أهداف البيروستروايكا

كانت هناك مبررات واسباب أدت الى قيام البيروستروايكا وقد تبنت أهداف لإعادة البناء ولمعالجة الأخطاء والمشاكل التي حصلت في نظام الحكم السوفيتي وقد وضعوا الحلول المناسبة وعبر الإجراءات التالية :

1ـ النظر الى التخطيط بأسلوب يتماشى مع العصر وليس التخطيط المركزي التقليدي الغير مرن الذي لا يتجاوب مع متطلبات المرحلة التي تقتضي مرونة كافية لإقامة المشاريع ولاختيار شكل واسلوب الانتاج الذي يتناسب مع امكانتياتها وتحقيق الفائدة المرجوة منها ، اي التحول من اسلوب التخطيط المركزي والدعوة الى قيام الديموقراطية الادارية .

2ـ ضرورة ربط الأجر بالانتاج وبهذه الطريقة يكون الحافز لدى العامل في زيادة الانتاج وجعل الجزء الاكبر من الاجر مرتبطاً بالانتاج . 

3ـ ادارة العمل الانتاجي من قبل ⁽¹⁾ الادارة الاقتصادية وتحسين ظروفها واعتماد الحساب الاقتصادي ، بحيث يتحمل المشروع نتائج عمله وان يكون للمشروع الحق في اختبار المستهلك وتحديد الاسعار على اساس الاتفاق مع الجهات التسويقية ذات العلاقة .

4ـ التخلي عن إشراف الدولة وإعطاء الدور للمشروعات العامة في التخطيط والادارة المنفردة والسماح لهذه المشروعات بإدارة شؤونها وإعطائها الدعم والتشجيع والدور الكامل في العمل على تقليل التكاليف وزيادة الانتاج ، وقد صدرت تشريعات لتعزيز هذا الاتجاه .

5ـ عمل دراسات جدوى للمشروعات وإعطاء الحرية للدولة بأن توقف الشركات والمؤسسات غير المجدية ، وإعطاء الدور للمشاريع الانتاجية في تحديد كمية انتاجها والسماح للمؤسسات في اصدار الأسهم والسندات للبيع الى مؤسسات اخرى او مستثمرين آخرين .

6ـ ربط الانتاج بالاستهلاك ، وهذا سيساعد على تلبية الحاجات الاساسية للمجتمع .

7ـ اعتماد صيغة الديموقراطية الاشتراكية بدلاً من المركزية الديموقراطية والعمل على تمثيل العاملين في مجال ادارة المشاريع .

8ـ كانت الأسعار رمزية في المجتمع الاشتراكي والدولة تتحمل الخسارة من خلال دعم المشروعات ، ولكن بعد الانفتاح على المنتجين وضع اسعار اقرب مايكون الى تكاليف الانتاج مع هامش ربح لتقلل من الحاجة الى اعانات الدولة ، ولكي يتمكن المشروع في المتوسط من ان يحقق ربحاُ.  

9- الاهمية المتزايدة للتمويل والائتمان ، اذ يوجد هناك فحص دقيق ومسؤوليات مالية اكثر أهمية واتساعاً ، اذ دخلت الضرائب على رأس المال المقدم مباشرة من قبل الدولة ، كما يتم الاعتماد بشكل متزايد على الاستخدام المرن لمعدلات الفائدة .

10ـ استخدام آليات السوق والتي تعمل على زيادة الترابط بين الانتاج والتوزيع ، والمتابعة الدقيقة لشبكة تجارة الجملة والتجزئة ، والمصممة على اساس تزويد الخدمات للمستهلكين ولتمكين التمويل الفعال لتفضيلات العملاء وتوصيلها للمشاريع الانتاجية وتحسين الارباح عموماً على اساس الانتاج المُـباع وليس على اساس المُنتج المُستلم .

11ـ تشجيع التجارة الخارجية والإقلال من احتكار الدولة المتمثل بوزارة التجارة الخارجية ومؤسساتها لمصلحة وإعطاء مرونة اكبر وحرية اكبر ، وبدأت المنظمات والمشاريع الانتاجية تضع انظمة جديدة تواكب فيها التطور العالمي من الحوافز والمكافئات التي اُبتكرت لتشجيع التجارة الخارجية وبصورة خاصة لتحفيز التصدير .

لم تستمر سياسة البروستروايكا طويلاً بالرغم من رسم خطوط الاصلاح والسبب هو انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وتجزئته وكانت مفاجئة أذهلت العالم ودخلت فيها اسباب داخلية سبق ذكرها ودولية تتمثل في الرأسمالية العالمية التي ترغب في ان تنفرد في العالم وتصبح سياسة القطب الواحد وأمور لا استطيع الغور في سبرها كونها تحتاج الى تحليل ودراسة مستقلة تبحث في أصل وجذور ما حدث وأسبابه المتعددة الكثيرة .

ولم يقتصر العمل على العاصمة روسيا وانما شمل التفكك كامل جمهوريات الاتحاد السوفيتي وكلها اعتمدت نهج التحول الاقتصادي الى آليات السوق تاركه كل الانظمة الاشتراكية والحقبة التاريخية الاشتراكية ، واتجهت الى طريق مبهم صعب المراس في التحول الى نظام السوق والسبب المنهجية التي تعودوا عليها في مجال العمل الانتاجي مختلف وغير ملائم لظروف البلد واحتياجاته ، والى ان انتهى النظام الاشتراكي في جمهوريات الاتحاد السوفيتي ، ولكن هذا لا يعني نهاية النظام الاشتراكي في العالم واجتثاثه من الجذور حيث ان معالم وأدبيات الحزب الشيوعي موجودة ومنتشرة في كل العالم وحتى امريكا ، وما زالت هناك تجارب كثيرة حية كنظاك كوريا الشمالية وكوبا ، ومنها ما اصبح له خصوصية في التعامل كتجربته كالصين الشعبية ، ومنها ما استمر وفق منهجه وظروفه .    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ج . فيليتشسينسكي ، علم الاقتصاد الاشتـراكي ، مصدر سابق ، ص18 .