المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حركة المادة في النظام الحيوي
22-3-2022
شعر لعبد البر ابن فرسان
2023-02-06
The acquisition schedule
26-2-2022
Landau,s Formula
9-9-2019
Wishes
3-6-2021
Phytase
14-8-2019


في الاستدلال على شرعية البكاء على الحسين  
  
3532   12:35 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص656-658.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

روى ابن الاثير و غيره من علماء العامة و أهل السير انّ النبي (صلى الله عليه واله) لما رجع من غزوة أحد سمع صوت بكاء نساء الانصار على قتلاهنّ ، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) : لكن حمزة لا بواكي له.

فلما بلغ ذلك الانصار علموا انّ رسول اللّه يحب أن يبكى على حمزة ، فأمروا نساءهم بالبكاء على حمزة قبل البكاء على قتلاهنّ ، فقال الواقدي : انّ البكاء على حمزة صار سنّة آنذاك بحيث كان يبتدئ ذو المصاب بالبكاء على حمزة أولا .

ومن المعلوم انّ حبّ النبي (صلى الله عليه واله) لحمزة لم يكن أكثر من حبّه لسيد الشهداء (عليه السلام) فلو كان البكاء على حمزة مأمورا به فالبكاء على الحسين بطريق اولى مأمور به ، فلا مجال لمخالفي الشيعة في الانكار عليهم باقامة مجالس العزاء و المأتم بل لا بد لهم من مواساتهم في اقامة هذه المجالس ، بعد ما ظهر من فعل أهل المدينة بالبكاء على حمزة مواساة لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) وامتثالا لأمره حيث قال : لكن حمزة لا بواكي له ، و لم يعترض أحد على أهل المدينة بفعلهم هذا و سيرتهم هذه.

 فيا للّه لقلب لا يتصدّع لتذكّر تلك الامور و يا عجبا من غفلة أهل الدهور و ما عذر أهل الاسلام والايمان في اضاعة أقسام الأحزان ، ألم يعلموا انّ محمدا (صلى الله عليه واله) موتور وجيع و حبيبه مقهور صريع ، و قد أصبح لحمه (عليه السلام) مجردا على الرمال و دمه الشريف مسفوكا بسيوف أهل الضلال ، فيا ليت لفاطمة و أبيها عينا تنظر الى بناتها و بنيها و هم ما بين مسلوب و جريح و مسجون و ذبيح.

واما ما جاء في الصحيحين من انّ الميت يعذّب ببكاء أهله عليه ، و في رواية ببكاء الحيّ ، و في رواية يعذب في قبره بما ينح عليه ، فانّه خطأ من الراوي بحكم العقل و النقل.

فعن الفاضل النوويّ‏ ، قال : هذه الروايات كلّها من رواية عمر بن الخطاب و ابنه عبد اللّه ، قال : و انكرت عائشة عليهما و نسبتهما الى النسيان و الاشتباه و احتجت بقوله تعالى : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [الأنعام: 164] .

قال صاحب المجالس الفاخرة : و انكر هذه الروايات أيضا عبد اللّه بن عباس و احتجّ على خطأ راويها و التفصيل في الصحيحين و شروحهما و ما زالت عائشة و عمر في هذه المسألة على طرفي نقيض حتى أخرج‏ الطبري في حوادث سنة (13) من تاريخه بالاسناد الى سعيد بن المسيّب قال : لما توفّى أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح (أي النائحات) فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فنهاهنّ عن البكاء على أبي بكر ، فأبين أن ينتهين فقال عمر لهشام بن الوليد : أدخل فاخرج إليّ ابنة أبي قحافة ، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر : انّي أحرّج عليك بيتي ، فقال عمر لهشام : أدخل فقد أذنت لك.

فدخل هشام فأخرج أمّ فروة اخت ابي بكر الى عمر فعلاها بالدرة فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلك.

قلت : كأنّه لم يعلم تقرير النبي (صلى الله عليه واله) نساء الانصار على البكاء على موتاهنّ و لم يبلغه قوله (صلّى اللّه عليه و آله) : لكن حمزة لا بواكي له ، و قوله : على مثل جعفر فلتبك البواكي ، و لعلّه نسي نهي النبي (صلى الله عليه واله) ايّاه عن ضرب البواكي في يوم وفاة رقيّة.

اخرج الامام احمد من مسنده من جملة حديث ذكر فيه موت رقية بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و بكاء النساء عليها قال : فجعل عمر يضربهنّ بسوطه فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : دعهنّ يبكين ، ثم قال : مهما يكن من القلب و العين فمن اللّه و الرحمة و قعد على شفير القبر و فاطمة (عليها السلام) الى جنبه تبكي ، قال : فجعل النبي (صلى الله عليه واله) يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها.

و اخرج أيضا حديثا في انّه مر على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) جنازة معها بواكي فنهرهنّ عمر فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : دعهنّ فانّ النفس مصابة و العين دامعة ، الى غير ذلك‏  من الاخبار الكثيرة التي لا يمكن احصاؤها هنا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.