المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Lyudmila Vsevolodovna Keldysh
26-9-2017
ضمانات الوفاء بالشيك الإلكتروني
7-1-2022
تكفير الامام الحسن
5-4-2016
شرب الخمر وعالم التكوين
3-7-2018
الطـاقـة المـتجـددة فـي الاردن
2024-10-11
صناعة معجون الطماطة
13/10/2022


مقتل رسول الحسين قيس بن مسهر  
  
4083   02:49 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص456-458.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

روى الشيخ المفيد انّه : لما بلغ عبيد اللّه بن زياد اقبال الحسين (عليه السلام) من مكة الى الكوفة بعثّ الحصين بن نمير ، صاحب شرطته حتى نزل القادسية و نظم الخيل ما بين القادسية الى خفان و ما بين القادسية الى القطقطانية، وقال للناس : هذا الحسين يريد العراق.

ولما بلغ الحسين (عليه السلام) الحاجز من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي ويقال: بل بعث أخاه من الرضاعة عبد اللّه بن يقطر، الى الكوفة ولم يكن (عليه السلام) علم بخبر ابن عقيل رحمه اللّه و كتب معه (الى أهل الكوفة) .

بسم اللّه الرحمن الرحيم «من الحسين بن عليّ الى اخوانه من المؤمنين و المسلمين سلام عليكم فاني أحمد إليكم اللّه الذي لا إله الا هو.

اما بعد، فانّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا و الطلب بحقنا، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنيع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الاجر، و قد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فاذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم و جدّوا فانّي قادم عليكم في ايّامي هذه والسلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

والسبب في ارساله هذه الرسالة الى أهل الكوفة ان مسلم بن عقيل كان قد كتب إليه قبل أن يقتل بسبع و عشرين ليلة باجتماع رأي أهل الكوفة على نصرته وطاعته، وكتب إليه أهل الكوفة انّ لك هنا مائة الف سيف فلا تتأخّر، فأقبل قيس بن مسهر الى الكوفة بكتاب الحسين (عليه السلام) حتى اذا انتهى الى القادسية أخذه الحصين بن نمير ، وعلى رواية السيد أراد أن يفتشه فأخرج قيس الكتاب فخرقه.

فبعث به الى عبيد اللّه بن زياد، فلمّا وصل إليه قال له اللعين: من أنت؟.

قال : انا رجل من شيعة امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) و ابنه.

قال : فلما ذا خرقت الكتاب؟.

قال: لئلّا تعلم ما فيه.

قال : و ممن الكتاب و الى من؟.

قال: من الحسين (عليه السلام) الى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.

فغضب ابن زياد و قال : لا و اللّه لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه والّا قطعتك اربا اربا.

فقال قيس : أمّا القوم فلا أخبرك بأسمائهم و أمّا لعن الحسين و ابيه و أخيه فأفعل.

فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النبي (صلى الله عليه واله) واكثر من الترحم على عليّ والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم ثم لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه و لعن عتاة بني أميّة عن آخرهم، ثم قال : أيها الناس أنا رسول الحسين (عليه السلام) إليكم وقد خلفته بموضع كذا فأجيبوه، فأخبر ابن زياد بذلك فأمر بالقائه من أعالي القصر، فالقي من هناك فمات‏ .

وفي رواية أخرى انّه : وقع الى الارض مكتوفا، فتكسرت عظامه و بقي به رمق فجاء رجل يقال له : عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه‏ .

يقول المؤلف: قيس بن مسهر الصيداوي الاسدي، رجل شريف شجاع راسخ في محبّة أهل البيت (عليهم السلام) .

واشار إليه الكميت بن زيد الاسدي في شعره وعبّر عنه بشيخ بني صيداء، فقال : و شيخ بني صيداء قد فاظ بينهم، (فاظ أي مات).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.