المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الامام الحسين يطلب الناس للجهاد  
  
3965   02:57 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص431-434.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 3727
التاريخ: 25-7-2022 1979
التاريخ: 17-3-2016 3524
التاريخ: 23-6-2019 2088

لما كثرت كتب و رسائل أهل الغدر و المكر من الكوفة و اجتمعت عنده نحو من اثني عشر الف رسالة وكتاب ، كتب الحسين (عليه السلام) إليهم: «بسم اللّه الرحمن الرحيم» من الحسين بن عليّ الى الملأ من المسلمين و المؤمنين، امّا بعد فان هانيا و سعيدا قدما عليّ بكتبكم و كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم: انّه ليس علينا امام فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى و الحق.

وانّي باعث إليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، (و أمرته أن يكتب إليّ بحالكم و رأيكم) فان كتب إليّ انّه قد اجتمع رأي ملأكم و ذوي الحجى و الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم و قرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكا إن شاء اللّه، فلعمري ما الامام الّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذات اللّه، و السلام» .

فدعا ابن عمه مسلم بن عقيل (الذي يمتاز بالعقل و العلم و التدبير و الصلاح و السداد و الشجاعة)، و سرّحه (لأخذ البيعة من أهل الكوفة) مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبد اللّه السلولي و عبد الرحمن بن عبد اللّه الأرحبي، و أمره بتقوى اللّه و كتمان أمره و اللطف فان رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل إليه بذلك‏ ، فودع مسلم الحسين (عليه السلام) و خرج من مكة.

قال السيد ابن طاوس و ابن نما و غيرهما انّه : كتب الحسين (عليه السلام) الى جماعة من اشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان يكنّى أبا رزين يدعوهم فيه الى نصرته و لزوم طاعته، منهم أحنف بن قيس و منذر بن جارود و يزيد بن مسعود النهشلي و قيس بن الهيثم و قال فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم «اما بعد، فان اللّه اصطفى محمدا (صلى الله عليه واله) على خلقه و اكرمه بنبوته و اختاره لرسالته ثم قبضه اللّه إليه و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به (صلى الله عليه واله) و كنّا أهله و أولياءه و أوصياءه و ورثته و أحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا و كرهنا الفرقة و أحببنا العافية و نحن نعلم انّا أحق بذلك، المستحق علينا ممن تولاه، و قد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب و أنا أدعوكم الى كتاب اللّه و سنة نبيه (صلى الله عليه واله) فان السنة قد اميتت و انّ البدعة قد احييت، و ان تسمعوا قولي و تطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته» .

فأخذ سليمان الكتاب و ذهب الى البصرة مسرعا و أعطاه الى صناديد البصرة، ففرحوا به كثيرا، فجمع يزيد بن مسعود النهشلي بني تميم و بني حنظلة و بني سعد فلما حضروا قال:

يا بني تميم كيف ترون فيكم موضعي و حسبي منكم؟.

فقالوا : بخ بخ أنت و اللّه فقرة الظهر و رأس الفخر حللت في الشرف وسطا و تقدمت فيه فرطا.

قال: فانّي قد جمعتكم لأمر اريد أن أشاوركم فيه و أستعين بكم عليه، فقالوا: انّا و اللّه نمنحك النصيحة و نجهد لك الرأي فقل حتى نسمع.

فقال: انّ معاوية مات، فأهون به و اللّه هالكا و مفقودا ألا و انّه قد انكسر باب الجور و الاثم و تضعضعت اركان الظلم و قد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا، ظن انه قد أحكمه و هيهات و الذي أراد اجتهد و اللّه ففشل و شاور فخذل و قد قام ابنه زيد شارب الخمور و رأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين و يتأمّر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم، و قلّة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه، فأقسم باللّه قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين.

وهذا الحسين بن عليّ (عليه السلام) ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ذو الشرف الاصيل، و الرأي الأثيل، له فضل لا يوصف، و علم لا ينزف، و هو أولى بهذا الامر لسابقته و سنّه، و قدمه، و قرابته، يعطف على الصغير، و يحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعيّة، و امام قوم، وجبت للّه به الجنة، و بلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحق، و لا تسكعّوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم الى ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ونصرته، و اللّه لا يقصر أحد عن نصرته الّا أورثه اللّه الذلّ في ولده والقلّة في عشيرته ها أنا قد لبست للحرب لامتها، و ادرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت، و من يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم اللّه ردّ الجواب.

فتكلمت بنو حنظلة فقالوا : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك و فرسان عشيرتك ان رميت بنا أصبت، وان غزوت بنا فتحت، لا تخوض و اللّه غمرة الّا خضناها، و لا تلقي و اللّه شدّة الّا لقيناها، ننصرك و اللّه باسيافنا و نقيك بابداننا، اذا شئت فافعل و تكلّمت بنو سعيد بن يزيد، فقالوا: يا أبا خالد انّ ابغض الاشياء إلينا خلافك و الخروج من رأيك، و قد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتل فحمدنا أمرنا و بقى عزّنا فينا فأمهلنا نراجع المشورة و نأتيك برأينا.

 

و تكلّمت بنو عامر بن تميم فقالوا: يا أبا خالد نحن بنو ابيك و خلفاؤك لا نرضى ان غضبت، و لا نوطن ان ظعنت‏ ، و الامر إليك فادعنا نجبك، و امرنا نطعك، و الامر لك اذا شئت.
فلمّا علم أبو خالد مكنون ضميرهم كتب الى الحسين (عليه السلام): بسم اللّه الرحمن الرحيم اما بعد فقد وصل إليّ كتابك و فهمت ما ندبتني إليه و دعوتني له من الاخذ بحظّي من طاعتك و الفوز بنصيبي من نصرتك و انّ اللّه لا يخل الارض قط من عامل عليها بخير أو دليل على سبيل نجاة، و انتم حجة اللّه على خلقه و وديعته في أرضه، تفرّعتم من زيتونة أحمديّة هو أصلها و انتم فرعها، فأقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم و تركتهم أشدّ تتابعا في طاعتك من الابل الظماء لورود الماء يوم خمسها  و كظّها و قد ذلّلت لك بني سعد و غسلت درن صدورها بماء سحابة مزن حين استهمل برقها فلمع».

 

فلمّا قرأ الحسين (عليه السلام) الكتاب قال:  ما لك آمنك اللّه يوم الخوف و أعزّك و أرواك يوم العطش الاكبر .

وكتب أيضا الأحنف بن قيس:

اما بعد: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].

واشار في كتابه هذا الى غدر أهل الكوفة و عدم وفائهم.

واما المنذر بن الجارود فانّه جاء بالكتاب و الرسول الى عبيد اللّه بن زياد، لانّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد اللّه و كانت ابنته بحريّة زوجة لعبيد اللّه بن زياد، فأخذ عبيد اللّه الرسول فضرب عنقه و قيل انّه صلبه.

 

وهذا الرسول هو أبو رزين مولى الحسين (عليه السلام) ذو الجلالة و الشأن الكبير بل رفع رتبته و مقامه شيخنا النوري في كتابه اللؤلؤ و المرجان على مقام هاني بن عروة وفضّله عليه.
على كل حال، فلما قتله عبيد اللّه بن زياد صعد المنبر فخطب و توعّد أهل البصرة على الخلاف واثارة الارجاف تلك الليلة فلمّا أصبح استناب عليهم أخاه عثمان بن زياد و أسرع هو الى قصر الكوفة .

 

و تجهّز أهل البصرة للشخوص الى كربلاء لنصرة الامام الحسين (عليه السلام) و لكن بلغهم خبر استشهاده قبل خروجهم، فجزعوا و اقاموا مجالس العزاء و المأتم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.