المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

الخلية الأساسية للشبيكة Elementary Cell
2023-09-17
الإحاطة بالتهمة
29-1-2016
حدود السلطة التقديرية في فرض الضريبة
11-4-2016
Vowels FLEECE
2024-03-21
الاثار الدنيوية والاخروية للزنى
13-9-2019
هورمون الثايروكسين (Thyroxine T4)
2-6-2016


الولادة السعيدة لأمام السجاد(عليه السلام)  
  
2962   03:06 مساءً   التاريخ: 9-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص9-10.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / الولادة والنشأة /

وقع الخلاف في تاريخ ولادته (عليه السلام) و لعلّ أصحّها كونها في النصف من جمادى الاولى سنة (36) هـ أو الخامس من جمادى الاولى سنة (38) هـ.

أمّه المكرّمة شهربانو بنت يزدجرد بن شهريار بن پرويز بن هرمز بن انوشيروان ملك الفرس، و قيل شاه زنان كما قال شيخنا الحرّ العاملي في ارجوزته:

وامّه ذات العلا و المجد                    شاه زنان بنت يزدجرد

وهو ابن شهريار ابن كسرى‏              ذو سؤدد ليس يخاف كسرى‏

قال العلامة المجلسي في جلاء العيون : روى ابن بابويه بسند معتبر عن الرضا (عليه السلام) : انّ عبد اللّه بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما الى عثمان بن عفان فوهب احداهما للحسن و الأخرى للحسين (عليهما السّلام) فماتتا عندهما نفساوين، و كانت صاحبة الحسين (عليه السلام) نفست بعليّ بن الحسين (عليه السلام) فكفل عليّا بعض أمّهات ولد أبيه، فنشأ و هو لا يعرف أمّا غيرها ثم علم انّها مولاته، و كان الناس يسمّونها امّه و زعموا انّه زوّج أمّه، و معاذ اللّه إنمّا زوّج هذه .

 يقول المؤلّف : انّ هذه الرواية تخالف ما مضى في ذكر أولاد الحسين (عليه السلام) من انّ شهربانو أسرت في خلافة عمر، و لعل هذا خلط من الراوي و تلك الرواية المذكورة هناك أشهر و أقوى، و روى القطب الراوندي بسند معتبر عن مولانا الباقر (عليه السلام) انّه قال : لما قدموا ببنت يزدجرد بنت شهريار- آخر ملوك الفرس و خاتمهم- على عمر و أدخلت المدينة استشرفت لها عذارى المدينة و أشرق المجلس بضوء وجهها و رأت عمر فقالت:

أفيروزان‏ ، فغضب عمر، فقال : شتمتني العلجة ، و همّ بها .

 فقال له عليّ (عليه السلام) : ليس لك انكار ما لا تعلمه، فأمر (عمر) ان ينادى عليها، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا يجوز بيع بنات الملوك و ان كانوا كافرين و لكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتى تزوّج منه و يحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن.

 فقال عمر : أفعل، و عرض عليها أن تختار، فجاءت فوضعت يدها على منكب الحسين (عليه السلام) فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام) : چه نامى دارى اى كنيزك؟ أي أيش اسمك يا صبية؟

قالت : جهان شاه، فقال (عليه السلام) : شهربانويه؟ قالت : خواهرم شهربانويه، أي تلك أختي.

قال (عليه السلام) : راست گفتى، أي صدقت، ثم التفت الى الحسين (عليه السلام) فقال له : احتفظ بها و أحسن إليها، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك و هي أم الأوصياء الذريّة الطيّبة، فولدت عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) .

 و روي انّها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا، كأنّ محمدا رسول اللّه  (صلى الله عليه واله) دخل دارنا و قعد و معه الحسين (عليه السلام) و خطبني له و زوّجني أبي منه، فلما أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي و ما كان لي خاطب غير هذا.

 فلمّا كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد  (صلى الله عليه واله) و قد أتتني و عرضت عليّ الاسلام و أسلمت، ثم قالت : انّ الغلبة تكون للمسلمين و انّك تصلين عن قريب الى ابني الحسين (عليه السلام) سالمة لا يصيبك بسوء أحد، قالت : و كان من الحال إنّي خرجت الى المدينة ما مسّ يدي انسان‏ .

وروى الشيخ المفيد رحمه اللّه انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ولّى حريث بن جابر الحنفي جانبا من المشرق، فبعث إليه ابنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فنحل ابنه الحسين (عليه السلام) شاه زنان منهما، فأولدها زين العابدين (عليه السلام) ، و نحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم (جدّ الامام الصادق (عليه السلام) من أمّه) فهما أي القاسم و الامام زين العابدين (عليه السلام)  ابنا خالة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.