أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/10/2022
1468
التاريخ: 15-04-2015
4276
التاريخ: 30-3-2016
3571
التاريخ: 11-4-2016
3091
|
لزيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) أربعة أولاد ليس فيهم انثى كما قال صاحب عمدة الطالب و هم يحيى و الحسين و عيسى و محمد.
أما يحيى فخرج في أوائل سلطنة الوليد بن يزيد بن عبد الملك ليأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و دفعا لظلم بني أميّة و شيعتهم، و لكنه قتل، و مقتله على نحو الاختصار كما قاله ابو الفرج: انّ زيد بن علي لما قتل سنة 121 هـ بالكوفة و دفنه يحيى ابنه رجع و أقام بجبانة السبيع و تفرق الناس عنه فلم يبق معه الّا عشرة نفر، فخرج ليلا من الكوفة و توجّه الى نينوى ثم سار الى المدائن و هي إذ ذاك طريق الناس الى خراسان و بلغ ذلك يوسف بن عمر فسرّح في طلبه حريث بن ابي الجهم الكلبي، فورد المدائن و قد فاته يحيى و مضى حتى أتى الري ؛ ثم خرج من الري حتى أتى سرخس و نزل عند يزيد بن عمرو التيمي فأقام عنده ستة أشهر، و أتاه ناس من المحكمة أي الخوارج الذين يقولون لا حكم الّا للّه يسألونه أن يخرج معهم فيقاتلون بني أمية، فأراد لما رأى من نفاذ رأيهم أن يفعل فنهاه يزيد بن عمر و قال: كيف تقاتل بقوم تريد أن تستظهر بهم على عدوك و هم يبرؤون من عليّ و أهل بيته؟ فلم يطمئن إليهم غير انّه قال لهم جميلا ؛ ثم خرج فنزل ببلخ على الحريش بن عبد الرحمن الشيباني فلم يزل عنده حتى هلك هشام بن عبد الملك و ولي الوليد بن يزيد، و كتب يوسف الى نصر بن يسار و هو عامل على خراسان حين أخبر أن يحيى بن زيد نازل بها و قال: ابعث الى الحريش حتى يأخذ بيحيى أشد الأخذ ؛ فبعث نصر الى عقيل بن معقل الليثي و هو عامل على بلخ أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد، فدعى به فضربه ستمائة سوط و قال: و اللّه لأزهقن نفسك أو تأتيني به.
فقال: و اللّه لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما أنت صانع، فوثب قريش بن الحريش فقال لعقيل: لا تقتل أبي و أنا آتيك بيحيى، فوجه معه جماعة فدلّهم عليه و هو في بيت في جوف بيت فأخذوه، فبعث به عقيل الى نصر بن يسار فحبسه و قيده و جعله في سلسلة و كتب الى يوسف بن عمر فأخبره بخبره، فكتب يوسف بن عمر الى الوليد يعلمه ذلك فكتب إليه يأمره أن يؤمنه و يخلي سبيله و سبيل أصحابه.
فكتب يوسف بذلك الى نصر بن يسار فدعى به نصر فأمره بتقوى اللّه و حذره الفتنة و أمر له بألفي درهم و نعلين و تقدم إليه أن يلحق بالوليد.
قال أبو الفرج: لما اطلق يحيى بن زيد و فك حديده صار جماعة من مياسير الشيعة الى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألوه أن يبيعهم ايّاه و تنافسوا فيه و تزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم فخاف أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال.
فقال لهم: اجمعوا ثمنه بينكم، فرضوا بذلك و أعطوه المال، فقطعه قطعة قطعة، و قسّمه بينهم فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبرّكون بها .
رجع الحديث الى سياقه: فخرج يحيى حتى قدم سرخس، ثم ذهب الى عمرو بن زرارة بأبر شهر فأعطى يحيى الف درهم نفقة له ثم أشخصه الى بيهق، فأقبل يحيى من بيهق في سبعين رجلا راجعا الى عمرو بن زرارة و قد اشترى دواب و حمل عليها أصحابه، فكتب عمرو الى نصر بن يسار بذلك، فكتب نصر الى عبد اللّه بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس و الحسن بن زيد عامله بطوس أن يمضيا الى عامله عمرو بن زرارة و هو على أبر شهر و هو أمير عليهم ثم يقاتلوا يحيى بن زيد فأقبلوا الى عمرو و هو مقيم بأبر شهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف، و خرج يحيى بن زيد و ما معه الّا سبعين فارسا، فقاتلهم يحيى فهزمهم و قتل عمرو بن زرارة و استباح عسكره و اصاب منه دواب كثيرة، ثم أقبل حتى مرّ بهراة ثم الى جوزجان، فسرح إليه نصر بن يسار سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام و غيرهم، فلحقه بقرية يقال لها أرغوى فاقتتلوا ثلاثة أيام و لياليها أشد قتال حتى قتل أصحاب يحيى كلّهم و أتت نشابة في جبهته، رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه و سلبه، فبعث برأسه الى نصر بن يسار فبعث به نصر الى الوليد بن يزيد و صلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله (صلوات اللّه عليه و رضوانه) فلم يزل مصلوبا حتى تزعزعت اركان سلطنة بني أميّة و علا أمر بني العباس، فأخذ أبو مسلم الخراساني سالما قاتل يحيى فقتله ثم أنزل جسد يحيى و غسله و كفنه و حنطه و صلّى عليه ثم دفنه، ثم عمد الى قتلته فما ترك منهم أحدا الّا و قد قتله.
ثم أقام عليه مجلس العزاء في خراسان و نواحيها اسبوعا كاملا، و في تلك السنة التي قتل فيها يحيى كان يسمّى كل مولود يولد بخراسان باسمه و كان مقتله سنة (125) هـ و أمّه ريطة بنت أبي هاشم عبد اللّه بن محمد بن الحنفية و أشار دعبل الخزاعي إليه بقوله: «و أخرى بأرض الجوزجان محلّها».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|