المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

الالتواءات الالبية
2024-10-07
Ernest William Hobson
22-2-2017
القواعد التي تتعلق بالمحقق الذي يقوم بالاستجواب
15-3-2016
في الحوادث التي اعقبت وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)
29-9-2020
الرسائل الإخوانية والأدبية
8-7-2019
شاصر
2023-02-22


أولاد زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام)  
  
10436   05:42 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص71-73.
القسم :

لزيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) أربعة أولاد ليس فيهم انثى كما قال صاحب عمدة الطالب و هم يحيى و الحسين و عيسى و محمد.

أما يحيى فخرج في أوائل سلطنة الوليد بن يزيد بن عبد الملك ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و دفعا لظلم بني أميّة و شيعتهم، و لكنه قتل، و مقتله على نحو الاختصار كما قاله‏ ابو الفرج: انّ زيد بن علي لما قتل سنة 121 هـ بالكوفة و دفنه يحيى ابنه رجع و أقام بجبانة السبيع و تفرق الناس عنه فلم يبق معه الّا عشرة نفر، فخرج ليلا من الكوفة و توجّه الى نينوى ثم سار الى المدائن و هي إذ ذاك طريق الناس الى خراسان و بلغ ذلك يوسف بن عمر فسرّح في طلبه حريث بن ابي الجهم الكلبي، فورد المدائن و قد فاته يحيى و مضى حتى أتى الري ؛ ثم خرج من الري حتى أتى سرخس و نزل عند يزيد بن عمرو التيمي فأقام عنده ستة أشهر، و أتاه ناس من المحكمة أي الخوارج الذين يقولون لا حكم الّا للّه يسألونه أن يخرج معهم فيقاتلون بني أمية، فأراد لما رأى من نفاذ رأيهم أن يفعل فنهاه يزيد بن عمر و قال: كيف تقاتل بقوم تريد أن تستظهر بهم على عدوك و هم يبرؤون من عليّ و أهل بيته؟ فلم يطمئن إليهم غير انّه قال لهم جميلا ؛ ثم خرج فنزل ببلخ على الحريش بن عبد الرحمن الشيباني فلم يزل عنده حتى هلك هشام بن عبد الملك  و ولي الوليد بن يزيد، و كتب يوسف الى نصر بن يسار و هو عامل على خراسان حين أخبر أن يحيى بن زيد نازل بها و قال: ابعث الى الحريش حتى يأخذ بيحيى أشد الأخذ ؛ فبعث نصر الى عقيل بن معقل الليثي و هو عامل على بلخ أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد، فدعى به فضربه ستمائة سوط و قال: و اللّه لأزهقن نفسك أو تأتيني به.

فقال: و اللّه لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما أنت صانع، فوثب قريش بن الحريش فقال لعقيل: لا تقتل أبي و أنا آتيك بيحيى، فوجه معه جماعة فدلّهم عليه و هو في بيت في جوف بيت فأخذوه، فبعث به عقيل الى نصر بن يسار فحبسه و قيده و جعله في سلسلة و كتب الى يوسف بن عمر فأخبره بخبره، فكتب يوسف بن عمر الى الوليد  يعلمه ذلك فكتب إليه يأمره أن يؤمنه و يخلي سبيله و سبيل أصحابه.

فكتب يوسف بذلك الى نصر بن يسار فدعى به نصر فأمره بتقوى اللّه و حذره الفتنة و أمر له بألفي درهم و نعلين و تقدم إليه أن يلحق بالوليد.

قال أبو الفرج: لما اطلق يحيى بن زيد و فك حديده صار جماعة من مياسير الشيعة الى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألوه أن يبيعهم ايّاه و تنافسوا فيه و تزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم فخاف أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال.

فقال لهم: اجمعوا ثمنه بينكم، فرضوا بذلك و أعطوه المال، فقطعه قطعة قطعة، و قسّمه بينهم فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبرّكون بها .

رجع الحديث الى سياقه: فخرج يحيى حتى قدم سرخس، ثم ذهب الى عمرو بن زرارة بأبر شهر فأعطى يحيى الف درهم نفقة له ثم أشخصه الى بيهق، فأقبل يحيى من بيهق في سبعين رجلا راجعا الى عمرو بن زرارة و قد اشترى دواب و حمل عليها أصحابه، فكتب عمرو الى نصر بن يسار بذلك، فكتب نصر الى عبد اللّه بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس و الحسن بن زيد عامله بطوس أن يمضيا الى عامله عمرو بن زرارة و هو على أبر شهر و هو أمير عليهم ثم يقاتلوا يحيى بن زيد فأقبلوا الى عمرو و هو مقيم بأبر شهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف، و خرج يحيى بن زيد و ما معه الّا سبعين فارسا، فقاتلهم يحيى فهزمهم و قتل عمرو بن زرارة و استباح عسكره و اصاب منه دواب كثيرة، ثم أقبل حتى مرّ بهراة ثم الى جوزجان، فسرح إليه نصر بن يسار سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام و غيرهم، فلحقه بقرية يقال لها أرغوى فاقتتلوا ثلاثة أيام و لياليها أشد قتال حتى قتل أصحاب يحيى كلّهم و أتت نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه و سلبه، فبعث برأسه الى نصر بن يسار فبعث به نصر الى الوليد بن يزيد و صلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله (صلوات اللّه عليه و رضوانه) فلم يزل مصلوبا حتى تزعزعت اركان سلطنة بني أميّة و علا أمر بني العباس، فأخذ أبو مسلم الخراساني سالما قاتل يحيى فقتله ثم أنزل جسد يحيى و غسله و كفنه و حنطه و صلّى عليه ثم دفنه، ثم عمد الى قتلته فما ترك منهم أحدا الّا و قد قتله.

 ثم أقام عليه مجلس العزاء في خراسان و نواحيها اسبوعا كاملا، و في تلك السنة التي قتل فيها يحيى كان يسمّى كل مولود يولد بخراسان باسمه و كان مقتله سنة (125) هـ و أمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية و أشار دعبل الخزاعي إليه بقوله: «و أخرى بأرض الجوزجان محلّها».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.