقوية الكيان التربوي لهم ونمو وتقدم شخصياتهم اضافة إلى ابعادهم عن خطر الامراض الاجتماعية والاخلاقية وبؤر العقد النفسية التي تشكل عاملا خطيرا في خلق الميل نحو السلوك العدواني، والاجرامي الذي بدوره يهدم الكيان الفردي والبناء الاجتماعي، فيوقف عجلة مسيرة الحياة والتطور والارتقاء والتكامل.
2- اتباع سياسة العدل والانصاف بين الابناء:
لقد اوصى الاسلام الاباء باتباع سياسة العدل والمساواة بين الابناء باعتبارها عنصرا من عناصر التربية التي نادى بها وحث عليها لان التمييز بين الابناء وخصوصا الاطفال يؤدي إلى خلق العداء والكراهية والبغض والغيرة والحسد فيما بينهم، اضافة إلى اضطرابهم النفسي وتأخرهم فكريا وتربوياً، وتراجع شخصياتهم عن اخذ دورها الفاعل في المجتمع والحياة والقرار.
وقد اكد الآيات القرآنية والروايات الشريفة على المساواة بين الابناء في العطف والحنان والتعامل وعدم التفريق بينهم مطلقا في ذلك. والقرآن الكريم بيّن بوضوح لا لبس فيه، ان اخوة يوسف (عليه السلام) حينما شعروا بحب يعقوب (عليه السلام) الشديد له حسدوه، وتآمروا عليه بطرحه ارضا ولكنهم قرروا في النهاية القاءه في غيابت الجب، ليخلوا لهم وجه ابيهم (عليه السلام).
قال تعالى : {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [يوسف: 8 - 10]
وروي عن الرسول الاعظم انه قال :
( اعدلوا بين اولادكم في السر كما تحبون ان يعدل بينكم في البر والعطف)(5).
ونظر (صلى الله عليه واله) إلى رجل له ابنان فقبل احدهما وترك الاخر فنهره (صلى الله عليه واله) وقال له : (هلا ساويت بينهما؟)(6).
وهكذا يحث الاسلام الحنيف الآباء على المساواة والعدل بين الابناء لصيانتهم من الامراض النفسية والاجتماعية الخطيرة التي تنذر بالهلاك والعذاب النفسي الدائم، وتفتيت عضد المجتمع والعلاقات الانسانية.
3- اظهار الحب واشاعة الود في جو الاسرة:
أن اهم ما اجمع عليه علماء التربية والاخلاق هو: ان الطبيعة الخاصة للاب والمعاملة التي يتعامل بها مع اسرته والصفات التي يحملها تترك اعمق الاثر في تكيف الكفل ، فان كانت معاملته حسنة، وصفاته وعاداته جيدة ازدهرت شخصية الطفل، وتقدم نموه الفكري والنفسي والاخلاقي، وان كانت معاملته سيئة وصفاته وعاداته غير جيدة، تركت في سلوكه أسوأ الاثر، مما يؤدي إلى تقهقر شخصيته، وتوقف عملية نموه الفكري والنفسي وبنائه الاخلاقي والانساني.
وعليه ينبغي على الاب ان يُظهر الحب لأفراد اسرته، ويشيع الود والحنان بينهم، ويخلق جواً من التفاؤل والدعة والاستقرار لينعموا به، وان يغمرهم بالعطف واحاسيس الرقة والشعور بالمسؤولية، وان يهتم بصورة خاصة بزوجته ويقابلها بالإحسان، ويوفر لها جميع ما تحتاج اليه – إن أمكن ليمكنها من القيام بمسؤولياتها التربوية والادارية خير قيام.
ان الاسلام يؤكد تأكيدا قويا على مراعاة الاسرة ومداراتها بصورة عامة والزوجة بصورة خاصة فقد ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) انه قال: (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي).
وقال (صلى الله عليه واله): (خير الرجال من امتي الذي لا يتطاولون على اهلهم، ويحنون عليهم ولا يظلمونهم ) ثم قرأ قوله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)(7).
وقال (صلى الله عليه واله): (عيال الرجل أسراؤه واحب العباد إلى الله عز وجل أحسنهم صنيعا إلى اسرائه).
وروي عن الامام الباقر (عليه السلام) قوله: (رحم الله عبدا احسن فيما بينه وبين زوجته، فان الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها).
وقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله: (اتقوا الله في الضعيفين، يعني: المرأة والمملوك).
وهكذا تستمر الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) في الحث على توعية الاب وتربيته واشعاره بمسؤوليته التربوية المهمة، وتوجيهه إلى الاهتمام بأسرته وخصوصا الاطفال وعملية اختيار الزوجة لما لها من مدخلية واهمية في تربية اطفالهما وعموم الابناء والعمل على توفير مستلزمات تقدمهم وتطورهم وازدهار شخصياتهم ونموهم الفكري ونضجهم النفسي والخلقي ليكونوا اعضاء صالحين في المجتمع وفاعلين في عملية بنائه الاخلاقي والاجتماعي والانساني.
4- تأديب الابناء ومراقبة سلوكهم :
إن من اهم الواجبات الملقاة على عاتق الآباء هو القيام بتأديب الاطفال، ومراقبة سلوكهم خوفا من شذوذهم او ارتكابهم ما يخالف التقاليد الدينية والاجتماعية او يجافي الآداب العامة، او جنوحهم نحو الشر وارتكاب الجريمة، فيجب على الاباء الاسراع في تأديبهم وتربيتهم ، وقلع روح الشر والعدوان من نفوسهم، وتوجهاتهم في الحياة.
لذلك اهتم الاسلام الحنيف اهتماما كبيرا بهذا الجانب المهم في الحياة التربوية والاجتماعية والانسانية، فقد ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) أنه قال :
( لئن يؤدب احدكم ولده خير له من ان يتصدق بنصف صاع كل يوم).
ومن حديث آخر له (صلى الله عليه واله):
( أكرموا اولادكم واحسنوا تأديبهم يغفر لكم).
وقد حث الاسلام على مصاحبة الابناء في سني حياتهم المبكرة، ومراقبة سلوكهم وتصرفاتهم اليومية ومتابعتهم في البيت والمدرسة والشارع والمجتمع جهد الامكان للحيلولة دون شذوذهم وانحرافهم عن السلوك المستقيم على أي حال، فان الاسلام ألزم الآباء بمسؤولية شرعية تنص على انهم مسؤولون امام الله تبارك وتعالى، عن تأديب ابنائهم ومراقبة سلوكهم والعمل بجد وإخلاص في إبعادهم عن أي انحراف ونزعة شريرة ومن الواضح ان الجرائم الاخلاقية التي تصدر عن الاحداث في كثير من الاحيان ناشئة من عدم مراقبة الاباء والمربين لهم ومتابعتهم لما يصدر منهم من شذوذ وانحراف ظناً منهم ان هذه التصرفات عندما يفقد المراقبة والمعاقبة يامن ويتشجع على ارتكاب المزيد من الموبقات والانحراف، لان كما قال امير المؤمنين (عليه السلام) :
(من امن العقوبة اساء الادب) فيتمادى في الشر والاثم حتى يتطبعا في نفسه ويصبحا عادة له.
5- الابتعاد عن القول الفاحش والكلام البذيء:
من الحقيقة بمكان ان الاب اذا اراد ان يؤثر في سلوك ابنائه، ويجعل كلامه وسيرته تنفذ إلى اعمال قلوبهم وتطبع في نفوسهم وعقولهم يجب عليه ان يكون قدوة لهم في الاقوال والافعال والمعاملة وعليه ان يتجنب القول الفاحش والكلام البذيء والافعال السيئة وان يتطابق قوله مع فعله في الواقع لأنه عميد الاسرة والمسؤول عن اقامة الكيان التربوي والاخلاقي.
أضف إلى ذلك ان الطفل وكما هو معلوم لا يمكن له ان ينشأ نشأة سليمة سوية وهو يرى ابويه يفعلان المنكر، ويقترفان الاثم او يطلبان منه ان يقول الصدق وهما يكذبان، فهذا مستحيل.
لذا حذر الاسلام الحقيقي من هذه المظاهر الخطيرة ونهى عنها واعتبرها من اخلاق غير المؤمنين بالله سبحانه وانها على خباثة النفس والسلوك المنحرف فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : ( اياكم والفحش فان الله لا يحب الفحش والتفحش).
وقال (صلى الله عليه واله): (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
وقال : ( الجنة حرام على كل فاحش ان يدخلها).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): ( اياكم والطعن عن المؤمنين ... ما من انسان يطعن في عين مؤمن الا مات شر ميتة، وكان قمنا ان لا يرجع إلى خير) (8).
اجل إن الطعن والفحش والبذاءة في الكلام، مذموم ومنهي عنه وصاحبه لا يرجع إلى خير ولا يستطيع ان يزرع خيرا في نفوس ابنائه واسرته وانما يغرس شرا ويحصد مثله.
لذا ينبغي الابتعاد عنه وتجنبه البتة لكي تستقيم حياة الاسرة والابناء ويستوي سلوكهم وتسعد احوالهم وتزدهر.
6- عزل الابناء عن البنات في المنام:
من الامور المهمة التي يجب ان ينتبه لها الاباء ويعلموا بها هو ان يعزلوا بناتهم عن ابنائهم الذكور في المنام، لإبعادهم عن الاستثارة الجنسية جهد الامكان لان نفسية الطفل سريعة التأثر
المثيرة.
يقول الامام الباقر (عليه السلام) لجابر: ( اياك والجماع حيث يراك صبي يحسن ان يصف حالك)(9).
وقال الامام الصادق (عليه السلام): (لا يجامع الرجل امراته ولا جاريته وفي البيت صبي فان ذلك يورث الزنا).
وقال الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله):
( والذي نفسي بيده لو ان رجل غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يرهما ويسمع كلامهما ونفسهما، ما افلح ابدا، ان كان غلاما كان زانيا او جارية كانت زانية).
7- تغذية الابناء من الحلال وابعادهم عن تناول الحرام:
لقد اهتمت الشريعة الاسلامية المقدسة بالأطفال وجاء اهتمامها منصباً على نشأتهم منذ البداية وهم لا يزالون في مرحلة الجنين، فامرت الاباء تناول الحلال والابتعاد عن الحرام لكي تكون النطفة من عناصر الرزق والحلال فتكون بذلك نظيفة وغير ملوثة بالحرام، تجنبا للآثار الوضعية السيئة والخطيرة المترتبة على الاكل الحرام والكسب الحرام.
كما امرت الشريعة ايضا الاباء ان يطعموا ابناءهم من الحلال وان يحرصوا كل الحرص على تعويدهم على ذلك منذ نعومة اظفارهم، وان يتجنبوا اكل طعام حرمه الله تعالى، كالمغصوب ونجس العين او النجس الذي يتلوث بالنجاسة الخارجية، او من ثمن السحت الحرام، لان للتغذية اثراً فعالاً في سلوك الطفل، وتكيفه ونمو شخصيته.
ان الاسلام شديد الحساسية من كل ما يعوق الطفل وازدهار شخصيته، والتغذية الملوثة بالحرام تؤثر اثرا ذاتيا في دخائل النفس، وتوقف فعالياتها السلوكية فتغرس فيها النزاعات الشريرة كالقسوة والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير، وقد راعى الاسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب، فالزم بإبعاد الطفل عن الغذاء الحرام.
فقد اثر عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) انه رأى ريحانته وسبطه الاول الامام الحسن (عليه السلام) قد اخذ من تمر الصدقة فجعلها في فيه وكان طفلاً فزجره وقال له : (ارم بها اما علمت أنّا لا نأكل الصدقة).
وهكذا يسعى الاسلام حثيثاً، ويعمل جاهدا على تربية الاباء والابناء معا على تناول الحلال والكسب الذي فيه لله رضاً لينشأ الاطفال نشأة طيبة تقر بها العيون وتفرح بها القلوب، فيتحقق بذلك مجتمع السعادة والرخاء والحياة الهانئة.
وهذه جملة من واجبات الاب ومسؤوليته تجاه اسرته وابنائه ومن يعول بهم ذكرناه على سبيل الايجاز والاختصار ومن اراد التوسعة فليراجع المصادر الخاصة بذلك.
ثانياً: مسؤولية الام:
المرأة هي العمود الفقري في المجتمع، والعنصر المهم الذي يدور المجتمع مداره وهي المحور الرئيسي ومركز الاسرة وثقلها الاكبر ومصدر الدفء والحنان والحب وهي المدرسة الاصلاحية والتنظيمية والقاعدة الاساسية التي يرتكز عليها المجتمع برمته.
والمرأة اذا اعدت اعدادا صالحا وهذبت طباعها وحسنت اخلاقها هو بالحقيقة اعداد لشعب طيب الاعراق ، وكلما كانت مؤمنة مهذبة كريمة في اصلها سمت مكانتها وارتقت مرتبتها وازدهر عطاؤها وخصوصا التربوي والتهذيبي منه وهذا دوره فعال واثره عظيم في نشأة الاطفال وتوازن سلوكهم وتكاملهم.
والمرأة مهمة في جميع ادوارها ولكن اهميتها تكبر وتعظم عندما تكون في دور الامومة لأنها القطب المهم بل الاهم في عملية التربية وبناء شخصية الطفل ورقيه وتكامله.
مسؤولية الام في بناء شخصية الطفل :
لا شك ان الام هي المدرسة الاولى في صنع مستقبل الطفل وهي التي تبني شخصيته واتجاهاته وعاداته واخلاقه وتحلق به نحو عالم الخير والكمال، وجعله متسما بالصلاح والاتزان شريطة ان تكون مهذبة صالحة وانشاء الجيل الصالح مقرون بها حتما.
ان الام تتحمل مسؤولية كبرى في تقدم مسيرة الطفل وهي مسؤولة عن مستقبل الامة وصلاحها وانطلاقها وصنع الحضارة الراقية.
ومن هنا تظهر اهمية تأكيد الاسلام على تكريم المرأة واختيار الزوجة والمبالغة في احترام الام والرفق بالنساء وبالمناسبة ان المرأة لم تحظى بهذا التكريم والثناء والاعتبار الا في ظل الاسلام الحقيقي حيث احترمت ونالت جميع حقوقها وملكت ارثها ولها حق التملك والتصرف في املاكها ولها الحرية الكاملة في تأدية واجباتها وتكاليفها الشرعية.
الا انها وبالأسف الشديد اهينت وفقدت كرامتها بل وانسانيتها وكل حقوقها على يد شرائع ما قبل الاسلام وغدت كسقط المتاع، وتباع وتشترى وتدفن مع زوجها وهي حية حين يموت (ويحكم عليها زوجها بالموت دون رقيب او مؤاخذة)(10).
( وهي امر من الموت ومن يرضى الله يهرب منها، اما الخاطئ فيقع في اشراكها)(11).
واما في ظل الجاهلية فقد اشار القرآن الكريم إلى ذلك:{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ } [التكوير: 8، 9]
وقال تعالى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [النحل: 58، 59]
واما في ظل المدنية الحديثة – كما يزعمون – فقدت المرأة سترها وحجابها وعفتها وشرفها وامومتها. وهل هناك شيء اغلى من كل هذا.؟!
نعم، ان الاعم الاغلب من النساء فقدن دينهن وحياءهن في ظل هذه المدنية بل الجاهلية تحت مسميات مادية وشهوانية وشيطانية ما انزل الله بها من سلطان.
ونعود إلى الام ومسؤولياتها الكبيرة في التربية والبناء . الام ( الريحانة وليست بقهرمانة). الام التي يقول عنها النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) (الجنة تحت اقدام الامهات).
الام والرعاية التربوية:
ويقصد بالرعاية التربوية: رعاية الطفل من قبل الام من حين فطامه إلى حين بلوغه.
ان رعاية الام التربوية ملحوظة وكبيرة لأنها قد توفرت فيها بعض الدوافع الذاتية لرعاية الطفل وتربيته ولعل من اهمها:
1ـ انها اصبر من غيرها، واحرص على تربية اطفالها ورعايتهم للدوافع الفطرية التي اوجدها الله تعالى في قراره نفسها بالإضافة إلى ما تكنه لأطفالها من حب عظيم يسري في دمائها و شرايين عقلها وقلبها ووجدانها.
2- انها الاكثر علما وخبرة بنفسيات ابنائها اطفالا وكبارا – والاوسع دراية وامعانا في اخلاقهم والأبصر بالأساليب والوسائل التي تجدي نفعا في نموهم وازدهار شخصياتهم، والاخذ بأيديهم وتوجيههم نحو الخير وابعادهم عن مواطن السوء والموارد الشر.
3- نتيجة لحاجة الطفل الملحة والطبيعية لامه، وسرعة الاستجابة لها بحكم فطرته، فهو يبذل ما في وسعه من اجل كسب رضاها وتنفيذ رغباتها متى شاءت، لذا فهي تتحمل مسؤولية خطيرة وواجبا كبيرا من الرعاية والتربية لأطفالها فان هي احسنت القيام بهذا الدور كما ينبغي فهي الام الصالحة الوفية لأبنائها ومجتمعها وستجري خيرا في الدارين وقد وعدها الله خيرا وجزاءً اوفى.
واجبات الام:
بناء على المسؤولية الكبيرة على عاتق الام من تربية وتوجيه ورعاية لأطفالها وخدمة لامتها ووطنها تحتم عليها ان تقوم بواجباتها المنوطة بها بأحسن ما يرام وافضل ما يكون لترضي ضميرها وتكسب رضا ربها، وتؤدي دورها الفاعل تربويا وانسانيا ووطنيا وشرعيا ليصدق عليها انها ام حقيقية بمعنى الكلمة والا فلا.
ويمكن ان نعرض واجباتها بصورة اجمالية كما يأتي :
1ـ على الام ان تسهر على تربية ابنائها وخصوصا الاطفال منها وترعى سلوكهم وتزرع في نفوسهم النزعات الخيرة الطيبة والمثل العليا والخلق الكريم.
2- تشجيع اطفالها بكل ما اوتيت من قوة وطاقة على ان يسلكوا كل سلوك حسن وتحبذه اليهم، وتحاول ان توقفهم وتلمسهم النتائج الحسنة والعواقب المحمودة المترتبة على فعله والالتزام به.
3- يجب ان تكون الام بمستوى المسؤولية الشرعية فتحافظ على العفة والحجاب وحسن السلوك والآداب الاسلامية والقيم الاصلية. ولا تتبرج تبرج الجاهلية حتى تكون قدوة حسنة لأبنائها وبناتها لكي يلتزموا جميعا بالشرف والاستقامة .
4- ان تفهم ابناءها وخصوصا الطفل مساوئ الشارع وما يجري فيه من سلوك مجاف للقيم والاخلاق وانه يعج بالمنحرفين الذي هم مصدر تلويث الاطفال وانحرافهم وبعد ذلك تعمل بجد على ابعاد الطفل من المكوث في الشارع واللعب مع المنحرفين.
5- ان تمنع اطفالها صغارا وكبارا من كل ما من شانه ان يكون سبباً في السقوط والانحدار نحو الرذيلة والمجون وتحلل الشخصية كقراءة كتب الضلال ...
6- ان تساعد زوجها في تأديب الابناء وحملهم على السلوك القويم واخباره بكل ما يحصل من شذوذ وانحراف ليسهل معالجته معاً.
7- ان تحترم اباهم وتشعرهم بمقامه ووجوب تعظيمه وتوفيره حتى يستطيع القيام بتأديب وتوجيه من شذ منهم وارغامه على السلوك المستقيم.
8- على الام ان تحسن العشرة مع زوجها وتنسجم معه، وتعمل على ارضائه وتبتعد عن المشاكسة والمخالفة حتى تتمكن واياه من القيام بتربية اطفالهما تربية صحيحة وسوية وابعادهم عن الاضطراب وخلق العقد النفسية وقد حث الاسلام الحقيقي المرأة على ارضاء زوجها وحرم عليه اتيان ما يكره فقد ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) انه قال :
( ايما امرأة اذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا عدلا ولا حسنة من علمها حتى ترضيه) (12).
وقال (صلى الله عليه واله): ( لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها)(13).
وقال الامام ابو جعفر (عليه السلام): ( ايما امرأة قالت لزوجها : ما رأيت منك خيراً قط فقد حبط عملها) (14).
9- ان تكون الام معتدلة في تربية اطفالها وان لا تسرف في دلالهم لان الاسراف له مضاعفات سيئة ويؤدي إلى تأخر التربية وعدم تحمل المسؤولية في الظروف الصعبة.
10- يجب على الام ان تربي بناتها بالطهارة والعفة وارتداء الحجاب وعدم لبس الملابس غير المحتشمة، وعليها مراقبتهن وتفحص شؤونهن حتى لا يتلوثن بالأخلاق الفاسدة والعادات السيئة والافكار الضالة والعقائد المنحرفة وان ترشدهن إلى محاسن النساء الخالدات في التاريخ كفاطمة (عليه السلام) وخديجة وزينب وآسية ومريم وغيرهن عليهن افضل التحية والسلام.
والبنت اطوع لامها من الولد، فعليها ان تعتادها وتصلح شانها وتعدها جيدا لتأخذ دورها في الحياة والبناء وصنع المستقبل المشرف المفعم بالتفاؤل والامل وايجاد الحضارة الراقية.
11- واخيرا وليس آخراً يجب على الام ان تجنب ابناءها وبناتها كل الطرق الاجرامية والعادات البغيضة الضارة وتحذرهم من كل سلوك لا يتفق مع القيم الدينية والثوابت الشرعية والعرفية والاجتماعية، وتبين لهم ما يترتب عليه من الاضرار التي تلحق بهم وباسرهم ومجتمعهم ومستقبلهم.
هذه هي بعض الواجبات التي يجب على الام مراعاتها والقيام بها وتطبيقها على واقع حياتها كام وزوجة حتى يتسنى لها اعداد جيل صالح في مجتمع فاضل يروم التقدم والعلا وينشد التطور والسمو.
وهنا ملاحظة هامة يجب الالتفات اليها من قبل الام والاب لأنها تدخل في صميم مسؤولياتها وهي :
ملاحظة المنظور الاسلامي في تربية الطفل وعموم الناشئة اثناء المراحل التي يمرون بها بلحاظ الروايات الشريفة الصادرة عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (عليهم السلام) وتجسيد ذلك على ارض الواقع لأنه عين الصواب في التربية الحقة.
المنظور الاسلامي في تربية الطفل
لقد اولى الاسلام رعاية الاطفال وتربيتهم من قبل الوالدين اهتماما خاصا واوجب لأبنائهما عليها حقوقا ذكرنا منها اختيار الام العفيفة لهم وتحسين اسمائهم وتربيتهم تربية حسنة وتزويجهم- ان امكن ذلك- واضافة إلى كل ما تقدم يجب هنا الحديث عن التدرج مع الاطفال في ميدان العملية التربوية والتعليمية وفقا لتقدمهم في العمر بلحاظ ما ورد عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) وائمة الحق والهدى (عليهم السلام) من اخبار كريمة واقوال عظيمة لها الاثر الفاعل في رسم الطريق التربوي التدرجي الموصل إلى قطف الثمار في التربية والتهذيب واستقامة السلوك والرقي والاصلاح.
جاء عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال في فضل الاولاد : ( الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين فان رضيت خلائقه بإحدى وعشرين سنة، والا ضرب على جنبيه فقد اعذرت إلى الله)(15).
( ففي السبع الاولى من عمره يترك الطفل يلعب ويمرح ويطلب ويقترح ويأمر وينهي كما يشاء دون أي قهر وجبر له على شيء سوى ما يوجه به من توجيهات بكل لطف ورحمة ورقة.
وفي السبع الثانية : يعامل معاملة العبد، أي يطلب منه ان يطيع مربية فيما منه من ادب علما وعملاً
وفي السبع الثالث: وهو دور المراهقة الذي يرى المراهق فيه نفسه اكبر واقعها بكثير، ويحسن من المربي ان يداري فيه هذا الاحساس، بان يستشيره ي امور كما يستشير الملك وزيره ولعل التشبيه بالوزير يشير إلى تنمية معنوياته، وشعوره برجولته وتدريبه على التفكير بشؤون الاخرين عن طريق اشراكه في الرأي دون الاخذ برأيه مطلقاً، وانما يؤخذ بالصواب منه وينبه على الخطأ) (16).
وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( ادع ابنك يلعب سبع سنين ، ويؤدب سبع سنين والزمه نفسك سبع سنين، فان افلح والا فلا خير فيه)(17).
وعليه يجب على الوالدين شرعا واخلاقا ان يؤدبوا ابناءهما في السبع الثانية بالآداب الفاضلة والعادات الحسنة والطاعة وحب العلم والتعلم وان يرافقا ابناءهما في السبع الثالث ويسمعا رايهم ويشاركاهم في الامور ليشعراهم بنضجهم وتقدمهم ورجولتهم ان كانوا رجالا وامومتهم ان كانوا اناثا.
وفي هذه السنوات الاربع عشرة يجب ان يعلماهم علوماً نافعة حتى لا ينحرفوا عقائديا واخلاقيا وسلوكيا ولا يكون هناك فراغ ذهني قد يضطرهم إلى ملئه بما يضرهم ولا يعنيهم في حياتهم ومستقبلهم.
مسؤولية الابناء:
بعد ان اوضحنا مسؤولية الابد والام يجدر بنا الحديث عن مسؤولية الابناء وواجباتهم تجاه والديهما ووجوب احترامهما وطاعتهما لفضلهما عليهم لأنهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وقوام فضلهم ونجاحهم في الحياة.
ولا ريب ان الوالدين قد جاهدا ما استطاعا في رعاية وتربية انبائهما ماديا ومعنويا وتحملا في سبيلهم اشد الصعوبات واقسى المشاق حيث الام اضطلعت بمتاعب الحمل وأعبائه، وعناء الوضع ومخاطره ومشقة الاوضاع وعنائه بالإضافة إلى ما تبذله من جهد كبير في التربية والمداراة وما تلاقيه من آلام ومعاناة.
واما الاب فقد اضطلع بأعباء الجهاد والسعي في توفير العيش الرغيد لأبنائه وتأديبهم وتثقيفهم كما لا يخفى على احد بالإضافة إلى اعدادهم للحياة السعيدة الهانئة والمستقبل الزاهر.
وطبيعي ان الوالدين تحملا تلك الجهود المضنية والمشاق الكبيرة من اجل ابنائهما بكل غبطة وسرور ولا يريدان منهم ثناءً ولا اجرا بل يرغبان ان يتفوق ابناؤهما عليهما في كل مجال ولا سيما في الفضل والكمال ليفخرا بهم، وهذا خلاف ما جبل عليه الانسان من حب نفسه والتفوق على غيره لذا كان فضل الوالدين على ابنائها عظيما وحقهما كبيراً.
ومن باب الانصاف والوفاء يتحتم على الابناء ان يقدروا فضل الوالدين وعظيم ما بذلوه لهم ويجازوهم بما يستحقونه من الاجلال والتوقير والعرفان والبر والاحسان والتكريم والرعاية السامية.
وقد اكد الاسلام على كل ذلك حيث جاء في الحديث الشريف: ( ان ريح الجنة ليشم من مسيرة خمسمائة عام ولا يشمه عاق لوالديه)(18).
وعن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال : ( يقال للبار بوالديه اعمل ما شئت فاني سأغفر لك، ويقال للعاق اعمل ما شئت فاني لا اغفر لك).
وروي ان موسى (عليه السلام) ناجى ربه يوما وقال: ( يارب أي شيء احسن الطاعات؟ قال الله تعالى : بر الوالدين)(19).
وقد ورد ان صيادا اتى للنبي (صلى الله عليه واله) وقال : يا رسول الله اني رجل عاص فأمرني بعمل انجو به من النار؟
قال (صلى الله عليه واله) : هل لك ابوان؟
قال : نعم
قال (صلى الله عليه واله) : (اخدمهما فان رضا الله عند رضاهما والجنة تحت اقدام الامهات)(20).
إذن ، يجب على الابناء وجوبا شرعيا وعقليا واخلاقيا وعرفيا وقانونيا ان يبروا بآبائهم وامهاتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وان لا يعقوهم مطلقا ولا ريب فان ذلك من موجبات الرحمة الالهية والمغفرة الربانية والظفر بجنة عالية قطوفها دانية.
ولا شك ان للحقوق اثاراً سبيلة تحقيق بصاحبها ويكون ممقوتا عند الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله) ومستحقا لعذابه يوم القيامة ولا يقبل له الصلاة ولا عملا حسبما جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) في أصول الكافي صفحة : 469
وفي رواية شريفة عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال:
( ان لسان العاق يقفل عند وفاته ولم يستطيع قول : لا اله الا الله ويلي امره رجل اسود اللون قبيح المنظر وسخ الثياب نتن الرائحة،. ويأخذ بكظمه ويمنعه من التشهد).
وهكذا يحدد الاسلام الحقيقي، إسلام محمد (صلى الله عليه واله) وائمة الحق والهدى (عليهم السلام) المسؤوليات التربوية والشرعية والقانونية المنوطة بالأب والام والابناء الواحد تجاه الاخر، ويبين حقوق وواجبات كل شريحة منهم على الاخر، بصورة لا لبس فيها ولا غموض، وحثهم على الالتزام بها وعدم التفريط والتعدي على حقوق الاخرين.
وبهذه الشفافية والوضوح، والطرح القسط والمنطق الحكيم استطاع السلام ان يثقف الامة ويهذبها ويجعلها على درجة رفيعة من الوعي والتنبيه والمعرفة لما هو لهم و ما هو عليهم سواء اكانوا صغارا ام كباراً معلمين او متعلمين مربين او متلقي التربية وبين لهم ان مستوى تقدمهم وتطورهم وسعادتهم منوط بالتمييز بين الحقوق والواجبات ومدى الالتزام والتقيد بها وتجسيدها على ارض الواقع.
ولكن الذي يؤسف له اشد الاسف ان الكثير من البشر في عالمنا المتحضر اصبح مشوشا في تفكيره وتعلوه الضبابية في درجة تمييزه بين الحق والباطل وبين ما هو الصحيح وما هو الخطأ وبين ما هو له وما عليه من حقوق وواجبات فغدا متأرجحاً بين الافراط والتفريط، وبين التطفيف والمغالاة دون ان يستقر على حال فاصبحوا كما نراهم اليوم من التخبط والتكالب والاستغلال والاعتداء على بعضهم البعض دون تمييز وروية ورأفة ورحمة وانسانية نتيجة للمبادئ الوضعية والثقافة المادية والنفس الامارة بالسوء.
اذن ، فما على الناس جميعا الا الرجوع إلى ما رسمه الاسلام النزيه الواقعي، الاسلام الاصيل المحمدي العلوي، من خطط ومناهج تربوية وحقوق وواجبات وقوانين وقيم وتكاليف ووعيها وفهمها وتطبيقها على واقع السلوك والحياة لأنها البلسم والعلاج الامثل لكل هذه الجروح والاخطاء والآهات والالام والاحزان التي يئن تحت وطأتها اكثر الاباء والامهات والاطفال والمربين والمعلمين وعموم الناشئة والرعاة والرعية.
______________________
1ـ كيف تساعد أبنائك في المدرسة: ص193.
2- تحف العقول: ص263.
3- حياة الامام الحسن(عليه السلام): 1/83.
4ـ نفس المصدر السابق.
5ـ مكارم الاخلاق: ج1، ص284.
6ـ نفس المصدر.
7ـ نفس المصدر.
8ـ جامع السعادات: ج1،ص301-306وهو المصدر لكل هذه الروايات.
9ـ طب الائمة: ص135.
10ـ الاسلام والمرأة: ص13.
11ـ سفر الجامعة الاصحاح السابع رقم 26.
12ـ مكارم الاخلاق: ص46-47.
13ـ نفس المصدر.
14ـ نفس المصدر.
15ـ مكارم الاخلاق: ص222.
16ـ من هدى النبي والعترة في تهذيب النفس وآداب العشرة: ص299.
17ـ وسائل الشيعة: ج15، ص194.
18ـ الاخلاق في حديث واحد: ج11، ص257.
19ـ نفس المصدر، ص49-50.
20ـ نفس المصدر : ص250.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|