المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Details of English nasals
20-7-2022
باسيليوس الثاني (976–1025)
2023-10-30
إزالة الماء من السكروز "قصب السكر" Dehydration of Suctose
29-11-2015
مدرك قاعدة « لا تعاد »
12/10/2022
عملية الاتصال في المؤسسات الناجحة
28-4-2016
مبيدات النيماتودا (مبيد فيناميفوس Fenamephos 10% GR)
11-10-2016


النزول في أرض الميعاد  
  
2011   05:09 مساءً   التاريخ: 25-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص183-187
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

أقلقت الأخبار عن تقدّم الإمام الحسين ( عليه السّلام ) نحو الكوفة ابن زياد وأعوان السلطة الأموية ، فأسرع بكتابه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي يطلب فيه أن لا يسمح بتقدّم الإمام حتى تلتحق به جيوش بني اميّة وتلتقي به بعيدا عن الكوفة خشية أن يستنهض أهلها ثانية ، وليستغل ابن زياد ظروف المنطقة الصعبة للضغط على الإمام ( عليه السّلام ) واستسلامه .

وبغباء المنحرف الساذج وجهالته ردّ حامل كتاب ابن زياد على أحد أصحاب الحسين ( عليه السّلام ) - يزيد بن مهاجر - مدافعا عمّا جاء به قائلا : أطعت إمامي ووفيت ببيعتي ، فقال له ابن مهاجر : بل عصيت ربّك وأطعت إمامك في هلاك نفسك وكسبت العار والنار ، وبئس الإمام إمامك ، قال اللّه تعالى : {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ} [القصص: 41].

وحالت جنود ابن زياد قافلة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) دون الاستمرار في المسير ، فقد منعهم جيش الحرّ بن يزيد وأصرّوا على أن يدفعوا الإمام ( عليه السّلام ) نحو عراء لا خضرة فيها ولا ماء .

وكان زهير بن القين متحمّسا لقتال جيش الحرّ قبل أن يأتيهم المدد من قوات بني اميّة ، فقال للحسين ( عليه السّلام ) : « إنّ قتالهم الآن أيسر علينا عن قتال غيرهم » ، ولكنّ الإمام ( عليه السّلام ) رفض هذا الرأي لأنّ القوم لم يعلنوا حربا عليه بعد ، وما كان ذلك الموقف النبيل إلّا لما كان يحمله الإمام من روح تتسع للامّة جمعاء ، وأيضا لعظيم رسالته التي يدافع عنها وقيمه التي كان يسعى إلى بنائها في الامّة رغم أنّها بدت تظهر العداء سافرا ضدّه ، فقال ( عليه السّلام ) : « ما كنت لأبدأهم بقتال » .

وكان نزول الإمام في كربلاء في يوم الخميس الثاني من محرم سنة إحدى وستين[1] « 2 » ، ثم اقترح زهير على الإمام ( عليه السّلام ) أن يلجأوا إلى منطقة قريبة يبدو فيها بعض ملامح التحصين لمواجهة الجيش الأموي لو نشبت المعركة .

وسأل الإمام ( عليه السّلام ) عن اسم هذه المنطقة فقيل له : كربلاء ، عندها دمعت عيناه وهو يقول : « اللهم أعوذ بك من الكرب والبلاء » ، ثم قال : « ذات كرب وبلاء ، ولقد مرّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفّين وأنا معه فوقف ، فسأل عنه فأخبر باسمه فقال : هاهنا محطّ ركابهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال : ثقل لآل بيت محمد ينزلون هاهنا »[2].

وقبض الإمام الحسين ( عليه السّلام ) قبضة من ترابها فشمّها وقال : « هذه واللّه هي الأرض التي أخبر بها جبرئيل رسول اللّه أننّي اقتل فيها ، أخبرتني أم سلمة »[3].

فأمر الإمام ( عليه السّلام ) بالنزول ونصب الخيام إلى حين يتّضح الأمر ويتّخذ القرار النهائي لمسيرته .

جيش الكوفة ينطلق بقيادة عمر بن سعد :

وفي تلك الأثناء خرج عمر بن سعد من الكوفة في جيش قدّرته بعض المصادر بثلاثين ألفا ، وبعضها بأكثر من ذلك ، وفي رواية ثالثة : إنّ ابن زياد قد استنفر الكوفة وضواحيها لحرب الحسين وتوعّد كلّ من يقدر على حمل السلاح بالقتل والحبس إن لم يخرج لحرب الحسين .

وكان من نتائج ذلك أن امتلأت السجون بالشيعة واختفى منهم جماعة ، وخرج من خرج لحرب الحسين من أنصار الامويّين وأهل الأطماع والمصالح الذين كانوا يشكّلون أكبر عدد في الكوفة ، أمّا رواية الخمسة آلاف مقاتل التي تبنّاها بعض المؤرّخين فمع أنّها من المراسيل ، لا تؤيّدها الظروف والملابسات التي تحيط بحادث من هذا النوع الذي لا يمكن لأحد أن يقدم عليه إلّا بعد أن يعدّ العدّة لكلّ الاحتمالات ، ويتّخذ جميع الاحتياطات ، وبخاصة إذا كان خبيرا بأهل الكوفة وتقلّباتهم وعدم ثباتهم على أمر من الأمور[4].

وتوالت قطعات الجيش الأموي بزعامة عمر بن سعد فأحاطت بالحسين ( عليه السّلام ) وأهله وأصحابه ، وحالت بينهم وبين ماء الفرات القريب منهم .

وقد جرت مفاوضات محدودة بين عمر بن سعد والإمام الحسين ( عليه السّلام ) أوضح فيها الإمام ( عليه السّلام ) لهم عن موقفه وموقفهم ودعوتهم له ، وألقى عليهم كل الحجج في سبيل إظهار الحق ، وبيّن لهم سوء فعلهم هذا وغدرهم ونقضهم للوعود التي وعدوه بها من نصرته وتأييده ، وضرورة القضاء على الفساد .

ولكن عمر بن سعد كان أداة الشرّ المنفّذة للفساد والظلم الأموي ، فكانت غاية همّته هي تنفيذ أوامر ابن زياد بانتزاع البيعة من الإمام ( عليه السّلام ) ليزيد أو قتله وأهل بيته وأصحابه[5] ، متجاهلا حرمة البيت النبوي بل وحاقدا عليه كما جاء في رسالته لعمر : أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، فلا يذوقوا قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان[6].

 


[1] تأريخ الطبري : 3 / 309 ، ومعجم البلدان : 4 / 444 ، وإعلام الورى : 1 / 451 ، والأخبار الطوال : 252 ، وبحار الأنوار : 44 / 380 .

[2] مجمع الزوائد : 9 / 192 ، والأخبار الطوال : 253 ، وحياة الحيوان للدميري : 1 / 60 .

[3] تذكرة الخواص : 260 ، ونفس المهموم : 205 ، وناسخ التواريخ : 2 / 168 ، وينابيع المودة : 406 .

[4] سيرة الائمّة الاثني عشر القسم الثاني : 68

[5] الارشاد للمفيد : 2 / 85 ، الفتوح : 5 / 97 ، بحار الأنوار : 44 / 284 ، إعلام الورى : 1 / 451 ، البداية والنهاية : 8 / 189 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 245 .

[6] إعلام الورى : 1 / 452 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.