الملامح التطبيقية في الجغرافية العربية الاسلامية - الجانب العسكري واستكمال الجانب المعلوماتي والتعبوي |
1632
04:10 مساءً
التاريخ: ص22-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
2866
التاريخ: 2023-02-19
1183
التاريخ: 7-3-2020
1880
التاريخ: 22-1-2020
1078
|
بعد ظهور الإسلام خرج العرب المسلمون من ديارهم جهاداً في سبيل الله وابتغاء مرضاته ونشر دينه الحنيف واقامة العدل بعد ما كان سائداً من جور وظلم. لذا فقد ازدادت الحاجة الى المعلومات الجغرافية المفصلة، وكان الخليفة، وهو القائد العام للقوات المسلحة، لا يصدر أمراً ولا يقطع فيه حتى يستوفي معلوماته عنه بحيث لا تخلو وصية الحرب التي تصدر عنه من إشارة الى مثل هذه المعلومات.
كما نصّت على هذا الأمر رسالة الخليفة عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص اذ يأمره فيها(... وتعرف الأرض كمعرفتك أهلها فتصنع بعدوك كصنعه بك). وبهذا تعد المعرفة الجغرافية احد الملامح التي توظف في هذا الجانب كضرورة اساسية اقتضتها ضرورات الفتح والتحرير، وقد ادرك الخلفاء اهمية المعرفة الجغرافية في هذا الجانب، فقد كانوا لا يبعثون بعثاً، او يرسلون جيشاً الا بعد ان يسالوا عن الطريق الذي سوف يسلكونه والبلاد المتوجهين اليها، من هنا رسمت مصورات استفاد منها قادة الجيوش الاسلامية، فقد ذكر ابن الفقيه: ان الحجاج بن يوسف الثقفي بعث الى قائده فاتح بلاد ما وراء النهر، وذلك عندما استبطأ حصاره لبخارى ان يرسل اليه "صورة" المنطقة ويقال: أن الحجاج بعث بتعليماته العسكرية اعتماداً على هذه الخارطة.
ولم يقتصر الأمر على هذا الجانب فقط، فقد كانت القيادة العليا تدرك تماماً أبعاد السوق في حالتي الحرب والسلم، وان العمليات العسكرية تتحول بعد الفتح الى مهمات ذات طابع اداري الى حد كبير، حيث حفظ الأمن، وكفالة نجاح استقرار قبائل العرب في مناطق الفتح الجديد. لذلك لابد من معرفة الطرق التي تربط بين الدول، وتحديد اطوال المسافات بين اماكنها .
وفي ذلك يقول قدامة بن جعفر ان هدفه من تأليف كتابه هو:(ليكون الخليفة على اطلاع دائم بأحوال المملكة، وتيسير الانتقال لجيوشه من دون مشقة الى النواحي التي يحدث فيها اضطراب). وهو يشير ايضاً الى دور "صاحب البريد" في هذه المهمة من أجل توظيف معرفته الجغرافية في خدمة الدولة ليس من الناحية الادارية فقط، بل في تسهيل المهمات العسكرية خاصة في وقت الحرب لغرض التعرف على الطرق وتيسير وصول التقارير الحربية الى الخليفة. الأمر الذي يتطلب الاستعانة "بصاحب البريد" من ذوي المعرفة الجغرافية عند الضرورة ليسهم في رسم خطة الحرب، والوقوف على افضل الطرق لمباغتة العدو.
ويؤكد قدامة بن جعفر بأن كتابه "الخراج" ضروري، ويسد حاجة الاداري الذي يحتاج الى معرفة الطرق الواصلة بين المدن والولايات والاقاليم، وكذلك في قيادة الجيش ومعرفة المسالك وبذلك يقول :(ولا غنى بصاحب هذا الديوان (ديوان البريد)ان يكون معه ما لا يحتاج فيه الى غيره وما ان سأله عنه الخليفة وقت الحاجة الى شخوصه وانقاد جيش يهمه أمره وغير ذلك مما تدعو الضرورة الى معرفة الطرق بسببه وجد عتيدا عنده و مضبوطا قبله ولم يحتج الى تكلف عمله المسألة عنه).
كما قام الخلفاء بتكليف بعض العلماء للقيام برحلات لمعرفة مناطق الدولة وخصائصها من اجل اتخاذ قرارات ادارية وعسكرية صائبة. فقد ارسل الخليفة العباسي المقتدر بالله، احمد بن فضلان وهو أحد الجغرافيين على رأس وفد سنة 309هـ الى بلاد البلغار أيام حكم الملك ألمش بن بلطوار، وكان هدف الرحلة لدوافع سياسية وعسكرية كبيرة وذلك لحرص الدولة على حماية
الثغور ونشر الاسلام والحاجة الى معرفة الخصم والاحاطة بطبيعة اراضيه. ويدل هذا على أن الوظيفة الفعلية للمعرفة الجغرافية لم تقتصر على النوحي الاقتصادية والادارية والسياسية بل تعدى الأمر الى النواحي العسكرية، فهي بمثابة ضرورة علمية تحتمها مقتضيات الحياة العملية للعرب المسلمين. وهذا يتفق مع خصائص الفترة التطبيقية الاولى في أواخر القرن التاسع عشر حين نشأت الجغرافيا كعلم تطبيقي لخدمة المصالح السياسية والحربية والتجارية، كما انه يتفق مع الفرضية الاولى.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|