أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3727
التاريخ: 25-7-2022
1979
التاريخ: 17-3-2016
3524
التاريخ: 23-6-2019
2088
|
لما كثرت كتب و رسائل أهل الغدر و المكر من الكوفة و اجتمعت عنده نحو من اثني عشر الف رسالة وكتاب ، كتب الحسين (عليه السلام) إليهم: «بسم اللّه الرحمن الرحيم» من الحسين بن عليّ الى الملأ من المسلمين و المؤمنين، امّا بعد فان هانيا و سعيدا قدما عليّ بكتبكم و كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم و مقالة جلكم: انّه ليس علينا امام فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى و الحق.
وانّي باعث إليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، (و أمرته أن يكتب إليّ بحالكم و رأيكم) فان كتب إليّ انّه قد اجتمع رأي ملأكم و ذوي الحجى و الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم و قرأت في كتبكم، أقدم عليكم وشيكا إن شاء اللّه، فلعمري ما الامام الّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذات اللّه، و السلام» .
فدعا ابن عمه مسلم بن عقيل (الذي يمتاز بالعقل و العلم و التدبير و الصلاح و السداد و الشجاعة)، و سرّحه (لأخذ البيعة من أهل الكوفة) مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبد اللّه السلولي و عبد الرحمن بن عبد اللّه الأرحبي، و أمره بتقوى اللّه و كتمان أمره و اللطف فان رأى الناس مجتمعين مستوثقين عجل إليه بذلك ، فودع مسلم الحسين (عليه السلام) و خرج من مكة.
قال السيد ابن طاوس و ابن نما و غيرهما انّه : كتب الحسين (عليه السلام) الى جماعة من اشراف البصرة كتابا مع مولى له اسمه سليمان يكنّى أبا رزين يدعوهم فيه الى نصرته و لزوم طاعته، منهم أحنف بن قيس و منذر بن جارود و يزيد بن مسعود النهشلي و قيس بن الهيثم و قال فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم «اما بعد، فان اللّه اصطفى محمدا (صلى الله عليه واله) على خلقه و اكرمه بنبوته و اختاره لرسالته ثم قبضه اللّه إليه و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به (صلى الله عليه واله) و كنّا أهله و أولياءه و أوصياءه و ورثته و أحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا و كرهنا الفرقة و أحببنا العافية و نحن نعلم انّا أحق بذلك، المستحق علينا ممن تولاه، و قد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب و أنا أدعوكم الى كتاب اللّه و سنة نبيه (صلى الله عليه واله) فان السنة قد اميتت و انّ البدعة قد احييت، و ان تسمعوا قولي و تطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته» .
فأخذ سليمان الكتاب و ذهب الى البصرة مسرعا و أعطاه الى صناديد البصرة، ففرحوا به كثيرا، فجمع يزيد بن مسعود النهشلي بني تميم و بني حنظلة و بني سعد فلما حضروا قال:
يا بني تميم كيف ترون فيكم موضعي و حسبي منكم؟.
فقالوا : بخ بخ أنت و اللّه فقرة الظهر و رأس الفخر حللت في الشرف وسطا و تقدمت فيه فرطا.
قال: فانّي قد جمعتكم لأمر اريد أن أشاوركم فيه و أستعين بكم عليه، فقالوا: انّا و اللّه نمنحك النصيحة و نجهد لك الرأي فقل حتى نسمع.
فقال: انّ معاوية مات، فأهون به و اللّه هالكا و مفقودا ألا و انّه قد انكسر باب الجور و الاثم و تضعضعت اركان الظلم و قد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا، ظن انه قد أحكمه و هيهات و الذي أراد اجتهد و اللّه ففشل و شاور فخذل و قد قام ابنه زيد شارب الخمور و رأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين و يتأمّر عليهم بغير رضى منهم مع قصر حلم، و قلّة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه، فأقسم باللّه قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين.
وهذا الحسين بن عليّ (عليه السلام) ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ذو الشرف الاصيل، و الرأي الأثيل، له فضل لا يوصف، و علم لا ينزف، و هو أولى بهذا الامر لسابقته و سنّه، و قدمه، و قرابته، يعطف على الصغير، و يحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعيّة، و امام قوم، وجبت للّه به الجنة، و بلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحق، و لا تسكعّوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم الى ابن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ونصرته، و اللّه لا يقصر أحد عن نصرته الّا أورثه اللّه الذلّ في ولده والقلّة في عشيرته ها أنا قد لبست للحرب لامتها، و ادرعت لها بدرعها من لم يقتل يمت، و من يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم اللّه ردّ الجواب.
فتكلمت بنو حنظلة فقالوا : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك و فرسان عشيرتك ان رميت بنا أصبت، وان غزوت بنا فتحت، لا تخوض و اللّه غمرة الّا خضناها، و لا تلقي و اللّه شدّة الّا لقيناها، ننصرك و اللّه باسيافنا و نقيك بابداننا، اذا شئت فافعل و تكلّمت بنو سعيد بن يزيد، فقالوا: يا أبا خالد انّ ابغض الاشياء إلينا خلافك و الخروج من رأيك، و قد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتل فحمدنا أمرنا و بقى عزّنا فينا فأمهلنا نراجع المشورة و نأتيك برأينا.
فلمّا قرأ الحسين (عليه السلام) الكتاب قال: ما لك آمنك اللّه يوم الخوف و أعزّك و أرواك يوم العطش الاكبر .
وكتب أيضا الأحنف بن قيس:
اما بعد: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].
واشار في كتابه هذا الى غدر أهل الكوفة و عدم وفائهم.
واما المنذر بن الجارود فانّه جاء بالكتاب و الرسول الى عبيد اللّه بن زياد، لانّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيسا من عبيد اللّه و كانت ابنته بحريّة زوجة لعبيد اللّه بن زياد، فأخذ عبيد اللّه الرسول فضرب عنقه و قيل انّه صلبه.
و تجهّز أهل البصرة للشخوص الى كربلاء لنصرة الامام الحسين (عليه السلام) و لكن بلغهم خبر استشهاده قبل خروجهم، فجزعوا و اقاموا مجالس العزاء و المأتم.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|